يعني يوم القيامة وفي القبر، ثم رفع نبيّه إلى المقام الأسنى، وهو قاب قوسين أو أدنى، فخاطبه بلسان علي ثم أمره أن يرفع علياً فوق كتفه، فقال في خطبة الفخار: أنا الواقف على التطنجين، قال المفسِّرون: هي الدنيا والآخرة، أي أنا العالم بهما، وقيل: المشرق والمغرب، وأنا المحيط بعلم ما بينهما، وقيل: الجنة والنار، وأنا القاسم لهما، وقيل: لا بل هو إشارة إلى ارتفاعه فوق كتف رفيع المقام، وليس فوق هذا المقام إلّا ذات الملك العلام، فأي رفعة فوق هذا؟ وأي مقام أعلى من هذا؟ لأن اللَّه رفع رسوله حتى جاوز عالم الأفلاك والأملاك، وعالم الملك والملكوت، وعالم الجبروت، ووصل إلى عالم اللاهوت 18، وأمير المؤمنين عليه السلام ارتقى على كتفي صاحب هذا المقام.
انّ اللّه أمر نبيه بتبليغ الولاية وإن النبوة والتوحيد متوفقان علي الولاية
ثم أمر رسوله بالتبليغ البليغ فيه، فقال: 'بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ' ثم أكّد ذاك بالتهديد، فقال: 'وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ '
المائدة:67.