خطبه 199-درباره حكميت - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 199-درباره حكميت

الشرح:

نهكتكم، بكسر الهاء: ادنفتكم و اذابتكم، و يجوز فتح الهاء، و قد نهك الرجل اى دنف و ضنى، فهو منهوك.

و عليه نهكه المرض، اى اثره الحرب، مونثه.

و قد اخذت منكم و تركت، اى لم تستاصلكم، بل فيكم بعد بقيه، و هى لعدوكم انهك، لان القتل فى اهل الشام كان اشد استحرارا، و الوهن فيهم اظهر، و لو لا فساد اهل العراق برفع المصاحف، لا ستوصل الشام، و خلص الاشتر الى معاويه، فاخذه بعنقه، و لم يكن قد بقى من قوه الشام الا كحركه ذنب الوزغه عند قتلها، يضطرب يمينا و شمالا، و لكن الامور السماويه لاتغالب.

فاما قوله: (كنت امس اميرا، فاصبحت اليوم مامورا)، فقد قدمنا شرح حالهم من قبل، و ان اهل العراق لما رفع عمرو بن العاص و من معه المصاحف على وجه المكيده حين احس بالعطب و علو كلمه اهل الحق، الزموا اميرالمومنين (ع) بوضع اوزار الحرب، و كف الايدى عن القتال، و كانوا فى ذلك على اقسام: فمنهم من دخلت عليه الشبهه برفع المصاحف، و غلب على ظنه ان اهل الشام لم يفعلوا ذلك خدعه و حيله، بل حقا و دعاء الى الدين و موجب الكتاب، فراى ان الاستسلام للحجه اولى من الاصرار على الحرب.

و منهم من كان قد مل الحرب، و آثر السلم، فلما راى شبهه ما يسوغ ا
لتعلق بها فى رفض المحاربه و حب العافيه اخلد اليهم.

و منهم من كان يبغض عليا (ع) بباطنه، و يطيعه بظاهره، كما يطيع كثير من الناس السلطان فى الظاهر و يبغضه بقلبه، فلما وجدوا طريقا الى خذلانه و ترك نصرته، اسرعوا نحوها، فاجتمع جمهور عسكره عليه، و طالبوه بالكف و ترك القتال، فامتنع امتناع عالم بالمكيده، و قال لهم: انها حيله و خديعه، و انى اعرف بالقوم منكم، انهم ليسوا باصحاب قرآن و لا دين، قد صحبتهم و عرفتهم صغيرا و كبيرا، فعرفت منهم الاعراض عن الدين، و الركون الى الدنيا، فلا تراعوا برفع المصاحف، و صمموا على الحرب، و قد ملكتموهم، فلم يبق منهم الا حشاشه ضعيفه، و ذماء قليل.

فابوا عليه، و الحوا و اصروا على القعود و الخذلان، و امروه بالانفاذ الى المحاربين من اصحابه، و عليهم الاشتر ان يامرهم بالرجوع، و تهددوه ان لم يفعل باسلامه الى معاويه.

فارسل الى الاشتر يامره بالرجوع و ترك الحرب، فابى عليه فقال: كيف ارجع و قد لاحت امارات الظفر! فقولوا له: (ليمهلنى ساعه واحده)، و لم يكن علم صوره الحال كيف قد وقعت.

فلما عاد اليه الرسول بذلك، غضبوا و نفروا و شغبوا، و قالوا: انفذت الى الاشتر سرا و باطنا، تامره بالتصميم، و تنهاه عن الكف، و ا
ن لم تعده الساعه، و الا قتلناك كما قتلنا عثمان، فرجعت الرسل الى الاشتر فقالوا له: اتحب ان تظفر بمكانك و اميرالمومنين قد سل عليه خمسون الف سيف! فقال: ما الخبر؟ قال، ان الجيش باسره قد احدق به، و هو قاعد بينهم على الارض، تحته نطع، و هو مطرق، و البارقه تلمع على راسه، يقولون: لئن لم تعد الاشتر قتلناك! قال: ويحكم! فما سبب ذلك؟ قالوا: رفع المصاحب، قال: و الله لقد ظننت حين رايتها رفعت انها ستوقع فرقه و فتنه.

ثم كر راجعا على عقبيه، فوجد اميرالمومنين (ع) تحت الخطر، قد ردده اصحابه بين امرين: اما ان يسلموه الى معاويه، او يقتلوه، و لا ناصر له منهم الا ولداه و ابن عمه و نفر قليل لايبلغون عشره، فلما رآهم الاشتر سبهم و شتمهم، و قال: ويحكم! ابعد الظفر و النصر صب عليكم الخذلان و الفرقه! يا ضعاف الاحلام! يا اشباه النساء! يا سفهاء العقول! فشتموه و سبوه، و قهروه و قالوا: المصاحف المصاحف! و الرجوع اليها، لانرى غير ذلك! فاجاب اميرالمومنين (ع) الى التحكيم، دفعا للمحذور الاعظم بارتكاب المحظور الاضعف، فلذلك قال: (كنت اميرا فاصبحت مامورا، و كنت ناهيا فصرت منهيا).

و قد سبق من شرح حال التحكيم و ما جرى فيه ما يغنى عن اعادته.

/ 614