ولا رد فضلهم إلّا من خبث أصله ورسخ، فمن أنعم اللَّه عليه بحب علي والإقرار بفضله ووجد روحه بين جنبيه، ووجد صدره منشرحاً عند وصول أسراره إليه، ولم يجد الشكوك تنازعه، ولا يد الإنكار تمانعه، فقد طاب مولده وعنصره، وزكى محتده ومخبره، وإليه الإشارة بقول أبي عبداللَّه عليه السلام أنه قال: 'لا تدعوا الناس إلى ما أنتم عليه، فواللَّه لو كتب هذا الأمر على رجل لرأيته أسرع إليه من الطير إلى وكره، وأسبق من السيل إلى جوف الوادي'. ولذلك قال أمير المؤمنين عليه السلام:'لو ضربت خيشوم المؤمن على أن يبغضني ما فعل، ولو صببت الدنيا على المنافق على أن يحبّني ما فعل، وبذلك أخذ اللَّه لي العهد في الأزل ولم يزل' بحار الأنوار: 296 / 39 ح99.