تتمة الجواب السابق بأسرار الحروف
ثم أقول له مرشداً إلى الصواب: ألم تعلم أنّا إذا اعتبرنا الأسماء والصفات، فإنّا لا نجد أعظم من ثلاثة أسماء: اسم الذات، واسم الصفات، واسم هو سرّ الذات وروح الصفات، وهي الكلمة الجارية في سائر الموجودات، فهي سرّ الذات وسرّ الصفات وبها تنفعل الكائنات، فاسم اللَّه ا ل ه ا ل ه وهو اسم المقدس وهو علم على ذات الأحد الحق، واسم الصفات للأحد الواحد وهو محمد، والاسم الذي هو روح الصفات وسرّ الذات ع ل ي، وهو نور النور، وكل واحد من هذه الثلاثة اسم أعظم، فاسم الجلالة هو الاسم المقدّس والمكرّم، واسم محمّد صلى الله عليه و آله و سلم هو ظاهر الاسم الأعظم، لأن الواحد صورة الوجود، ومنبع الموجود، وظاهر المعدود.
واسم ع ل ي ظاهر الباطن وباطن الظاهر، فهو الاسم الأعظم بالحقيقة، لأنه جامع سرّ الربوبية، وسرّ النبوّة، وسرّ الولاية، وسرّ الحكم والسلطنة، وسرّ الجبروت والعظمة، وسرّ التصرّف الإلهي. وإليه الإشارة بقوله: 'وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّموَات وَالْأَرْضِ'
الروم:27.