بلسان الصدق أصدق ما يسمع، فأصبحت مع عظيم الحاجة إليها لا تحنو القلوب عليها ولا تحن الطبائع إليها، فاعجب لها كيف لا يركب نهجها وفاز في سفينة النجاة، ولا تتطلب وهي عين الحياة مع تقاطر الأيدي والمتاجر دفع طيبها وطيب عرقها، تلحظها العيون بأهداب الحقد، تلفظها الفنون بأفواه الرفض، وهي أنفس نفيس بحيث إنّها تتنافس فيه النفوس، فصارت تبعدها عن الأذهان بكذب فيها وبهتان، فكانت كما قيل:
ومن العجائب أنه لا يشتري
وقع الكساد يخان فيه ويسرق
وقع الكساد يخان فيه ويسرق
وقع الكساد يخان فيه ويسرق
أتوب إليك يا رحمان ممّا
وأما عن هوى ليلى وتركي
زيارتها فإنّي لا أتوب
جنيت فقد تكاثرت الذنوب
زيارتها فإنّي لا أتوب
زيارتها فإنّي لا أتوب
يوسف:108.