وليس في القيامة إلّا مؤمن وكافر ومنافق، والكافر ليست له حسنات توزن ولا للمنافق، فتعين أن ذلك للمؤمنين المذنبين وإنّما وسعه الرحمن لأن من جاء بالإيمان فكان كتابه متصل الحكم ثابتاً في دار القضاء لأن مبناه التوحيد، وشهوده النبوّة، وسجله الولاية، فوجب له الإيمان من اللَّه، المؤمن لإنصافه يوم لقائه، وأما المنافق فهو يجهد في الدنيا قد ضيّع الأصل وأكبّ على الفرع، والفرع لا يثبت إلّا مع الأصل، ولا أصل هناك فلا فرع إذاً فهو يسعى مجداً لكنه ضايع جداً وإليه الإشارة بقوله: 'الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً' الكهف:104.