أي على الصورة التي كان عليها من الطين لم ينتقل من العلقة إلى المضغة، بل يقول: 'كن فيكون'، فلو اطلعت على السر المصون في قوله 'كن فيكون' لعرفت ما بين القلم والنون. روي عن ابن عباس عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم أنه استدعى يوماً ماء وعنده أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فشرب النبي صلى الله عليه و آله و سلم ثم ناوله الحسن فشرب، فقال له النبي: هنيئاً مريئاً يا أبا محمد، ثم ناوله الحسين، فقال له النبي: هنيئاً مريئاً يا أبا عبداللَّه، ثم ناوله الزهراء فشربت، فقال لها النبي صلى الله عليه و آله و سلم:هنيئاً مريئاً يا أم الأبرار الطاهرين، ثم ناوله علياً فلما شرب سجد النبي صلى الله عليه و آله و سلم فلما رفع رأسه قال له بعض أزواجه: يا رسول اللَّه شربت ثم ناولت الماء للحسن، فلما شرب قلت له هنيئاً مريئاً، ثم ناولته الحسين فشرب فقلت له كذلك، ثم ناولته فاطمة فلما شربت قلت لها ما قلت للحسن وللحسين ثم ناولته علياً فلما شرب سجدت فما ذاك؟ فقال لها: إنّي لما شربت الماء قال لي جبرائيل والملائكة معه هنيئاً مريئاً يا رسول اللَّه، ولما شرب الحسن قالوا له كذلك ولما شرب الحسين وفاطمة قال جبرائيل والملائكة: هنيئاً مريئاً، فقلت كما قالوا، ولما شرب أمير المؤمنين عليه السلام قال اللَّه له: هنيئاً مريئاً يا وليّي وحجّتي على خلقي، فسجدت للَّه شكراً على ما أنعم عليَّ في أهل بيتي بحار الأنوار: 311 / 43 ح73.