خطبه 058-درباره خوارج - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 058-درباره خوارج

قال الرضى رحمه الله:يعنى بالنطفه ماء النهر، و هى افصح كنايه عن الماء و ان كان كثيرا جما، و قد اشرنا الى ذلك فيما تقدم عند مضى ما اشبهه.

الشرح:

هذا الخبر من الاخبار التى تكاد تكون متواتره، لاشتهاره و نقل الناس كافه له، و هو من معجزاته و اخباره المفصله عن الغيوب.

و الاخبار على قسمين:احدهما:الاخبار المجمله، و لااعجاز فيها:نحو ان يقول الرجل لاصحابه:انكم ستنصرون على هذه الفئه التى تلقونها غدا:فان نصر جعل ذلك حجه له عند اصحابه و سماها معجزه، و ان لم ينصر، قال لهم:تغيرت نياتكم و شككتم فى قولى، فمنعكم الله نصره، و نحو ذلك من القول:و لانه قد جرت العاده ان الملوك و الروساء يعدون اصحابهم بالظفر و النصر، و يمنونهم الدول، فلا يدل وقوع ما يقع من ذلك على اخبار عن غيب يتضمن اعجازا.

و القسم الثانى:فى الاخبار المفصله عن الغيوب، مثل هذا الخبر، فانه لايحتمل التلبيس، لتقييده بالعدد المعين فى اصحابه و فى الخوارج، و وقوع الامر بعد الحرب بموجبه من غير زياده و لانقصان، و ذلك امر الهى عرفه من جهه رسول الله (ص)، و عرفه رسول الله (ص) من جهه الله سبحانه.

و القوه البشريه تقصر عن ادراك مثل هذا، و لقد كان له من هذا

الباب ما لم يكن لغيره.

و بمقتضى ما شاهد الناس من معجزاته و احواله المنافيه لقوى البشر، غلا فيه من غلا، حتى نسب الى ان الجوهر الالهى حل فى بدنه، كما قالت النصارى فى عيسى (ع)، و قد اخبره النبى (ص) بذلك، (فقال:يهلك فيك رجلان:محب غال، و مبغض قال).

و قال له تاره اخرى:(و الذى نفسى بيده، لولا انى اشفق ان يقول طوائف من امتى فيك ما قالت النصارى فى ابن مريم، لقلت اليوم فيك مقالا، لاتمر بملا من الناس الا اخذوا التراب من تحت قدميك للبركه).

(ذكر الخبر عن ظهور الغلاه) و اول من جهر بالغلو فى ايامه عبدالله بن سبا، قام اليه و هو يخطب، فقال له:انت انت! و جعل يكررها، فقال له:ويلك! من انا؟ فقال:انت الله، فامر باخذه و اخذ قوم كانوا معه على رايه.

و روى ابوالعباس احمد بن عبيدالله، عن عمار الثقفى، عن على بن محمد بن سليمان النوفلى، عن ابيه و عن غيره من مشيخته، ان عليا قال:يهلك فى رجلان:محب مطر يضعنى غير موضعى و يمدحنى بما ليس فى، و مبغض مفتر يرمينى بما انا منه برى ء.

و قال ابوالعباس:و هذا تاويل الحديث المروى عن النبى (ص) فيه، و هو قوله:(ان فيك مثلا من عيسى بن مريم، احبته النصارى فرفعته فوق قدره، و ابغضته اليهود حتى بهت

ت امه).

قال ابوالعباس:و قد كان على عثر على قوم خرجوا من محبته باستحواذ الشيطان عليهم، الى ان كفروا بربهم، و جحدوا ما جاء به نبيهم، و اتخذوه ربا و الها، و قالوا:انت خالقنا و رازقنا، فاستتابهم و توعدهم، فاقاموا على قولهم، فحفر لهم حفرا دخن عليهم فيها طمعا فى رجوعهم، فابوا، فحرقهم بالنار، و قال:الا ترون قد حفرت حفرا انى اذا رايت امرا منكرا وقدت نارى و دعوت قنبرا و روى اصحابنا فى كتب المقالات انه لما حرقهم صاحوا اليه:الان ظهر لنا ظهورا بينا انك انت الاله؟ لان ابن عمك الذى ارسلته قال:(لايعذب بالنار الا رب النار).

و روى ابوالعباس، عن محمد بن سليمان بن حبيب المصيصى عن على بن محمد النوفلى، عن ابيه و مشيخته، ان عليا مر بهم و هم ياكلون فى شهر رمضان نهارا، فقال:اسفر ام مرضى؟ قالوا:و لا واحده منهما، قال:افمن اهل الكتاب انتم؟ قالوا:لا، قال:فما بال الاكل فى شهر رمضان نهارا! قالوا:انت انت! لم يزيدوه على ذلك، ففهم مرادهم، فنزل عن فرسه، فالصق خده بالتراب، ثم قال:ويلكم! انما انا عبد من عبيدالله، فاتقوا الله و ارجعوا الى الاسلام، فابوا، فدعاهم مرارا، فاقاموا على امرهم، فنهض عنهم، ثم قال:شدوهم وثاقا، و على با

لفعله و النار و الحطب، ثم امر بحفر بئرين، فحفرتا، فجعل احداهما سربا، و الاخرى مكشوفه، و القى الحطب فى المكشوفه، و فتح بينهما فتحا، و القى النار فى الحطب، فدخن عليهم، و جعل يهتف بهم، و يناشدهم:ارجعوا الى الاسلام، فابوا، فامر بالحطب و النار، و القى عليهم، فاحترقوا، فقال الشاعر:لترم بى المنيه حيث شاءت اذا لم ترم بى فى الحفرتين اذا ما حشتا حطبا بنار فذاك الموت نقدا غير دين قال:فلم يبرح واقفا عليهم حتى صاروا حمما.

قال ابوالعباس:ثم ان جماعه من اصحاب على، منهم عبدالله بن عباس، شفعوا فى عبدالله بن سبا خاصه، و قالوا:يا اميرالمومنين، انه قد تاب فاعف عنه، فاطلقه بعد ان اشترط عليه الا يقيم بالكوفه، فقال:اين اذهب؟ قال:المدائن، فنفاه الى المدائن، فلما قتل اميرالمومنين (ع) اظهر مقالته، و صارت له طائفه و فرقه يصدقونه و يتبعونه.

و قال لما بلغه قتل على:و الله لو جئتمونا بدماغه فى سبعين صره، لعلمنا انه لم يمت، و لايموت حتى يسوق العرب بعصاه.

فلما بلغ ابن عباس ذلك، قال:لو علمنا انه يرجع لما تزوجنا نساءه، و لاقسمنا ميراثه.

قال اصحاب المقالات:و اجتمع الى عبدالله بن سبا بالمدائن جماعه على هذا القول، منهم عبدالله ب

ن صبره الهمدانى، و عبدالله بن عمرو بن حرب الكندى، و آخرون غيرهما، و تفاقم امرهم.

و شاع بين الناس قولهم، و صار لهم دعوه يدعون اليها، و شبهه يرجعون اليها، و هى ما ظهر و شاع بين الناس، من اخباره بالمغيبات حالا بعد حال، فقالوا:ان ذلك لايمكن ان يكون الا من الله تعالى، او ممن حلت ذات الاله فى جسده، و لعمرى انه لايقدر على ذلك الا باقدار الله تعالى اياه عليه، و لكن لايلزم من اقداره اياه عليه ان يكون هو الاله، او تكون ذات الاله حاله فيه.

و تعلق بعضهم بشبهه ضعيفه، نحو قول عمر- و قد فقا على عين انسان الحد فى الحرم-:ما اقول فى يدالله، فقات عينا فى حرم الله! و نحو قول على:و الله ما قلعت باب خيبر بقوه جسدانيه، بل بقوه الهيه، و نحو قول رسول الله (ص):(لا اله الا الله وحده، صدق وعده، و نصر عبده، و هزم الاحزاب وحده)، و الذى هزم الاحزاب هو على بن ابى طالب، لانه قتل بارعهم و فارسهم عمرا لما اقتحموا الخندق، فاصبحوا صبيحه تلك الليله هاربين مفلولين، من غير حرب سوى قتل فارسهم.

و قد اوما بعض شعراء الاماميه الى هذه المقاله، فجعلها من فضائله و ذلك قوله:اذا كنتم ممن يروم لحاقه فهلا برزتم نحو عمرو و مرحب و كيف فررتم يوم احد و

خيبر و يوم حنين مهربا بعد مهرب الم تشهدوا يوم الاخاء و بيعه الغدير و كل حضر غير غيب فكيف غدا صنو النفيلى ويحه اميرا على صنو النبى المرجب! و كيف علا من لايطا ثوب احمد على من علا من احمد فوق منكب امام هدى ردت له الشمس جهره فصلى اداء عصره بعد مغرب و من قبله افنى سليمان خيله رجاء فلم يبلغ بها نيل مطلب يجل عن الافهام كنه صفاته و يرجع عنها الذهن رجعه اخيب فليس بيان القول عنه بكاشف غطاء، و لا فصل الخطاب بمعرب و حق لقبر ضم اعضاء حيدر و غودر منه فى صفيح مغيب يكون ثراه سر قدس ممنع و حصباوه من نور وحى محجب و تغشاه من نور الاله غمامه تغاديه من قدس الجلال بصيب و تنقض اسراب النجوم عواكفا على حجرتيه كوكب بعد كوكب فلولاك لم ينج ابن متى و لاخبا سعير لابراهيم بعد تلهب و لافلق البحر ابن عمران بالعصا و لافرت الاحزاب عن اهل يثرب و لاقبلت من عابد صلواته و لاغفر الرحمن زله مذنب و لم يغل فيك المسلمون جهاله و لكن لسر فى علاك مغيب و قالوا ايضا:ان بكريا و شيعيا تجادلا، و احتكما الى بعض اهل الذمه، ممن لاهوى له مع احد الرجلين فى التفضيل، فانشدهما:كم بين من شك فى عقيدته و

بين من قيل انه الله! (طرق الاخبار عن الغيوب) فاما الاخبار عن الغيوب، فلمعترض ان يقول:قد يقع الاخبار عن الغيوب من طريق النجوم، فان المنجمين قد اتفقوا على ان شكلا من اشكال الطالع اذا وقع لمولود، اقتضى ان يكون صاحبه متمكنا من الاخبار عن الغيوب.

و قد يقع الاخبار عن الغيوب من الكهان، كما يحكى عن سطيح، و شق، و سواد ابن قارب و غيرهم.

و قد يقع الاخبار عن الغيوب لاصحاب زجر الطير و البهائم، كما يحكى عن بنى لهب فى الجاهليه.

و قد يقع الاخبار عن الغيوب للقافه، كما يحكى عن بنى مدلج.

و قد يخبر ارباب النير نجات و ارباب السحر و الطلسمات بالمغيبات.

و قد يقع الاخبار عن الغيوب لارباب النفس الناطقه القويه الصافيه، التى تتصل مادتها الروحانيه على ما تقوله الفلاسفه.

و قد يقع الاخبار عن الغيوب بطريق المنامات الصادقه، على ما رآه اكثر الناس، و قد وردت الشريعه نصا به.

و قد يقع الاخبار عن الغيوب بامر صناعى يشبه الطبيعى، كما رايناه عن ابى البيان و ابنه.

و قد يقع الاخبار عن الغيوب بواسطه اعلام ذلك الغيب انسانا آخر، لنفسه بنفس ذلك المخبر اتحاد او كالاتحاد، و ذلك كما يحكى ابوالبركات بن ملكا الطبيب فى كتاب "المعتبر" قال:و المراه العمياء

التى رايناها ببغداد، و تكررت مشاهدتنا لها منذ مده مديده، قدرها ما يقارب ثلاثين سنه، و هى على ذلك الى الان تعرض عليها الخبايا، فتدل عليها بانواعها و اشكالها و مقاديرها، و اعدادها، غريبها و مالوفها، دقيقها و جليلها، تجيب على اثر السوال من غير توقف و لا استعانه بشى ء من الاشياء، الا انها كانت تلتمس ان ترى الذى يسال عنه ابوها، او يسمعه فى بعض الاوقات دون بعض، و عند قوم دون قوم، فيتصور فى امرها ان الذى تقوله باشاره من ابيها، و كان الذى تقوله يبلغ من الكثره الى ما يزيد على عشرين كلمه، اذا قيل بصريح الكلام الذى هو الطريق الاخصر، و انما كان ابوها يقول اذا راى ما يراه من اشياء كثيره مختلفه الانواع و الاشكال فى مده واحده كلمه واحده، و اقصاه كلمتان، و هى التى يكررها فى كل قول و مع كل ما يسمع، و يرى:سلها و سلها تخبرك، او قولى له، او قولى يا صغيره.

قال ابوالبركات:و لقد عاندته يوما و حاققته فى الا يتكلم البته، و اريته عده اشياء، فقال لفظه واحده، فقلت له:الشرط املك، فاغتاظ و احتد طيشه عن ان يملك نفسه، فباح بخبيئته، قال:و مثلك يظن اننى اشرت الى هذا كله بهذه اللفظه! فاسمع الان، ثم التفت اليها، و اخذ يشير باصبعه الى شى ء،

و هو يقول تلك الكلمه، و هى تقول:هذا كذا و هذا كذا، على الاتصال من غير توقف، و هو يقول تلك الكلمه، لا زياده عليها، و هى لفظه واحده، بلحن واحد، و هيئه واحده، حتى ضجرنا، و اشتد تعجبنا، و راينا ان هذه الاشاره، لو كانت تتضمن هذه الاشياء لكانت اعجب من كل ما تقوله العمياء.

قال ابوالبركات:و من عجيب ما شاهدناه من امرها، ان اباها كان يغلط فى شى ء يعتقده على خلاف ما هو به، فتخبر هى عنه على معتقد ابيها، كان نفسها هى نفسه.

قال ابوالبركات:و رايناها تقول ما لايعلمه ابوها من خبيئه فى الخبيئه التى اطلع عليها ابوها، فكانت تطلع على ما قد علمه ابوها، و على ما لم يعلمه ابوها، و هذا اعجب و اعجب.

قال ابوالبركات:و حكاياتها اكثر من ان تعد، و عند كل احد من الناس من حديثها ما ليس عند الاخر، لانها كانت تقول من ذلك على الاتصال لشخص شخص جوابا بحسب السوال.

قال:و ما زلت اقول:ان من ياتى بعدنا لايصدق ما رايناه منها، فان قلت لى:اريد ان تفيدنى العله فى معرفه المغيبات هذه؟ قلت:لك العله التى تصلح فى جواب (لم) فى نسبه المحمول الى الموضوع تكون الحد الاوسط فى القياس و هذه، فالعله الفاعله الموجبه لذلك فيها هى نفسها بقوتها و خاصتها، فما الذى

اقوله فى هذا! و هل لى ان اجعل ما ليس بعله عله! و اعلم انا لاننكر ان يكون فى نوع البشر اشخاص يخبرون عن الغيوب، و لكن كل ذلك مستند الى البارى ء سبحانه باقداره و تمكينه و تهيئه اسبابه، فان كان المخبر عن الغيوب ممن يدعى النبوه لم يجز ان يكون ذلك الا باذن الله سبحانه و تمكينه، و ان يريد به تعالى استدلال المكلفين على صدق مدعى النبوه، لانه لو كان كاذبا لكان يجوز ان يمكن الله تعالى الجن من تعليمه ذلك اضلالا للمكلفين، و كذلك لايجوز ان يمكن سبحانه الكاذب فى ادعاء النبوه من الاخبار عن الغيب بطريق السحر و تسخير الكواكب، و الطلسمات، و لا بالزجر، و لا بالقيافه، و لا بغير ذلك من الطرق المذكوره، لما فيه من استفساد البشر و اغوائهم.

و اما اذا لم يكن المخبر عن الغيوب مدعيا للنبوه، نظر فى حاله، فان كان ذلك من الصالحين الاتقياء نسب ذلك الى انه كرامه اظهرها الله تعالى على يده، ابانه له و تمييزا من غيره، كما فى حق على (ع)، و ان لم يكن كذلك امكن ان يكون ساحرا او كاهنا، او نحو ذلك.

و بالجمله فصاحب هذه الخاصيه افضل و اشرف ممن لاتكون فيه، من حيث اختصاصه بها، فان كان للانسان العارى منها مزيه اخرى يختص بها توازيها، او تزيد عليها، فنرجع

الى التمييل و الترجيح بينهما، و الا فالمختص بهذه الخاصيه ارجح و اعظم من الخالى منها على جميع الاحوال.

/ 614