| ثم كتب إلى معاوية أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك، وبعث إلى أمير المؤمنين عليه السلام ابعث إلي أعلم أهل بيتك، حتى أجمع بينهما وأنظر في الانجيل مَنْ أحق بالملك منكما وأخبركما، فبعث إليه معاوية ابنه يزيد، وبعث إليه أمير المؤمنين الحسن عليه السلام، فلما دخل يزيد أخذ الرومي يده فقبّلها، ولما دخل الحسن عليه السلام قام الرومي فانحنى على قدميه فقبلهما، فجلس الحسن عليه السلام لا يرفع بصره، فلما نظر ملك الروم إليهما أخرجهما معاً، ثم استدعى يزيد وحده، وأخرج له من خزانته 113 صنماً تماثيل الأنبياء وصورهم وقد زيّنت بكل زينة، فأخرج صنماً فعرضه على يزيد فلم يعرفه، ثم عرض آخر فلم يعرفه، ثم سأله عن أرزاق العباد وعن أرواح المؤمنين، وأرواح الكفار، أين تجمع بعد الموت؟ فلم يعرف، فدعا الحسن بن علي عليه السلام وقال: إنّما بدأت بهذا حتى يعلم أنّك تعلم ما لا يعلم، وأن أباك يعلم | لا| أبوه وأن أباك ربّانيّ هذه الاُمّة، وقد نظرت في الإنجيل فرأيت الرسول محمداً والوزير علياً ونظرت إلى الأوصياء فرأيت أباك فيها وصي محمد، فقال للرومي: سلني عمّا بدا لك من علم التوراة، والإنجيل والفرقان، أخبرك، فدعا الأصنام، فأوّل صنم عرضه عليه على صفة القمر فقال الحسن عليه السلام:هذه صفة آدم أبي البشر، ثم عرض عليه آخر في صفة الشمس، فقال: هذه صفة حواء أمّ البشر، ثم عرض آخر، فقال: هذا عليه صفة شيث بن آدم، وهذا أوّل من بعث وكان عمره في الدنيا 1540 سنة، ثم عرض عليه آخر فقال: هذه صفة نوح صاحب السفينة، وكان عمره في الدنيا 2500 سنة ولبث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة إبراهيم عريض الصدر طويل الجبهة، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة موسى بن عمران وكان عمره 245 سنة وكان بينه وبين إبراهيم 500 سنة، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة إسرائيل وهو يعقوب الحزين، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة إسماعيل، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة يوسف بن يعقوب، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة داود صاحب الجراب، ثم عرض عليه آخر فقال: هذه صفة شعيب، ثم زكريا، ثم عيسى ابن مريم روح اللَّه وكلمته، وكان عمره في الدنيا 23 سنة ثم رفعه اللَّه إليه ثم يهبط إلى الأرض بدمشق ويقتل الدجّال، ثم عرضت عليه أصنام الأوصياء، والوزراء، فأخبر بأسمائهم، ثم عرضت عليه أصنام في صفة الملوك وقال له ملك الروم: هذه أصنام لم نجد صفتها في التوراة والإنجيل، فقال الحسن عليه السلام:هذه صفة الملوك، فقال عند ذلك ملك الروم عند ذاك: أشهد لكم يا آل محمد أنكم اُوتيتم علم الأوّلين والآخرين، وعلم التوراة والإنجيل، وصحف إبراهيم وألواح موسى، وإنا نجد في الإنجيل أن أوّل فتنة هذه الاُمّة وثوب شيطانها الضليل على ملك نبيّها واجتراؤه على ذريته، ثم قال للحسن عليه السلام:أخبرني عن سبعة أشياء خلقها اللَّه تعالى، لم تركض في رحم، فقال الحسن عليه السلام:آدم وحواء، وكبش إبراهيم، وناقة صالح، وإبليس والحية والغراب الذي ذكر في القرآن، ثم سأله عن أرزاق الخلائق فقال الحسن عليه السلام:في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسيط، وسأله عن أرواح المؤمنين أين تكون؟ فقال: تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة جمعة وهي العرش الأدنى ومنها يبسط اللَّه الأرض وإليها يطويها وإليها المحشر. ثم سأله عن أرواح الكفّار فقال: تجتمع في وادي حضرموت عند مدينة اليمن ثم يبعث اللَّه ناراً من المشرق وناراً من المغرب ويتبعها ريح شديد فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس فأهل الجنة عن يمينها، وأهل النار عن يسارها في تخوم الأرض السابعة، فتحشر الناس عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجبت له النار دخلها، وذلك قوله: فريق في الجنة وفريق في السعير. فالتفت الملك إلى يزيد وقال: هذا بقيّة الأنبياء وخليفة الأوصياء، ووارث الأصفياء وثاني النقباء، ورابع أصحاب الكساء، والعالم بما في الأرض والسماء، أفقياس هذا بمن طبع على قلبه وهو من الضالين، ثم كتب إلى معاوية: مَنْ آتاه اللَّه العلم والحكمة بعد نبيّكم وحكم التوراة والإنجيل وأخبار الغيب، فالحق والخلافة له، ومَنْ نازعه فإنّه ظالم، ثم كتب إلى أمير المؤمنين عليه السلام إن الحق لك والخلافة فيك وفي ولدك إلى يوم القيامة، فقاتل من قاتلك يعذّبه اللَّه بيدك، فإنّ مَنْ عصاك وحاربك عليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين بحار الأنوار: 237 / 33 ح517 والحديث طويل جدّاً اختصر هنا.