في أن فضائله لا تحصي
ثم أمر اللَّه نبيّه الكريم ورسوله الرؤوف الرحيم أن يرفعه إلى المقام الكريم في التشريف والتعظيم، فقال بعد أن بالغ في بليغ المقام: لو كانت السَّموَات صحفاً والبحار مدداً والغياض أقلاماً لنفد المداد وفنيت الصحف وعجز الثقلان أن يكتبوا معشار فضل علي وهذا مرّ ذكره لكن أعدناه ثانياً للحاجة إليه.
ان الأعمال لاتوزن يوم القيامة إلاّ بحبّه
ثم دلَّ على فضله النبي كما دلَّ عليه الربّ العلي فبيّن أن الأعمال لا توزن يوم المآل ولا يبلغ بها الآمال إلّا بحبّه فقال: لو أن أحدكم صف قدميه بين الركن والمقام، يعبد اللَّه ألف عام، ثم ألف عام صائماً نهاره قائماً ليله فكان له مل ء الأرض ذهباً فأنفقه وعباد اللَّه ملكاً فأعتقهم ثم قتل بعد هذا الخير الكثير شهيداً بين الصفا والمروة ثم لقي اللَّه يوم القيامة جاحداً لعلي حقّه لم يقبل اللَّه له صرفاً ولا عدلاً وزج بأعماله في النار. هذا أيضاً مرّ ذكره.
قوله: لو لم أخف لقلت أعظم مما قيل
ثم دلَّ سبحانه على قرب عارفيه ومواليه من حضرة ربّه وباريه فقال في حقّه الرسول بعد بليغ المقال: 'لو لم أخف لقلت'
وهو قوله: 'لولا أني أخاف... لقلت اليوم فيك مقالة لا تمرّ بملأ إلّا أخذوا تراب نعليك' البحار: 284 /25 ح35.