وهذا تنبيه ورمز إلى أنه الاسم الأعظم الجاري في كل شي ء، وأنّ كل شي ء خلقه اللَّه فإنّ علياً مولاه ومعناه، لأنه كلمة واجب الوجود والنور المشرق في سماء الوجود والموجود، فكل رفعة وإن علت - فانّها تحت درجته، وكل منزلة - وإن علت - فهي دون منزلته، وتحت رتبته، فمقام الأملاك في صوامع الأفلاك، دون منزلته وتحت رتبته، ومقام ونور الكواكب والأقمار من إشراق شمس عظمته، فهو العلي العظيم، ولي العلي العظيم، فهو عماد الأولياء، ودعوة الأنبياء. فرفعة إسرافيل، وعظمة جبرائيل، وهيبة آدم، وكرم الخليل، وشجاعة موسى وسماحة عيسى، وحكمة داود، وملك سليمان، ذرّة من فخره وقطرة من بحره، وكيف لا يكون كذلك؟ وهو العلّة في وجودهم، وسرّ موجودهم، فلولاه ما دار فلك، ولا سبّح للَّه ملك، فالنظر إليه عبادة، والوقوف معه عبادة، والموت على حبّه شهادة، وموالاته سعادة، وهو الذي قال في حقّه الرسول يوم خيبر: 'لو لم أخف أن تقول أُمّتي فيك ما قالت النصارى في المسيح ابن مريم لقلت اليوم فيك حديثاً' معجم الطبراني الكبير: 320 / 1 ومناقب الكوفي: 615 / 2.