م- على ما كان فيكم من تواكل و تخاذل- خير منهم و اهدى سبيلا، فيكم العلماء و الفقهاء، و النجباء و الحكماء، و حمله الكتاب و المتهجدون بالاسحار، و عمار المساجد بتلاوه القرآن، افلا تسخطون و تهتمون ان ينازعكم الولايه عليكم سفهاوكم، و الاشرار الاراذل منكم! فاسمعوا قولى و اطيعوا امرى، فو الله لئن اطعتمونى لاتغوون، و ان عصيتمونى لاترشدون، خذوا للحرب اهبتها و اعدوا لها عدتها، فقد شبت نارها، و علا سنانها و تجرد لكم فيها الفاسقون، كى يعذبوا عباد الله، و يطفئوا نور الله.الا انه ليس اولياء الشيطان من اهل الطمع و المكر و الجفاء باولى فى الجد فى غيهم و ضلالتهم من اهل البر و الزهاده و الاخبات فى حقهم و طاعه ربهم، انى و الله لو لقيتهم فردا و هم ملا الارض، ما باليت و لااستوحشت، و انى من ضلالتهم التى هم فيها، و الهدى الذى نحن عليه، لعلى ثقه و بينه، و يقين و بصيره، و انى الى لقاء ربى لمشتاق، و لحسن ثوابه لمنتظر، و لكن اسفا يعترينى، و حزنا يخامرنى، ان يلى امر هذه الامه سفهاوها و فجارها، فيتخذوا مال الله دولا، و عباده خولا، و الفاسقين حزبا.و ايم الله لولا ذلك لما اكثرت تانيبكم و تحريضكم، و لتركتكم، اذ ونيتم و ابيتم حتى القاهم بن
فسى، متى حم لى لقاوهم.فو الله انى لعلى الحق، و انى للشهاده لمحب، فانفروا خفافا و ثقالا، و جاهدوا باموالكم و انفسكم فى سبيل الله، ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون.و لاتثاقلوا الى الارض فتقروا بالخسف، و تبوءوا بالذل، و يكن نصيبكم الخسران.(ان) اخا الحرب اليقظان، و من ضعف اودى، و من ترك الجهاد كان كالمغبون المهين.اللهم اجمعنا و اياهم على الهدى، و زهدنا و اياهم فى الدنيا، و اجعل الاخره خيرا لنا و لهم من الاولى.(خبر مقتل محمد بن ابى حذيفه) قال ابراهيم:و حدثنى محمد بن عبدالله بن عثمان، عن المدائنى، ان محمد بن ابى حذيفه بن عتبه بن ربيعه بن عبد شمس، اصيب لما فتح عمرو بن العاص مصر، فبعث به الى معاويه بن ابى سفيان و هو يومئذ بفلسطين، فحبسه معاويه فى سجن له، فمكث فيه غير كثير، ثم هرب- و كان ابن خال معاويه- فارى معاويه الناس انه كره انفلاته من السجن، و كان يحب ان ينجو، فقال لاهل الشام:من يطلبه؟ فقال رجل من خثعم- يقال له عبيدالله بن عمرو بن ظلام، و كان شجاعا و كان عثمانيا:انا اطلبه، فخرج فى خيل فلحقه بحوارين، و قد دخل بغار هناك، فجاءت حمر فدخلته، فلما رات الرجل فى الغار فزعت و نفرت، فقال حمارون كانوا قريبا من الغار
:ان لهذه الحمر لشانا، ما نفرها من هذا الغار الا امر! فذهبوا ينظرون فاذا هم به، فخرجوا به فوافاهم عبدالله بن عمرو بن ظلام، فسالهم و وصفه لهم فقالوا:ها هو هذا، فجاء، حتى استخرجه، و كره ان يصير به الى معاويه فيخلى سبيله، فضرب عنقه رحمه الله تعالى.