وهذا بيان وتأكيد أنّ الناجي من تبع الآل لأن الآل هم الأصحاب، وليس الأصحاب هم الآل، فأين كان الآل كان الأصحاب من غير عكس، ولهذا يقال أهل اللَّه ولا يقال أصحاب اللَّه. فآل النبي صلى الله عليه و آله و سلم أصحابه وليس أصحابه آله، وفي الحديث: 'أهل القرآن أهل اللَّه وخاصّته'، لأنّهم حَمَلة سرّه، فأين كان الأهل كانت النجاة، لأن الأهل أولى بالشرف والفضل، وأحق بالميراث، وأقرب إلى العلم، ومنهم نبع الذكر، وعنهم سمع، فالأصحاب تبع الآل لأنّهم سكان السلطنة والحكم، والأصحاب سكان التبع فكيف يقتدى بالتابع ولا يقتدى بالمتبوع؟ ألا فهم الملاذ والمنجى، ونهج الهدى وجنّة المأوى وسدرة المنتهى، والأصحاب قوم تبصروا بنور الآل فأبصروا، ثم أعماهم دخان الحسد فأنكروا، وإليه الإشارة بقوله: بينا أنا على الحوض إذ بملأ من أصحابي يؤخذ بهم ذات اليمين وذات الشمال مسودة وجوههم، فأناديهم: أصحابي أصحابي، فيأتي النداء من خلفهم، يا محمد، إنّهم ليسوا أصحابك، إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؛ فأقول: ألا سحقاً ألا سحقاً الحديث مجمع عليه عند أهل الإسلام، راجع: فتح الباري ح6585، وسنن ابن ماجة: ح4306، ومسند أحمد: ح7933.