مشارق أنوار الیقین فی أسرار أمیرالمؤمنین نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مشارق أنوار الیقین فی أسرار أمیرالمؤمنین - نسخه متنی

رجب بن محمد حافظ البرسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید






فعلم أن صدور الأفعال عن الصفات، وصدور الصفات عن الذات، والصفة التي هي إمام الصفات في ظهور الموجودات، هي الحضرة المحمّدية فهي عين الوجود وشرف الموجود وهي النقطة الواحدة التي هي صفة الأحد والجمال، الصادرة عن الجلال، والنور المبتدع من سحاب العظمة المشعشع من فيض قدس الرحمة وهي عرش النور والكتاب المسطور واللوح المحفوظ وأوّل الظهور، وختم الأيام والدهور.


يؤيّد ذلك ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه سُئل:هل رأيت في الدنيا رجلاً؟ فقال: رأيت رجلاً وأنا إلى الآن أسأل عنه. فقلت له: من أنت؟


فقال: أنا الطين. فقلت: من أين؟


فقال: من الطين. فقلت: إلى أين؟ فقال: إلى الطين. فقلت: من أنا؟


فقال: أبو تراب. فقلت: أنا أنت. فقال: حاشاك، حاشاك، هذا من الدين في الدين، أنا أنا، وأنا أنا، أنا ذات الذوات، والذات في الذوات الذات، فقال: عرفت. فقلت نعم. فقال: فامسك.


فأقول: في حل هذا الرمز الشريف إشارة إلى خطاب عالم اللاهوت مع عالم الناسوت، وهو الروح للجسد ليبيّن للناس الفرق بين هيكل قدسه وسرّ نفسه، فقوله: رأيت رجلاً، وأنا أسأل إلى الآن عنه. وذلك لأن الروح لم تزل لها تعلّق بالجسد ونظر إليه لأنه بيت غربتها، ومسكن كربتها، ومركب سيرها، وسرير تحصيلها، والثاني أن العارف أبداً يجب عليه أن يعرف الفرق بين مقام التراب وسرّ ربّ الأرباب، لأنّه إذا عرف نفسه عرف ربّه، لأنّه إذا عرف نفسه بالحدوث، والفقر، والمسكنة؛ عرف ربّه بالعزّة والكبرياء، والعظمة. وقوله: أنا الطين، إشارة إلى أن العارف، لم يزل في مقام الفقر والإقرار بالحدوث والعجز. وقوله: من أنا؟ لما أقر الجسد بالمعرفة، والحدوث والإمكان، والموت، والرجوع إلى عنصره ومعدنه، وتلاشيه وتحلله بعد تركيبه.


وقوله: أنت أبو تراب، يشير به إلى معنيين: خاص، وعام. فالأوّل معناه أن المراد من الأب المربّي والمرشد، والروح قيم هذا الجسد ومربيه؛ والثاني أن أبا تراب هو الماء، والمراد به: أنت أبو الأشياء ومبدأها وحقيقتها ومعناها، لأنّ الكلمة الكبرى عنها برزت الموجودات، وهي سرّ سائر الكائنات.


وقوله: فقلت له: أنا أنت. يعني أنا مثلك ميّت ومركّب. فقال: حاشاك، حاشاك، أنا أنا، وأنا أنا، يعني ابن التراب والنور.


وقوله: أنا ذات الذوات، والذات في الذوات للذات، صرّح بإظهار السرّ المكنون، والكلمة المتعلّقة بطرفي 'كن فيكون'، وذلك أنه اسم اللَّه الأعظم وحقيقة كل كائن وأنه ذات كل موجود لذات واجب الوجود لأنّه سرّه وكلمته وأمره ووليّه على كلّ شي ء، وذلك أمر خصّه اللَّه به ؛ لأنّه هو هو، بل إنه كلمة اللَّه وآيته وسرّه.


فبان بحل هذا المبهم كفر الغالي والقالي، وسلوك التالي والموالي، ووصول العارف العالي، فعلي سرّ اللَّه في الكل ووليه على الكل، لأن الربّ سبحانه سلم ما أوجده بإرادته، وخلقه بقدرته ومشيئته، إلى وليّه وكلمته، فقد سلم ما صدر منه إليه لأن المولى الولي مقامه في الخلق مقام الربّ العلي وإليه الإشارة بقوله: 'لا فرق بينهم وبينك إلّا انّهم عبادك وخلقك'



الإنسان الكامل: 128، والرسائل الثمانية: 88.

/ 889