خطبه 226-غسل و كفن كردن رسول خدا - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 226-غسل و كفن كردن رسول خدا

الشرح:

بابى انت و امى! اى بابى انت مفدى و امى.

و الانباء: الاخبار، مصدر انبا ينبى ء، و روى: (و الانباء) بفتح الهمزه جمع نبا، و هو الخبر.

و اخبار السماء: الوحى.

قوله (ع): (خصصت و عممت)، اى خصت مصيبتك اهل بيتك حتى انهم لا يكترثون بما يصيبهم بعدك من المصائب، و لا بما اصابهم من قبل، و عمت هذه المصيبه ايضا الناس، حتى استوى الخلائق كلهم فيها، فهى مصيبه خاصه بالنسبه، و عامه بالنسبه.

و مثل قوله: (حتى صرت مسليا عمن سواك) قول الشاعر: رزئنا اباعمر و لا حى مثله فلله در الحادثات بمن تقع! فان تك قد فارقتنا و تركتنا ذوى خله ما فى انسداد لها طمع لقد جر نفعا فقدنا لك اننا امنا على كل الرزايا من الجزع و قال آخر: اقول للموت حين نازله و الموت مقدامه على البهم اظفر بمن شئت اذ ظفرت به ما بعد يحيى للموت من الم و لى فى هذا المعنى كتبته الى صديق غاب عنى من جمله ابيات: و قد كنت اخشى من خطوب غوائل فلما ناى عنى امنت من الحذر فاعجب لجسم عاش بعد حياته و اعجب لنفع حاصل جره ضرر و قال اسحاق بن خلف يرثى بنتا له: امست اميمه معمورا بها الرجم لقا صعيد عليها الترب مرتكم يا شقه النفس ان النفس والهه
حرى عليك، و ان الدمع منسجم قد كنت اخشى عليها ان تقدمنى الى الحمام فيبدى وجهها العدم فالان نمت، فلا هم يورقنى تهدا العيون اذا ما اودت الحرم للموت عندى اياد لست اكفرها احيا سرورا و بى مما اتى الم و قال آخر: فلو انها احدى يدى رزيتها و لكن يدى بانت على اثرها يدى فاليت لا آسى على اثر هالك قدى الان من حزن على هالك قدى و قال آخر: اجارى ما ازداد الا صبابه عليك، و ما تزداد الا تنائيا اجارى لو نفس فدت نفس ميت فديتك مسرورا بنفسى و ماليا و قد كنت ارجوا ان املاك حقبه فحال قضاء الله دون رجائيا الا فليمت من شاء بعدك انما عليك من الاقدار كان حذاريا و قال آخر: لتغد المنايا حيث شائت فانها محلله بعد الفتى ابن عقيل فتى كان مولاه يحل بنجوه فحل الموالى بعده بمسيل قوله (ع): (و لكان الداء مماطلا)، اى مماطلا بالبرء، اى لا يجيب الى الاقلاع.

و الابلال: الافاقه.

(ذكر طرف من سيره النبى (ع) عند موته) فاما وفاه رسول الله (ص) و ما ذكره ارباب السيره فيها فقد ذكرنا طرفا منه فيما تقدم، و نذكر هاهنا طرفا آخر مما اورده ابوجعفر محمد بن جرير الطبرى فى تاريخه.

قال ابوجعفر: روى ابومويهبه مولى رسول
الله (ص)، قال: ارسل الى رسول الله (ص) فى جوف الليل، فقال: (يا ابامويهبه، انى قد امرت ان استغفر لاهل البقيع، فانطلق معى)، فانطلقت معه، فلما وقف بين اظهرهم، قال: (السلام عليكم يا اهل المقابر، ليهن لكم ما اصبحتم فيه مما اصبح الناس فيه! اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، يتبع آخرها اولها، الاخره شر من الاولى).

ثم اقبل على، فقال: (يا ابا مويهبه انى قد اوهبت مفاتيح خزائن الدنيا و الخلد فيها و الجنه، فخيرت بينها و بين الجنه، فاخترت الجنه)، فقلت: بابى انت و امى! فخذ مفاتيح خزائن الدنيا و الخلد فيها و الجنه جميعا، فقال: (لا يا ابا مويهبه، اخترت لقاء ربى)، ثم استغفر لاهل البقيع و انصرف، فبدا بوجعه الذى قبضه الله فيه.

و روى محمد بن مسلم بن شهاب الزهرى، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبه، عن عائشه، قالت: رجع رسول الله (ص) تلك الليله من البقيع، فوجدنى و انا اجد صداعا فى راسى، و اقول: و اراساه! فقال: بل انا و اراساه! ثم قال: (ما ضرك لومت قبلى، فقمت عليك فكفنتك، و صليت عليك و دفنتك)! فقلت: و الله لكانى بك- لو كان ذلك- رجعت الى منزلى، فاعرست ببعض نسائك! فتبسم (ع)، و تتام به وجعه، و هو مع ذلك يدور على نسائه، حتى استعز به، و هو فى بي
ت ميمونه، فدعا نسائه فاستاذنهن ان يمرض فى بيتى، فاذن له، فخرج بين رجلين من اهله، احدهما الفضل بن العباس و رجل آخر، تخط قدماه فى الارض، عاصبا راسه حتى دخل بيته.

قال عبيدالله بن عبدالله بن عتبه: فحدثت عبدالله بن العباس بهذا الحديث، فقال: اتدرى من الرجل الاخر؟ قلت: لا، قال: على بن ابى طالب، لكنها كانت لاتقدر ان تذكره بخير و هى تستطيع.

قالت: ثم غمر رسول الله (ص) و اشتد به الوجع، فقال: (اهريقوا على سبع قرب من آبار شتى حتى اخرج الى الناس، فاعهد اليهم)، قالت: فاقعدته فى مخضب لحفصه بنت عمر، و صببنا عليه الماء حتى طفق يقول بيده: (حسبكم حسبكم): قلت: المخضب: المركن.

و روى عطاء، عن الفضل بن عباس رحمه الله: قال: جائنى رسول الله (ص) حين بدا به مرضه، فقال: اخرج، فخرجت اليه، فوجدته موعوكا قد عصب راسه، فقال: خذ بيدى، فاخذت بيده حتى جلس على المنبر، ثم قال: ناد فى الناس، فصحت فيهم فاجتمعوا اليه، فقال: (ايها الناس، انى احمد اليكم الله، انه قد دنا منى حقوق من بين اظهركم، فمن كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهرى فليستقد منه، و من كنت شتمت له عرضا فهذا عرضى فليستقد منه و من كنت اخذت له مالا فهذا مالى فلياخذ منه و لايقل رجل: انى اخاف الشحناء
من قبل رسول الله.

الا و ان الشحناء ليست من طبيعتى و لا من شانى، الا و ان احبكم الى من اخذ منى حقا ان كان له، او حللنى فلقيت الله و انا اطيب النفس، و قد ارانى ان هذا غير مغن عنى حتى اقوم فيكم به مرارا).

ثم نزل فصلى الظهر.

ثم رجع فجلس على المنبر، فعاد لمقالته الاولى فى الشحناء و غيرها، فقام رجل، فقال: يا رسول الله، ان لى عندك ثلاثه دراهم، فقال: انا لانكذب قائلا و لانستحلفه على يمين، فيم كانت لك عندى؟ قال: اتذكر يا رسول الله يوم مر بك المسكين، فامرتنى فاعطيته ثلاثه دراهم؟ قال: اعطه يا فضل، فامرته فجلس، ثم قال: (ايها الناس من كان عنده شى ء فليوده و لايقل: فضوح الدنيا، فان فضوح الدنيا اهون من فضوح الاخره).

فقام رجل فقال: يا رسول الله، عندى ثلاثه دراهم غللتها فى سبيل الله، قال: و لم غللتها؟ قال: كنت محتاجا اليها، قال: خذها منه يا فضل.

ثم قال: (ايها الناس، من خشى من نفسه شيئا فليقم ادعو له)، فقام رجل فقال: يا رسول الله، انى لكذاب، و انى لفاحش، و انى لنئوم.

فقال: (اللهم ارزقه صدقا و صلاحا، و اذهب عنه النوم اذا اراد).

ثم قام رجل، فقال: يا رسول الله، انى لكذاب، و انى لمنافق، و ما شى ء- او قال: و ان من شى ء- الا و قد ج
ئته.

فقام عمر بن الخطاب فقال: فضحت نفسك ايها الرجل! فقال النبى (ص): (يابن الخطاب: فضوح الدنيا اهون من فضوح الاخره، اللهم ارزقه صدقا و ايمانا و صير امره الى خير).

و روى عبدالله بن مسعود قال: نعى الينا نبينا و حبيبنا نفسه قبل موته بشهر، جمعنا فى بيت امنا عائشه فنظر الينا (و شدد) و دمعت عينه، و قال: مرحبا بكم! حياكم الله، رحمكم الله، آواكم الله، حفظكم الله، رفعكم الله، نفعكم الله، وفقكم الله، رزقكم الله، هداكم الله، نصركم الله، سلمكم الله، تقبلكم الله! اوصيكم بتقوى الله، و اوصى الله بكم، و استخلفه عليكم، انى لكم منه نذير و بشير، الا تعلوا على الله فى عباده و بلاده، فانه قال لى و لكم: (تلك الدار الاخره نجعلها للذين لايريدون علوا فى الارض و لا فسادا و العاقبه للمتقين).

فقلنا: يا رسول الله، فمتى اجلك؟ قال: (قد دنا الفراق، و المنقلب الى الله و الى سدره المنتهى، و الرفيق الاعلى و جنه الماوى و العيش المهنا)، قلنا: فمن يغسلك يا رسول الله؟ قال: (اهلى الادنى فالادنى)، قلنا: ففيم نكفنك قال؟ (فى ثيابى هذه ان شئتم، او فى بياض مصر، او حله يمنيه)، قلنا: فمن يصلى عليك؟ فقال: (اذا غسلتمونى و كفنتمونى فضعونى على سريرى فى بيتى ه
ذا، على شفير قبرى، ثم اخرجوا عنى ساعه، فان اول من يصلى على جليسى و حبيبى و خليلى جبرائيل، ثم ميكائيل، ثم اسرافيل، ثم ملك الموت مع جنوده من الملائكه، ثم ادخلوا على فوجا فوجا، فصلوا على و سلموا و لا توذونى بتزكيه و لا ضجه و لا رنه، و ليبدا بالصلاه على رجال اهل بيتى ثم نساوهم، ثم انتم بعد، و اقرئوا انفسكم منى السلام، و من غاب من اهلى فاقرئوه منى السلام، و من تابعكم بعدى على دينى فاقرئوه منى السلام، فانى اشهدكم انى قد سلمت على من بايعنى على دينى من اليوم الى يوم القيامه).

قلنا: فمن يدخلك قبرك يا رسول الله؟ قال: (اهلى مع ملائكه كثيره يرونكم و لا ترونهم).

قلت: العجب لهم كيف لم يقولوا له فى تلك الساعه: فمن يلى امورنا بعدك! لان ولايه الامر اهم من السوال عن الدفن، و عن كيفيه الصلاه عليه، و ما اعلم ما اقول فى هذا المقام! قال ابوجعفر الطبرى: و روى سعيد بن جبير، قال: كان ابن عباس رحمه الله يقول: يوم الخميس و ما يوم الخميس! ثم يبكى حتى تبل دموعه الحصباء، فقلنا له: و ما يوم الخميس؟ قال: يوم اشتد برسول الله (ص) وجعه، فقال: (ائتونى باللوح و الدواه- او قال: بالكتف و الدواه- اكتب لكم ما لاتضلون بعدى، فتنازعوا، فقال: اخرجوا و
لا ينبغى عند نبى ان يتنازع، قالوا: ما شانه، اهجر؟ استفهموه، فذهبوا يعيدون عليه، فقال: (دعونى فما انا فيه خير مما تدعوننى اليه)، ثم، اوصى بثلاث، قال: (اخرجوا المشركين من جزيره العرب، و اجيزوا الوفد بنحو مما كنت اجيزهم)، و سكت عن الثالثه عمدا، او قالها و نسيتها.

و روى ابوجعفر، عن ابن عباس.

قال: خرج على بن ابى طالب (ع) من عند رسول الله (ص) فى وجعه الذى توفى فيه، فقال له الناس: يا اباالحسن، كيف اصبح رسول الله (ص)؟ قال: اصبح بحمد الله بارئا.

فاخذ العباس بيده، و قال: الا ترى انك بعد ثلاث عبدالعصا! انى لاعرف الموت فى وجوه بنى عبدالمطلب، فاذهب الى رسول الله (ص) فسله فيمن يكون هذا الامر، فان كان فينا علمنا ذلك، و ان كان فى غيرنا وصى بنا، فقال على: اخشى ان اساله فيمنعناها فلا يعطيناها الناس ابدا.

و روت عائشه قالت: اغمى على رسول الله (ص) و الدار مملوئه من النساء: ام سلمه، و ميمونه، و اسماء بنت عميس، و عندنا عمه العباس بن عبدالمطلب، فاجمعوا على ان يلدوه، فقال العباس: لا الده فلدوه، فلما افاق قال: من صنع بى هذا؟ قالوا: عمك قال لنا: هذا دواء جائنا من نحو هذه الارض- و اشار الى ارض الحبشه- قال: فلم فعلتم ذلك؟ فقال العباس: خش
ينا يا رسول الله، ان يكون بك ذات الجنب، فقال: (ان ذلك لداء ما كان الله ليقذفنى به، لايبقى احد فى البيت الا لد الاعمى).

قال: فلقد لدت ميمونه و انها لصائمه لقسم رسول الله (ص) عقوبه لهم بما صنعوا.

قال ابوجعفر: و قد وردت روايه اخرى عن عائشه، قالت: لددنا رسول الله (ص) فى مرضه، فقال: لا تلدونى، فقلنا: كراهيه المريض للدواء، فلما افاق قال: لا يبقى احد الا لد غير العباس عمى فانه لم يشهدكم.

قال ابوجعفر: و الذى تولى اللدود بيده اسماء بنت عميس.

قلت: العجب من تناقض هذه الروايات! فى احداها ان العباس لم يشهد اللدود، فلذلك اعفاه رسول الله (ص) من ان يلد و لد من كان حاضرا، و فى احداها ان العباس حضر لده (ع)، و فى هذه الروايه التى تتضمن حضور العباس فى لده كلام مختلف، فيها ان العباس قال: لا الده، ثم قال: فلد فافاق، فقال: من صنع بى هذا؟ قالوا: عمك، انه قال: هذا دواء جائنا من ارض الحبشه لذات الجنب، فكيف يقول: لا الده، ثم يكون هو الذى اشار بان يلد، و قال: هذا دواء جائنا من ارض الحبشه لكذا! و سالت النقيب اباجعفر يحيى بن ابى زيد البصرى عن حديث اللدود، فقلت: الد على بن ابى طالب ذلك اليوم؟ فقال: معاذ الله! لو كان لد لذكرت عائشه ذلك فيم
ا تذكره و تنعاه عليه.

قال: و قد كانت فاطمه حاضره فى الدار، و ابناها معها، افتراها لدت ايضا، و لد الحسن و الحسين! كلا، و هذا امر لم يكن، و انما هو حديث ولده من ولده تقربا الى بعض الناس، و الذى كان ان اسماء بنت عميس اشارت بان يلد، و قالت: هذا دواء جائنا من ارض الحبشه جاء به جعفر بن ابى طالب، و كان بعلها، و ساعدتها على تصويب ذلك و الاشاره به ميمونه بنت الحارث، فلد رسول الله (ص)، فلما افاق انكره، و سال عنه فذكر له كلام اسماء، و موافقه ميمونه لها، فامر ان تلد الامراتان لا غير، فلدتا و لم يجر غير ذلك.

و الباطل لا يكاد يخفى على مستبصر.

و روت عائشه، قالت: كثيرا ما كنت اسمع رسول الله يقول: ان الله لم يقبض نبيا حتى يخيره، فلما احتضر رسول الله (ص) كان آخر كلمه سمعتها منه: (بل الرفيق الاعلى)، فقلت: اذا و الله لا يختارنا، و علمت ان ذلك ما كان يقوله من قبل.

و روى الارقم بن شرحبيل، قال: سالت ابن عباس رحمه الله: هل اوصى رسول الله (ص)؟ فقال: لا، قلت: فكيف كان؟ فقال: ان رسول الله (ص) قال فى مرضه: (ابعثوا الى على فادعوه)، فقالت عائشه: لو بعثت الى ابى بكر! و قالت حفصه: لو بعثت الى عمر! فاجتمعوا عنده جميعا- هكذا لفظ الخبر على ما
اورده الطبرى فى التاريخ، و لم يقل: (فبعث رسول الله (ص) اليهما)- قال ابن عباس: فقال رسول الله (ص): انصرفوا، فان تكن لى حاجه ابعث اليكم) فانصرفوا.

و قيل لرسول الله: الصلاه! فقال: (مروا ابابكر ان يصلى بالناس)، فقالت عائشه: ان ابابكر رجل رقيق فمر عمر، فقال: مروا عمر، فقال عمر: ما كنت لاتقدم و ابوبكر شاهد، فتقدم ابوبكر، فوجد رسول الله (ص) خفه، فخرج، فلما سمع ابوبكر حركته تاخر، فجذب رسول الله (ص) ثوبه فاقامه مكانه، و قعد رسول الله (ص)، فقرا من حيث انتهى ابوبكر.

قلت: عندى فى هذه الواقعه كلام، و يعترضنى فيها شكوك و اشتباه، اذا كان قد اراد ان يبعث الى على ليوصى اليه، فنفست عائشه عليه، فسالت ان يحضر ابوها، و نفست حفصه عليه فسالت ان يحضر ابوها، ثم حضرا و لم يطلبا، فلا شبهه ان ابنتيهما طلبتاهما.

هذا هو الظاهر، و قول رسول الله (ص) و قد اجتمعوا كلهم عنده (انصرفوا فان تكن لى حاجه بعثت اليكم)، قول من عنده ضجر و غضب باطن لحضورهما، و تهمه للنساء فى استدعائهما، فكيف يطابق هذا الفعل و هذا القول ما روى من ان عائشه قالت لما عين على ابيها فى الصلاه: ان ابى رجل رقيق، فمر عمر! و اين ذلك الحرص من هذا الاستعفاء و الاستقاله! و هذا يوهم
صحه ما تقوله الشيعه من ان صلاه ابى بكر كانت عن امر عائشه، و ان كنت لااقول بذلك، و لا اذهب اليه الا ان تامل هذا الخبر و لمح مضمونه يوهم ذلك، فلعل هذا الخبر غير صحيح.

و ايضا ففى الخبر ما لا يجيزه اهل العدل، و هو ان يقول: (مروا ابابكر)، ثم يقول عقيبه: (مروا عمر)، لان هذا نسخ الشى ء قبل تقضى وقت فعله.

فان قلت: قد مضى من الزمان مقدار ما يمكن الحاضرين فيه ان يامروا ابابكر، و ليس فى الخبر الا انه امرهم ان يامروه، و يكفى فى صحه ذلك مضى زمان يسير جدا يمكن فيه ان يقال: يا ابابكر صل بالناس.

قلت: الاشكال ما نشا من هذا الامر، بل من كون ابى بكر مامورا بالصلاه، و ان كان بواسطه، ثم نسخ عنه الامر بالصلاه قبل مضى وقت يمكن فيه ان يفعل الصلاه.

فان قلت: لم قلت فى صدر كلامك هذا: انه اراد ان يبعث الى على ليوصى اليه؟ و لم لايجوز ان يكون بعث اليه لحاجه له؟ قلت: لان مخرج كلام ابن عباس هذا المخرج، الا ترى ان الارقم بن شرحبيل الراوى لهذا الخبر قال: سالت ابن عباس: هل اوصى رسول الله (ص)؟ فقال: لا، فقلت: فكيف كان؟ فقال: ان رسول الله (ص) قال فى مرضه: (ابعثوا الى على فادعوه)، فسالته المراه ان يبعث الى ابيها، و سالته الاخرى ان يبعث الى ابيها
، فلولا ان ابن عباس فهم من قوله (ص): (ابعثوا الى على فادعوه) انه يريد الوصيه اليه، لما كان لاخبار الارقم بذلك متصلا بسواله عن الوصيه معنى.

و روى القاسم بن محمد بن ابى بكر عن عائشه قالت رايت رسول الله (ص) يموت و عنده قدح فيه ماء يدخل يده فى القدح ثم يمسح وجهه بالماء، و يقول: ا(للهم اعنى على سكره الموت!).

و روى عروه عن عائشه، قالت: اضطجع رسول الله (ص) يوم موته فى حجرى، فدخل على رجل من آل ابى بكر فى يده مسواك اخضر فنظر رسول الله (ص) اليه نظرا عرفت انه يريده، فقلت له: اتحب ان اعطيك هذا المسواك؟ قال: نعم، فاخذته فمضغته حتى النته ثم اعطيته اياه، فاستن به كاشد ما رايته يستن بسواك قبله، ثم وضعه و وجدت رسول الله (ص) يثقل فى حجرى فذهبت انظر فى وجهه فاذا بصره قد شخص، و هو يقول: (بل الرفيق الاعلى من الجنه)! فقلت: لقد خيرت فاخترت و الذى بعثك بالحق! و قبض رسول الله (ص).

قال الطبرى: و قد وقع الاتفاق على انه كان يوم الاثنين من شهر ربيع الاول، و اختلف فى اى الاثانين كان؟ فقيل: لليلتين خلتا من الشهر؟ و قيل: لاثنتى عشره خلت من الشهر.

و اختلف فى تجهيزه اى يوم كان! فقيل: يوم الثلاثاء الغد من وفاته، و قيل: انما دفن بعد وفاته بثلاث
ه ايام، اشتغل القوم عنه بامر البيعه.

و قد روى الطبرى ما يدل على ذلك عن زياد بن كليب، عن ابراهيم النخعى ان ابابكر جاء بعد ثلاث الى رسول الله (ص)، و قد اربد بطنه، فكشف عن وجهه، و قبل عينيه، و قال: بابى انت و امى! طبت حيا و طبت ميتا! قلت: و انا اعجب من هذا! هب ان ابابكر و من معه اشتغلوا بامر البيعه، فعلى بن ابى طالب و العباس و اهل البيت بماذا اشتغلوا حتى يبقى النبى (ص) مسجى بينهم ثلاثه ايام بلياليهن لا يغسلونه و لا يمسونه! فان قلت: الروايه التى رواها الطبرى فى حديث الايام الثلاثه، انما كانت قبل البيعه، لان لفظ الخبر عن ابراهيم، و انه لما قبض النبى (ص) كان ابوبكر غائبا فجاء بعد ثلاث، و لم يتجرى ء احد ان يكشف عن وجهه (ع) حتى اربد بطنه، فكشف عن وجهه و قبل عينيه، و قال: بابى انت و امى! طبت حيا و طبت ميتا، ثم خرج الى الناس، فقال: من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات... الحديث بطوله.

قلت: لعمرى، ان الروايه هكذا اوردها، و لكنها مستحيله، لان ابابكر فارق رسول الله (ص) و هو حى، و مضى الى منزله بالسنح فى يوم الاثنين، و هو اليوم الذى مات فيه رسول الله (ص)، لانه رآه بارئا صالح الحال.

هكذا روى الطبرى فى كتابه، و بين السنح و بي
ن المدينه نصف فرسخ، بل هو طائفه من المدينه، فكيف يبقى رسول الله (ص) ميتا يوم الاثنين و يوم الثلاثاء و يوم الاربعاء لايعلم به ابوبكر، و بينهما غلوه ثلاثه اسهم! و كيف يبقى طريحا بين اهله ثلاثه ايام لايجترى ء احد منهم ان يكشف عن وجهه، و فيهم على بن ابى طالب و هو روحه بين جنبيه، و العباس عمه القائم مقام ابيه، و ابنا فاطمه و هما كولديه، و فيهم فاطمه بضعه منه، افما كان فى هولاء من يكشف عن وجهه، و لا من يفكر فى جهازه، و لا من يانف له من انتفاخ بطنه و اخضرارها و ينتظر بذلك حضور ابى بكر ليكشف عن وجهه! انا لا اصدق ذلك، و لا يسكن قلبى اليه.

و الصحيح ان دخول ابى بكر اليه و كشفه عن وجهه، و قوله ما قال، انما كان بعد الفراغ من البيعه، و انهم كانوا مشتغلين بها كما ذكر فى الروايه الاخرى.

و بقى الاشكال فى قعود على (ع) عن تجهيزه.

اذا كان اولئك مشتغلين بالبيعه، فما الذى شغله هو؟ فاقول: يغلب على ظنى- ان صح ذلك ان يكون قد فعله شناعه على ابى بكر و اصحابه، حيث فاته الامر، و استوثر عليه به، فاراد ان يتركه (ص) بحاله لايحدث فى جهازه امرا ليثبت عند الناس ان الدنيا شغلتهم عن نبيهم ثلاثه ايام، حتى آل امره الى ما ترون، و قد كان (ع) يتطلب
الحيله فى تهجين امر ابى بكر حيث وقع فى السقيفه ماوقع بكل طريق، و يتعلق بادنى سبب من امور كان يعتمدها، و اقوال كان يقولها، فلعل هذا من جمله ذلك، او لعله ان صح ذلك، فانما تركه (ص) بوصيه منه اليه و سر كانا يعلمانه فى ذلك.

فان قلت: فلم لايجوز ان يقال- ان صح ذلك: انه اخر جهازه ليجتمع رايه و راى المهاجرين على كيفيه غسله و تكفينه، و نحو ذلك من اموره؟ قلت: لان الروايه الاولى تبطل هذا الاحتمال، و هى قوله (ص) لهم قبل موته: (يغسلنى اهلى الادنى منهم فالادنى، و اكفن فى ثيابى او فى بياض مصر او فى حله يمنيه).

قال ابوجعفر: فاما الذين تولوا غسله فعلى بن ابى طالب، و العباس بن عبدالمطلب، و الفضل بن العباس، و قثم بن العباس، و اسامه بن زيد، و شقران مولى رسول الله (ص)، و حضر اوس بن خولى احد الخزرج، فقال لعلى بن ابى طالب: انشدك الله يا على و حظنا من رسول الله! و كان اوس من اصحاب بدر، فقال له: ادخل، فدخل فحضر غسله (ع)، و صب الماء عليه اسامه و شقران، و كان على (ع) يغسله و قد اسنده الى صدره، و عليه قميصه يدلكه من ورائه، لا يفضى بيده الى بدن رسول الله (ص)، و كان العباس و ابناه الفضل و قثم يساعدونه على قلبه من جانب الى جانب.

قال ابوجعف
ر: و روت عائشه انهم اختلفوا فى غسله: هل يجرد ام لا؟ فالقى الله عليهم السنه حتى ما منهم رجل الا و ذقنه على صدره، ثم كلمهم متكلم من ناحيه البيت لايدرى من هو: غسلوا النبى و عليه ثيابه.

فقاموا اليه فغسلوه، و عليه قميصه فكانت عائشه تقول: لو استقبلت من امرى ما استدبرت ما غسله الا نساوه.

قلت: حضرت عند محمد بن معد العلوى فى داره ببغداد، و عنده حسن بن معالى الحلى المعروف بابن الباقلاوى و هما يقرآن هذا الخبر، و هذه الاحاديث من تاريخ الطبرى فقال محمد بن معد لحسن بن معالى: ما تراها قصدت بهذا القول؟ قال: حسدت اباك على ما كان يفتخر به من غسل رسول الله (ص)! فضحك محمد، فقال: هبها استطاعت ان تزاحمه فى الغسل، هل تستطيع ان تزاحمه فى غيره من خصائصه! قال ابوجعفر الطبرى: ثم كفن (ص) فى ثلاثه اثواب: ثوبين صحاريين و برد حبره.

ادرج فيها ادراجا، و لحد له على عاده اهل المدينه، فلما فرغوا منه وضعوه على سريره.

و اختلفوا فى دفنه، فقال قائل: ندفنه فى مسجده، و قال قائل: ندفنه فى البقيع مع اصحابه، و قال ابوبكر: سمعت رسول الله (ص) يقول: (ما قبض نبى الا و دفن حيث قبض)، فرفع فراش رسول الله الذى توفى فيه، فحفر له تحته.

قلت: كيف اختلفوا فى موضع د
فنه، و قد قال لهم: (فضعونى على سريرى فى بيتى هذا، على شفير قبرى)، و هذا تصريح بانه يدفن فى البيت الذى جمعهم فيه، و هو بيت عائشه، فاما ان يكون ذلك الخبر غير صحيح، او يكون الحديث الذى تضمن انهم اختلفوا فى موضع دفنه، و ان ابابكر روى لهم انه قال: (الانبياء يدفنون حيث يموتون) غير صحيح، لان الجمع بين هذين الخبرين لايمكن.

و ايضا، فهذا الخبر ينافى ماورد فى موت جماعه من الانبياء نقلوا من موضع موتهم الى مواضع اخر، و قد ذكر الطبرى بعضهم فى اخبار انبياء بنى اسرائيل.

و ايضا فلو صح هذا الخبر لم يكن مقتضيا ايجاب دفن النبى (ص) حيث قبض، لانه ليس بامر بل هو اخبار محض، اللهم الا ان يكونوا فهموا من مخرج لفظه (ع) و من مقصده انه اراد الوصيه لهم بذلك، و الامر بدفنه حيث يقبض.

قال ابوجعفر: ثم دخل الناس فصلوا عليه ارسالا، حتى اذا فرغ الرجال ادخل النساء، حتى اذا فرغ النساء ادخل الصبيان، ثم ادخل العبيد، و لم يومهم امام، ثم دفن (ع) وسط الليل من ليله الاربعاء.

قال ابوجعفر: و قد روت عمره بنت عبدالرحمن بن اسعد بن زراره، عن عائشه قالت: ما علمنا بدفن رسول الله (ص) حتى سمعنا صوت المساحى فى جوف الليل، ليله الاربعاء.

قلت: و هذا ايضا من العجائب،
لانه اذا مات يوم الاثنين وقت ارتفاع الضحى - كما ذكر فى الروايه- و دفن ليله الاربعاء وسط الليل، فلم يمض عليه ثلاثه ايام كما ورد فى تلك الروايه.

و ايضا فمن العجب كون عائشه، و هو فى بيتها لاتعلم بدفنه حتى سمعت صوت المساحى، اتراها اين كانت! و قد سالت عن هذا جماعه، فقالوا: لعلها كانت فى بيت يجاور بيتها عندها نساء كما جرت عاده اهل الميت، و تكون قد اعتزلت بيتها و سكنت ذلك البيت، لان بيتها مملوء بالرجال من اهل رسول الله (ص) و غيرهم من الصحابه، و هذا.

قريب، و يحتمل ان يكون.

قال الطبرى: و نزل فى قبر رسول الله (ص) على بن ابى طالب (ع)، و الفضل بن عباس، و قثم اخوه، و شقران مولاهم.

و قال اوس بن خولى لعلى (ع): انشدك الله يا على و حظنا من رسول الله (ص)! فقال له: انزل، فنزل مع القوم، و اخذ شقران قطيفه كان رسول الله (ص) يلبسها، فقذفها معه فى القبر، و قال: لا يلبسها احد بعده.

قلت: من تامل هذه الاخبار، علم ان عليا (ع) كان الاصل و الجمله و التفصيل فى امر رسول الله (ص) و جهازه، الا ترى ان اوس بن خولى لا يخاطب احدا من الجماعه غيره، و لا يسال غيره فى حضور الغسل و النزول فى القبر! ثم انظر الى كرم على (ع) و سجاحه اخلاقه و طهاره شيمته،
كيف لم يضن بمثل هذه المقامات الشريفه عن اوس، و هو رجل غريب من الانصار، فعرف له حقه و اطلبه بما طلبه! فكم بين هذه السجيه الشريفه، و بين قول من قال: لو استقبلت من امرى ما استدبرت ما غسل رسول الله (ص) الا نساوه! و لو كان فى ذلك المقام غيره من اولى الطباع الخشنه، و ارباب الفظاظه و الغلظه، و قد سال اوس ذلك- لزجر و انتهر و رجع خائبا! قال الطبرى: و كان المغيره بن شعبه يدعى انه احدث الناس عهدا برسول الله (ص)، و يقول للناس: اننى اخذت خاتمى فالقيته فى القبر، و قلت: ان خاتمى قد سقط منى، و انما طرحته عمدا، لامس رسول الله (ص)، فاكون آخر الناس به عهدا.

قال الطبرى: فروى عبدالله بن الحارث بن نوفل، قال: اعتمرت مع على بن ابى طالب (ع) فى زمان عمر- او عثمان- فنزل على اخته ام هانى ء بنت ابى طالب، فلما فرغ من عمرته رجع و قد سكب له غسل، فلما فرغ من غسله دخل عليه نفر من اهل العراق، فقالوا: يا اباالحسن، جئناك نسالك عن امر نحب ان تخبرنا به! فقال: اظن المغيره يحدثكم انه احدث الناس عهدا برسول الله (ص)! قالوا: اجل، عن ذا جئنا نسالك! قال: كذب! احدث الناس عهدا برسول الله (ص) قثم بن العباس، كان آخرنا خروجا من قبره.

قلت: بحق ماعاب اصحابنا ر
حمهم الله المغيره و ذموه و انتقصوه! فانه كان على طريقه غير محموده، و ابى الله الا ان يكون كاذبا على كل حال، لانه ان لم يكن احدثهم بالنبى عهدا، فقد كذب فى دعواه انه احدثهم به عهدا، و ان كان احدثهم به عهدا كما يزعم فقد اعترف بانه كذب فى قوله لهم: (سقط خاتمى منى)، و انما القاه عمدا، و اين المغيره و رسول الله (ص) ليدعى القرب منه، و انه احدث الناس عهدا به! و قد علم الله تعالى و المسلمون انه لولا الحدث، الذى احدث و القوم الذين صحبهم فقتلهم غدرا، و اتخذ اموالهم، ثم التجا الى رسول الله (ص) ليعصمه لم يسلم، و لا وطى ء حصا المدينه.

قال الطبرى: و قد اختلف فى سن رسول الله (ص)، فالا كثرون انه كان ابن ثلاث و ستين سنه، و قال قوم: ابن خمس و ستين سنه، و قال قوم: ابن ستين.

فهذا ما ذكره الطبرى فى تاريخه.

و روى محمد بن حبيب فى "اماليه" قال: تولى غسل النبى (ص) على (ع) و العباس رضى الله عنه.

و كان على (ع) يقول بعد ذلك: ما شممت اطيب من ريحه، و لا رايت اضوا من وجهه حينئذ، و لم اره يعتاد فاه ما يعتاد افواه الموتى.

قال محمد بن حبيب: فلما كشف الازار عن وجهه بعد غسله انحنى عليه فقبله مرارا، و بكى طويلا و قال: بابى انت و امى! طبت حيا و ط
بت ميتا! انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت احد سواك من النبوه و الانباء و اخبار السماء! خصصت حتى صرت مسليا عمن سواك، و عممت حتى صارت المصيبه فيك سواء! و لولا انك امرت بالصبر، و نهيت عن الجزع لانفدنا عليك ماء الشئون، و لكن اتى ما لا يدفع! اشكو اليك كمدا و ادبارا مخالفين و داء الفتنه، فانها قد استعرت نارها و داوها الداء الاعظم! بابى انت و امى اذكرنا عند ربك، و اجعلنا من بالك و همك! ثم نظر الى قذاه فى عينه فلفظها بلسانه، ثم رد الازار على وجهه.

و قد روى كثير من الناس ندبه فاطمه (ع) اباها يوم موته و بعد ذلك اليوم، و هى الفاظ معدوده مشهوره، منها: (يا ابتاه جنه الخلد مثواه يا ابتاه! عند ذى العرش ماواه! يا ابتاه! كان جبرئيل يغشاه! يا ابتاه لست بعد اليوم اراه!).

و من الناس من يذكر انها كانت تشوب هذه الندبه بنوع من التظلم و التالم لامر يغلبها.

و الله اعلم بصحه ذلك.

و الشيعه تروى ان قوما من الصحابه انكروا بكائها الطويل، و نهوها عنه، و امروها بالتنحى عن مجاوره المسجد الى طرف من اطراف المدينه.

و انا استبعد ذلك، و الحديث يدخله الزياده و النقصان، و يتطرق اليه التحريف و الافتعال، و لااقول انا فى اعلام المهاجرين الا خيرا!

/ 614