فأخبرنا سبحانه أن جميع ما جرى به قلمه وخطه في اللوح المحفوظ في الغيب، أحصيناه في إمام مبين، وهو اللوح الحفيظ لما في الأرض والسماء، هو الإمام المبين وهو علي، فاللوح المحفوظ علي، وهو أعلى وأفضل من اللوح بوجوده.
"الأوّل" لأنّ اللوح وعاء الخط وظرف السطور، والإمام محيط بالسطور وأسرار السطور، فهو أفضل من اللوح.
"الثاني" لأنّ اللوح المحفوظ بوزن مفعول، والإمام المبين بوزن فعيل، وهو بمعنى فاعل، فهو عالم بأسرار اللوح، واسم الفاعل أشرف من اسم المفعول.
"الثالث" أن الولي المطلق ولايته شاملة للكل، ومحيط بالكل واللوح داخل فيها فهو دال على اللوح المحفوظ وعال عليه، وعالم بما فيه، ثم قال: علي صراط مستقيم، أي يدل ويهدي إلى الصراط المستقيم الممتحن به سائر الخلائق، وهو حب علي لأنه هو الغاية والنهاية.
الإمام عليه السلام محيط بالكون
مقام الولي في الآيات الأخيرة من سورة يس
ثم ذكر في آخر هذه السورة آية فيها اسم اللَّه الأعظم فقال: 'سَلَامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ'
يس:58.