ذکر الدليل العقلي الأول علي أن علياً هو الحاکم يوم الدين
هذا صحيح النقل، وأما صريح العقل فإنّ اللَّه سبحانه جلّ أن تراه العيون، وهذا اعتقاد أهل الإيمان والتحقيق والإيقان والتصديق، لأن السلطان كلّما عزّ منه الجناب عظم دونه الحجاب، فكيف جوزت على ربّ الأرباب، أنّك تراه يوم الحساب، قد جلس لخلقه بغير حجاب، تعالى اللَّه عن ذلك وليس ربنا المعبود كذلك وإنما حسابك في بعثك ومآلك، إلى من جعله اللَّه الولي والحاكم والمالك، ومن اعتقد غير ذلك فهو | في| بعثه هالك.
الدليل 2
فالمالك في المعاد والحاكم يوم التناد، والولي على أمر العباد هم آل محمد صلّى اللَّه عليهم الذين جعلهم اللَّه في الدنيا قوام خلقه، وخزّان سرّه وفي الآخرة ميزان عدله وولاة أمره، وذلك لأن الصفات مآلها الذات ومرجع الأفعال إلى الصفات، وآل محمد صفوة اللَّه وصفاته فالأفعال بسرّهم ظهرت، وعنهم بعثت وإليهم رجعت، 'بدؤها منك وعودها إليك' فهم المنبع وإليهم المرجع، فمرجع الخلق إليهم وحسابهم عليهم.
الدليل 3
وذلك لأن الولاة قسمان: الأنبياء والأولياء، والأنبياء ليس عليهم حساب بنصّ الكتاب، دليله قوله 'فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيداً'
النساء:41.