قال: ثم جلس فخرجت أم جعفر تعثر ذيولها، فقالت: يا سيدي أنعمت عليّ بنعمة فلم تتمّها، فقال لها: أتى أمر اللَّه فلا تستعجلوا، إنه قد حدث ما لم يحسن إعادته فارجعي إلى أُم الفضل فاستخبريها عنه، فرجعت اُمّ جعفر فأعادت عليها ما قال، فقالت: يا عمة وما أعلمه بذاك عني، ثم قالت: كيف لا أدعو على أبي وقد زوّجني ساحراً، ثم قالت: واللَّه يا عمّة إنه لما طلع عليّ جماله حدث لي ما يحدث للنساء فضربت يدي إلى أثوابي فضممتها، فبهتت أُمّ جعفر من قولها ثم خرجت مذعورة، وقالت: يا سيدي وما حدث لها. قال:'هو من أسرار النساء '. فقالت: ياسيدي أتعلم الغيب؟ قال: لا. قالت: فنزل إليك الوحي؟ قال: لا. قالت: فمن أين لك علم ما لا يعلمه إلّا اللَّه وهي؟ فقال: ' وأنا أيضاً أعلمه من علم اللَّه روحي فداه نفى أوّلاً علم الغيب الاستقلالي ثم أثبته بتعليم اللَّه تعالى.