وقوله: فرغ اللَّه من حساب خلقه، ثم بعث إليهم من الهداة والولاة، وأوحى إلى كل نبي ورسول ما يحتاج إليه أهل زمانه من العقائد والشرائع، ممّا قضاه وقدّره ممّا يعرف منه ويعبد، حتى ختم الوجود بمحمد كما افتتح به الوجود، والفاتح الخاتم يجب أن يكون عنده علم ما كان وما يكون، لأنه منه البداية وإليه النهاية، لأن الواحد أوّل العدد ومنتهاه، فوجب أن يكون عنده علم ما كان وما يكون، ممّا كتب في اللوح وإلّا لزم العبث أو الظلم . فجملة ما صار إلى الأنبياء وما خفي عنهم ممّا كتب في اللوح، وجرى به القلم صار إلى سيّد الأوّلين والآخرين، وجميع ما صار إليه وحياً وإلهاماً ومشاهدة في المقام الأعلى والخطاب الربّاني بغير واسطة صار إلى وصيه القائم بدينه أمير المؤمنين عليه السلام، ثم إلى عترته الأبرار وخلفائه الأطهار، وقد صرّح القرآن بذاك من قوله: 'وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ' النمل:75.