وهذا كلام عظيم يصرح لعلي بالتشريف والتعظيم، والتفضيل والتقديم، حيث هو قسيم بنعمة النبي الكريم، وشقيق نور الرؤوف الرحيم، فهو منه في النور والروح والطينة، والظاهر والباطن، ولا فرق هناك إلّا النبوّة، وهو الآيات والمقامات والكلمات التامات، والأنوار الباهرات تقصر القول عن معرفة أسرارها، وتعمى عيون الأفهام عن بوارق أنوارها، سرّ الرحمن الرحيم، وما يلقاها إلّا ذو حظٍّ عظيم، ومن أنكر أن الإمام يعلم الغيب أنكر إمامته، ومن أنكر إمامته لا يبالي محو المحكم من كتاب اللَّه أو جحد نبوّة الأنبياء، وزعم أنه ليس إله في السماء، فوجب أن يعلم الولي أهل ولايته أحياءً وأمواتاً، وإلّا لكان عالماً في وقت دون وقت وهو محال، لأن الولي هو الإنسان الكامل، فكيف يكون كاملاً ناقصاً، هذا خلف ؟
الدليل علي علمه بهم عند الموت و بعده
أما علمه بهم عند الموت فدليله قوله لحارث همدان: يا حارث، قال: نعم يا مولاي، فقال: 'لو قد بلغت نفسك التراقي لتراني حيث تحبّ'
بحار الأنوار: 179 / 6 ح7، وبشارة المصطفى: 5 ح4 ورسائل المرتضى: 133 / 3.