ثم خلط الماءين فما يفعله شيعتنا من الفواحش والإثم فهو من طينة النواصب ومزاجهم وهو لهم وعليهم وإليهم، وما يفعله النواصب من البر والإحسان فهو من طينة المؤمن ومن مزاجه فهو لهم وإليهم لأنه ليس من شأن المنافق بر، ولا من شأن المؤمن ظلم ولا كفر، فإذا عرضت الأعمال على اللَّه قال الحكيم العدل سبحانه ألحقوا صالحات المنافق بالمؤمن لأنّها من سجيته فهي له لأنها وفت بالعهد المأخوذ عليها، وألحقوا سيئات المؤمن بالمنافق لأنها من طينته وإليه لأنها وفت بالعصيان والإنكار. ثم قال الصادق عليه السلام:وإن ذلك حكم إله السماء والأنبياء، وأما حكم إله السماء فذلك عقلاً وشرعاً وأصلاً وفرعاً ومزاجاً وطبعاً، أما الأصل فلأن طينته من الأصل أقرّت بالولاية فاستقرّت، أما الفرع فلأنه عمل صالحاً في دار التكليف فطاب أصلاً وزكا فرعاً، ومن آمن وعمل صالحاً فله الجنة جزاءً وعدلاً، وإليه الإشارة بقوله: 'الَّذِينَ آمَنُوا ' البقرة:82.