فمحمد وعلي حجاب الحضرة الإلهية ونوابها وخزّان أسرار الربوبية وبابها.
أمّا الحجاب فلأنّهم اسم اللَّه الأعظم والكلمة التي تجلّى فيها الرب لسائر العالم لأن بالكلمة تجلّى الصانع للعقول، وبها احتجب عن العيون، سبحان من تجلّى لخلقه بخلقه حتى عرفوه، ودلّ بأفعاله على صفاته حتى وحّدوه، ودلّ بصفاته على ذاته حتى عبدوه.
وأما الولاية، فلأنّهم لسان اللَّه في خلقه، نطقت فيهم كلمته، وظهرت عنهم مشيئته، فهم خاصّة اللَّه وخالصته .
وأما الباب، فلأنّهم أبواب المدينة الإلهية التي أودعها مبدعها نقوش الخلائق، وأسرار الحقائق، فهم كعبة الجلال التي تطوف بها المخلوقات، ونقطة الكمال التي ينتهي إليها الموجودات، والبيت المحرم الذي تتوجّه إليه سائر البريات لأنّهم أوّل بيت وضع للناس فهم الباب، والحجاب، والنوّاب، وأُمّ الكتاب، وفصل الخطاب، وإليهم يوم المآب، ويوم الحساب، فهم لاهوت الحجاب، ونوّاب الجبروت، وأبواب الملكوت، ووجه الحي الذي لا يموت.
معني اللّه نور السماوات و الأرض
وإن قلت: معنى قوله: 'اللَّهُ نُورُ السَّموَات وَالْأَرْضِ'
النور:35.