ولا طلع لهم في سماء التصديق نجم، ولا نجم لهم طلع، ولا أسفر لهم في دجنة التوفيق بدر، ولا بدر لهم أسفر، وكان هذا الكتاب محكاً حك شكّهم حكّاً، وأظهر مسّهم حين مسهم فجاؤوا بالباطل يكذبوني، ويلفون بالحسد في ديني إذ أخلجوا في السبق دوني.
ردّ علي من ردّ علي المؤلف
ولما كان أهل الدنيا شأنهم بعض من وصلت إليهم من اللَّه نعمة فتراهم يدلون به إلى الحكّام، ويجعلونه غرضاً لسهام الانتقام، ويتوقعون سلب دولته وذهاب نعمته، وهذا شأن الحسود ومتى يسود، وكذا أهل الدعوى الذين سمّوا أنفسهم مؤمنين وهم عن التذكرة معرضون، وللناطق بها مبغضون ومكذِّبون، فإذا استنشقوا روايح العرفان، من عبد أنعم اللَّه عليه توجّهوا إلى تكذيبه وإنكاره وإبعاده، وحذّروا الناس من اعتقاده وصدّوهم عن حبّه ووداده، ورشقوه بسهام الحسد، وسبب ذلك الجهلُ وحب الرياسة، فاعلم الآن أنه قد ثبت بما بيّناه من الدلالات، وأوضحناه من البيانات، أن عليّاً مالك يوم الدين وحاكم يوم الدين، وولي يوم الدين، منّاً من رب العالمين، وفضلاً من الصادق الأمين، فهو ولي الحسنات بنص الكتاب 'هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ'
ص:39.