خطبه 184-به همام درباره پرهيزكاران - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 184-به همام درباره پرهيزكاران

الشرح:

همام المذكور فى هذه الخطبه: هو همام بن شريح بن يزيد بن مره بن عمرو بن جابر بن يحيى بن الاصهب بن كعب بن الحارث بن سعد بن عمرو بن ذهل بن مران بن صيفى بن سعد العشيره.

و كان همام هذا من شيعه اميرالمومنين (ع) و اوليائه، و كان ناسكا عابدا قال له: يا اميرالمومنين، صف لى المتقين حتى اصير بوصفك اياهم، كالناظر اليهم.

فتثاقل عن جوابه، اى ابطا.

فعزم عليه، اى اقسم عليه، و تقول لمن يكرر عليك الطلب و السوال: قد عزم على، اى اصر و قطع، و كذلك تقول فى الامر تريد فعله و تقطع عليه: عزمت عزما و عزمانا و عزيمه و عزيما.

فان قلت: كيف جاز له (ع) ان يتثاقل عن جواب المسترشد؟ قلت: يجوز ان يكون تثاقل عن جوابه، لانه علم ان المصلحه فى تاخير الجواب، و لعله كان حضر المجلس من لايحب ان يجيب و هو حاضر، فلما انصرف اجاب، و لعله راى ان تثاقله عن الجواب يشد تشوق همام الى سماعه، فيكون انجع فى موعظته، و لعله كان من باب تاخير البيان الى وقت الحاجه، لا من باب تاخير البيان عن وقت الحاجه، و لعله تثاقل عن الجواب ليرتب المعانى التى خطرت له فى الفاظ مناسبه لها ثم ينطق بها كما يفعله المتروى فى الخطبه و القريض.

فان قلت: فما معنى اجابته
له اولا بقوله: يا همام، اتق الله و احسن ف (ان الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون)؟ و اى جواب فى هذا عن سوال همام؟ قلت: كانه لم ير فى بادى ء الحال شرح صفات المتقين على التفصيل، فقام لهمام:: ماهيه التقوى معلومه فى الجمله فاتق الله و احسن، فان الله قد وعد فى كتابه ان يكون وليا و ناصرا لاهل التقوى و الاحسان، و هذا كما يقول لك قائل: ما صفات الله الذى اعبده انا و الناس؟ فتقول له: لا عليك الاتعرف صفاته مفصله، بعد ان تعلم انه خالق العالم، و انه واحد لا شريك له! فلما ابى همام الا الخوض فيما ساله على وجه التفصيل، قال له: ان الله تعالى خلق الخلق حين خلقهم، و يروى: (حيث خلقهم) و هو غنى عن طاعتهم، لانه ليس بجسم فيستضر بامر او ينتفع به.

و قسم بين الخلق معايشهم، كما قال سبحانه: (نحن قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياه الدنيا).

و فى قوله: (وضعهم مواضعهم) معنى قوله: (و رفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا) فكانه (ع) اخذ الالفاظ، فالغاها و اتى بمعناها.

فلما فرغ من هذه المقدمه شرع فى ذكر صفات المتقين فقال: انهم اهل الفضائل ثم بين ما هذه الفضائل، فقال: (منطقهم الصواب).

فان قلت: اى فائده فى تقديم تلك المقدمه، و هى كون ا
لبارى ء سبحانه غنيا لاتضره المعصيه، و لاتنفعه الطاعه! قلت: لانه لما تضمنت الخطبه مدح الله تعالى للمتقين و ما اعده لهم من الثواب، و ذمه للعاصين و ما اعده لهم من العقاب العظيم، فربما يتوهم متوهم ان الله تعالى ما رغب فى الطاعه هذا الترغيب البالغ، و خوف من المعصيه هذا التخويف البالغ، الا و هو منتفع بالاولى، مستضر بالثانيه، فقدم (ع) تلك المقدمه نفيا لهذا الوهم.

(فصل فى فضل الصمت و الاقتصاد فى المنطق) و اعلم ان القول فى خطر الكلام و فضل الصمت و فضل الاقتصار فى المنطق وسيع جدا، و قد ذكرنا منه طرفا فيما تقدم، و نذكر الان منه طرفا آخر.

قال النبى (ص): (من صمت نجا).

و قال ايضا: (الصمت حكم و قليل فاعله).

و قال له (ص) بعض اصحابه: اخبرنى عن الاسلام بامر لا اسال عنه احدا بعدك، فقال: (قل: آمنت بالله ثم استقم) قال: فما اتقى؟ فاوما بيده الى لسانه.

و قال له (ع) عقبه بن عامر: يا رسول الله، ما النجاه؟ قال: (املك عليك لسانك و ابك على خطيئتك، و ليسعك بيتك).

و روى سهل بن سعد الساعدى، عنه (ص): (من يتوكل لى بما بين لحييه و رجليه اتوكل له بالجنه).

و قال: (من وقى شر قبقبه و ذبذبه و لقلقه فقد وقى).

و روى سعيد بن جبير مرفوعا: (اذا اص
بح ابن آدم اصبحت الاعضاء كلها تشكو اللسان، تقول: اى بنى آدم، اتق الله فينا، فانك ان استقمت استقمنا، و ان اعوججت اعوججنا).

و قد روى ان عمر راى ابابكر و هو يمد لسانه، فقال: ما تصنع؟ قال: هذا الذى اوردنى الموارد، ان رسول الله (ص).

قال: (ليس شى ء فى الجسد الا يشكو الى الله تعالى اللسان على حدته).

و سمع ابن مسعود يلبى على الصفا، و يقول: يا لسان، قل خيرا تغنم، او اصمت تسلم من قبل ان تندم.

فقيل له: يا اباعبدالرحمن، اهذا شى ء سمعته، ام تقوله من تلقاء نفسك؟ قال: بل سمعت رسول الله (ص) يقول: (اكثر خطايا ابن آدم من لسانه).

و روى الحسن مرفوعا: (رحم الله عبدا تكلم فغنم، او سكت فسلم).

و قالت التلامذه لعيسى (ع): دلنا على عمل ندخل به الجنه، قال: لاتنطقوا آبدا، قالوا: لانستطيع ذلك، قال.

فلا تنطقوا الا بخير.

و قال النبى (ص): (ان الله عند لسان كل قائل، فاتقى الله امرو علم ما يقول).

و كان يقول: لا شى ء احق بطول سجن من لسان.

و كان يقال: لسانك سبع ان اطلقته اكلك.

فى حكمه آل داود: حقيق على العاقل ان يكون عارفا بزمانه، حافظا للسانه، مقبلا على شانه.

و كان يقال: من علم ان كلامه من عمله، اقل كلامه فيما لاينفعه.

و قال محمد بن واسع: حفظ
اللسان اشد على الناس من حفظ الدينار و الدرهم.

اجتمع اربعه حكماء: من الروم، و الفرس، و الهند، و الصين، فقال احدهم: انا اندم على ما قلت و لا اندم على ما لم اقل: و قال الاخر: اذا تكلمت بالكلمه ملكتنى، و لم املكها، و اذا لم اتكلم ملكتها و لم تملكنى.

و قال الاخر: عجبت للمتكلم، ان رجعت عليه كلمته ضرته، و ان لم ترجع لم تنفعه، و قال الرابع: انا على رد ما لم اقل اقدر منى على رد ما قلت.

(ذكر الاثار الوارده فى آفات اللسان) و اعلم ان آفات اللسان كثيره: فمنها الكلام فيما لايعنيك، و هو اهون آفات اللسان، و مع ذلك فهو عيب، قال النبى (ص): (من حسن اسلام المرء تركه ما لايعنيه).

و روى انه (ع) مر بشهيد يوم احد، فقال اصحابه: هنيئا له الجنه! قال: و ما يدريكم لعله كان يتكلم فيما لايعنيه! و قال ابن عباس: خمس هى احسن و انفع من حمر النعم: لاتتكلم فيما لايعنيك، فانه فضل لا آمن عليه الوزر.

و لاتتكلم فيما يعنيك حتى تجد له موضعا فرب متكلم فى امر يعنيه قد وضعه فى غير موضعه فاساء.

و لا تمار حليما و لا سفيها، فان الحليم يقليك، و السفيه يوذيك.

و اذكر اخاك اذا تغيب عنك بما تحب ان يذكرك به، و اعفه عما تحب ان يعفيك عنه.

و اعمل عمل رجل يرى ان
ه مجازى بالاحسان، ماخوذ بالجرائم.

/ 614