خاتمة
في ختم هذه الرسالة وبيان هذه المقالة
اعلم أن الذي دعاني إلى كشف هذه الأسرار، وحملني على قطف هذه الأزهار وإبراز هذه الأبكار من خدور الأفكار، وكان حقها أن تصان ولا تذاع فتهان، لأن الحرام كالحرام إظهار الخواص للعوام، أني لما رويت من أسرار أئمة الأبرار درراً، وجلوت منها غرراً، تؤمن معرفتها من العذاب، وتدخل الجنة بغير حساب، لأنها خط ممّا خط على خطط الجباه، ورقم رقم حبّها على ألسنة العقول والأفواه، ولا ينشق ريّاها إلّا كل حليم أواه، وأخذ لها العهد على النسمات في الأزل وختم فرضها على البريات ولم يزل، فلما ندّ ندها وفاح شذاها ندّ بالأفكار ندّها ومل شداها، حتى صار المنافق يهجرها ولا ينشق ريّاها، والموافق ينكرها ولا يخاف اللَّه عقباها، وهي لهداها إلى الحق أحق أن يتّبع وعيباهى ولتناهى
كذا بالأصل.