فكيف يأمرهم بالإيمان وقد آمنوا؟ ومعناه يا أيّها الذين آمنوا باللَّه وبرسوله آمنوا بسرّ آل محمد وعلانيتهم، فإنّ ذلك حقيقة الإيمان وكماله، لأنّ علياً هو النور القديم المبتدع قبل الأكوان والأزمان، المسبّح للَّه ولا فم هناك ولا لسان، أليس كان في عالم النور قبل الأزمان والدهور، أليس كان في عالم الأرواح قبل خلق الأجسام والأشباح؟ أما سمعت قصة الجني، إذ كان عند النبي صلى الله عليه و آله و سلم جالساً، فأقبل أمير المؤمنين عليه السلام فجعل الجنّي يتصاغر لديه تعظيماً له وخوفاً منه، فقال: يا رسول اللَّه إنّي كنت أطير مع المردة إلى السماء قبل خلق آدم بخمسمائة عام، فرأيت هذا في السماء فأخرجني وألقاني إلى الأرض، فهويت إلى السابعة منها، فرأيته هناك كما رأيته في السماء حلية الأبرار: 16 / 2، ومدينة المعاجز: 445 / 2.