والنار ليس فيها بإجماع الكتاب والسنّة، وفحوى هذه الآية وبرهان العقل إلّا الكافر والمنافق، والجنة ليس فيها كافر ولا منافق إلّا مؤمن ومسلم، وقد شهدت هذه الآية لشيعة علي أنهم ليسوا من الكفار ولا من المنافقين، بل من المؤمنين، وإلّا لكانوا في النار، لكنّهم ليسوا فيها فهم في الجنّة، وليس في الجنّة إلّا المؤمن، فتعيّن أن شيعة علي هم المؤمنون، ولم يضرّهم سبّهم الذي سمّيتموهم به أشراراً، بل كانوا به من الأخيار، فظهر كذبكم على النبي أنه قال:من سبَّ أصحابي فقد سبّني، وإن ثبت صدق الحديث لزم من صدقه أن أصحابه آله، كما تقدّم، فتعين أن بغض المنافقين الشيعة ليس إلّا بحبّهم لعلي، و من أبغض موالياً لعلي أبغضه اللَّه، ولذلك قال الصادق عليه السلام:رحم اللَّه شيعتنا انهم أوذوا فينا واننا نؤذى فيهم.
مناقشة ما رووه أنّ النبي مات و لم يوص و أنه جعل الإختيار إلي أمته
ثم رووا عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم أنه مات ولم يوصِ إلى أحد، وأنه جعل الاختيار إلى أمّته، فاختاروا من أرادوا، فكذّبهم القرآن ونزّه نبيّه ممّا نسبوا إليه، فقال: 'وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ'
البقرة:132.