أخبر سبحانه أن كل شي ء يسبّح لربّه بلسان الحال ولسان المقال، ولكن لسان المقال منه مستور عنكم لم يلزمكم اللَّه بمعرفته، لأن العفو هو الستر فلو كشف الستر عنه عرفتموه مثل تسبيح الحصى بكف رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم وإذا نطق الحصى الصوان بلسان المقال فلم لا ينطق الجري وهو حيوان، وقوله: 'إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً'، يعني أن سائر المخلوقات غير المكلّفين يسبّحون ولا يسأمون، وأنتم مع وجوب التكليف عليكم تنسون وتسأمون، وهو مع جهلكم وسهوكم، حليم عنكم وغفور لكم.
تتمة أسرار أميرالمؤمنين
ومن ذلك ما رواه عبيد السكسكي عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: إنّ علياً عليه السلام لمّا قدم من صفين وقف على شاطى ء الفرات، وأخرج قضيباً أخضر وضرب به الفرات، والناس ينظرون إليه فانفجرت اثنتى عشرة عيناً كل فرق كالطود العظيم ثم تكلّم بكلام لم يفهموه، فأقبلت الحيتان رافعة أصواتها بالتهليل والتكبير، وقالت: السلام عليك يا حجّة اللَّه في أرضه وعين اللَّه الناظرة في عباده خذلك قومك كما خذل هارون بن عمران قومه، فقال لأصحابه: سمعتم؟ فقالوا: نعم، فقال هذه آية لي وحجّة عليكم
بحار الأنوار عن الخرائج: 46 / 33 ح391.