فإنّ الولي المطلق قدرته كعلمه، وعلمه محيط، فقدرته كذلك لأن قلب الولي مكان مشية الرب العلي، ولسانه منبع حكمته، يفعل ما يريد اللَّه، ويريد ما يفعل.
في أن حکمه الولي مطلق أيضاً
وأما الحكم المطلق فكما مر، لأن الولاية لها الحكم من البداية إلى النهاية، لأن الولاية علم اليقين وحق اليقين، لا ينسخ ولا يتغيّر ولا يتبدّل بتغيّر الزمان، ولا ينسخ كنسخ الشرائع والأديان، ولا يختم لأنه ختم الأكوان، ولا تسبق لأن لها السبق بالكون والمكان، فعهدها مأخوذ من الأزل ولم يزل، يتسلّمها ولي من ولي ورضي من رضي إلى يوم القيامة، لأن الرب الملك الحق المبين أخذ لها العهد على أسماء قبل خلق الأرضين والسَّموَات، وهي الختم والكمال لكل دين، ولها الحكم عند نصب الموازين، وويل للمكذِّب بيوم الدين، وإلى هذا البرهان المبين الإشارة من قول الصادقين: سبحان من خلق السَّموَات والأرضين، وما سكن في الليل والنهار بمحمد وآل محمد صلى الله عليه و آله و سلم .
الدليل علي أن الحکم لهم في الدنيا و الآخرة
هذا كلام الحجّة، وكلام الحجّة حجّة، فقوله لمحمد وآل محمد هذا لام التمليك والتخصيص، لأن من خلق الشي ء لأجله فهو له في الدنيا والآخرة، لهم خلقت وإليهم سلمت، فدلّ بهذا الصريح أن ملك الدنيا والآخرة وحكم الدنيا والآخرة لا بل الدنيا والآخرة لهم على غير مشارك ولا منازع، إن الكل عبيدهم وملكهم
بحار الأنوار: 68 / 33 ح398.