ولذلك قال للرجل: فما رأيتك في المحبّين فأين كنت؟ فعليه عرضت الأرواح، وعليه تعرض الأعمال في عالم الأجسام، وعليه تعرض عند الممات، ويعلم مقامها بعد الوفاة، ويعلم ما يصير إليه الرفات، وإليه عودها عند القيام، وهو وليها في ذلك المقام، وقاسمها إلى النعيم أو الانتقام، من فضل اللَّه رب الأنام، وولاية من ذي الجلال والإكرام.
فعليّ ولي الأشباح، وولي الأديان وولي الإيمان وولي الحياة وولي الممات، وولي الحساب وولي النعيم وولي العذاب، وولي للمكذب والمرتاب.
الذين لفضل علي ينكرون، ولما خصّه اللَّه به من الآيات يجحدون، وعن آياته يستكبرون، وفي علو مقاماته يرتابون ويستعظمون، وبها يكذبون وفيها يلحدون، أولئك في العذاب محضرون، وعن الرحمة مبعدون.
فلو أن أحدهم عمّر في الدنيا ما دارت الأفلاك وسبحت الأملاك، وحج ألف حجّة، وكان في أيامه مقبلاً على الصيام والقيام، وكان له من الحسنات بعدد ورق الأشجار، ومن الطاعات بوزن رمل القفار، ومن المبرّات بعدد قطر الأمطار، ومن الخيرات بعدد ما في القرآن حرفاً حرفاً، وبعدد كل حرف ألفاً ألفاً، وقرأ كل كتاب نزل، وفهم كل خطاب من العلم والعمل، ورافق النبيين وصحب المرسلين، وأقام في الصافين، وقتل شهيداً بين الركن والمقام، ثم أنكر من فضل علي حرفاً، وارتاب في فضله وأخفى، لم ير في بعثه سعداً، ولم يزدد من رحمة اللَّه إلّا بعداً.
في أنّ الحضرة المحمدية ليس کمثلها شيء
إن ا للَّه تعالى في جلال كبريائه وعظمته ليس كمثله شي ء، وهذا من مقتضيات الربوبية، والحضرة المحمدية في كمال رفعتها وتقدّمها على المخلوقات ليس كمثلها شي ء، لأنها الخلق الأول والولاية سرّ عظمتها في تصرفها في الكائنات، وعهدها المأخوذ على سائر البريات من قبل برء النسمات ليس كمثله شي ء، لأنها احتوت على سر الحضرة الإلهية وسر النبوة المحمدية التي ليس كمثلها شي ء، وسرّ من ليس كمثله شي ء ليس كمثله شي ء،
ان العارف بهذه الاسرار ليس کمثله شيء في سيره إلي اللّه
والعارف بهذه الأسرار، والمجتني لهذه الثمار، المقتبس لهذه الأنوار، المجتنب للتكذيب والإنكار ليس كمثله شي ء في سرّه إلى اللَّه ومعرفته بالهداة الأبرار.
من صفات اللّه سبحانه
سبحان الملك النور الذي تجلّى في الأشياء فظهر، وتجلّى عنها فغاب واستتر، تقدّس عن الزمان والمكان، وتعالى عن الحدوث والحدثان، تنزّه عن الحلول والانتقال والصورة والمثال، تجلّى بجماله من كل الجهات فظهر، وتجلّى بكماله عن كل الجهات فاستتر، فهو غيب ظهر، ثم غاب حين ظهر.
من حقوق أميرالمؤمنين
نبوّة وإمامة، وفي الإمامة وقع الاختلاف، وإليه الإشارة بقوله: 'ما اختلفوا في اللَّه ولا فيَّ وإنّما اختلفوا فيك يا علي'
تقدّم الحديث.