قد قال (ع) فى موضع آخر: (الناس بزمانهم اشبه منهم بابائهم).و قال الشاعر: و نحن بنى الدنيا غذينا بدرها و ما كنت منه فهو شى ء محبب
حکمت 296
الشرح:
هذا حض على الصدقه، و قد تقدم لنا قول مقنع فيها.و فى الحديث المرفوع: (اتقوا النار و لو بشق تمره، فان لم تجدوا فبكلمه طيبه).و قال (ص): (لو صدق السائل لما افلح من رده).و قال ايضا: (من رد سائلا خائبا لم تغش الملائكه ذلك البيت سبعه ايام).و كان (ص) لا يكل خصلتين الى غيره: كان يصنع طهوره بالليل و يخمره، و كان يناول المسكين بيده.و قال بعض الصالحين: من لم تكن نفسه الى ثواب الصدقه احوج من الفقير الى صدقته، فقد ابطل صدقته، و ضرب بها وجهه.و قال بعضهم: الصلاه تبلغك نصف الطريق، و الصوم يبلغك باب الملك، و الصدقه تدخلك عليه.
حکمت 297
الشرح:
قد جاء فى الاثر: من زنى زنى به و لو فى عقب عقبه.و هذا قد جرب فوجد حقا، و قل من ترى مقداما على الزنا الا و القول فى حرمه و اهله و ذوى محارمه كثير فاش.و الكلمه التى قالها (ع) حق لان من اعتاد الزنا حتى صار دربته و عادته و الفته نفسه، لا بد ان يهون عليه حتى يظنه مباحا، او كالمباح، لان من تدرب بشى ء و مرن عليه زال قبحه من نفسه، و اذا زال قبح الزنا من نفسه لم يعظم عليه ما يقال فى اهله و اذا لم يعظم عليه ما يقال فى اهله، فقد سقطت غيرته.
حکمت 298
الشرح:
قد تقدم القول فى هذا المعنى.و كان (ع) يقول: ان على من الله جنه حصينه، فاذا جاء يومى اسلمتنى، فحينئذ لايطيش السهم و لا يبرا الكلم.القول فى الاجل و كونه حارسا شعبه من شعب القول فى القضاء و القدر، و له موضع هو املك به.
حکمت 299
قال السيد: و معنى ذلك انه يصبر على قتل الاولاد، و لايصبر على سلب الاموال.
الشرح:
كان يقال: المال عدل النفس.و فى الاثر: ان من قتل من دون ماله فهو شهيد.و قال الشاعر: لنا ابل غر يضيق فضاوها و يغبر عنها ارضها و سماوها فمن دونها ان تستباح دماونا و من دوننا ان تستباح دماوها حمى و قرى فالموت دون مرامها و ايسر امر يوم حق فناوها
حکمت 300
الشرح:
كان يقال: الحب يتوارث، و البغض يتوارث.و قال الشاعر: ابقى الضغائن آباء لنا سلفوا فلن تبيد و للاباء ابناء و لا خير فى القرابه من دون موده.و قد قال القائل لما قيل له: ايما احب اليك؟ اخوك ام صديقك؟ فقال: انما احب اخى اذا كان صديقا.فالقربى محتاجه الى الموده، و الموده مستغنيه عن القربى.
حکمت 301
الشرح:
كان يقال: ظن المومن كهانه.و هو اثر جاء عن بعض السلف.قال اوس بن حجر: الالمعى الذى يظن بك الظن كان قد راى و قد سمعا.و قال ابوالطيب: ذكى تظنيه طليعه عينه يرى قلبه فى يومه ما يرى غدا
حکمت 302
الشرح:
هذا كلام فى التوكل، و قد سبق القول فيه.و قال بعض العلماء: لايشغلك المضمون لك من الرزق عن المفروض عليك من العمل، فتضيع امر آخرتك، و لاتنال من الدنيا الا ما كتب الله لك.و قال يحيى بن معاذ فى جود العبد: الرزق عن غير طلب دلاله على ان الرزق مامور بطلب العبد.و قال بعضهم: متى رضيت بالله وكيلا: وجدت الى كل خير سبيلا.
حکمت 303
قال: يعنى البرص، فاصاب انسا هذا الداء فيما بعد فى وجهه، فكان لايرى الا متبرقعا.
الشرح:
المشهور ان عليا (ع) ناشد الناس الله فى الرحبه بالكوفه، فقال: انشدكم الله رجلا سمع رسول الله (ص) يقول لى و هو منصرف من حجه الوداع: (من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه) فقام رجال فشهدوا بذلك، فقال (ع) لانس بن مالك: لقد حضرتها، فما بالك! فقال: يا اميرالمومنين كبرت سنى، و صار ما انساه اكثر مما اذكره، فقال له: ان كنت كاذبا فضربك الله بها بيضاء لا تواريها العمامه، فما مات حتى اصابه البرص.فاما ما ذكره الرضى من انه بعث انسا الى طلحه و الزبير فغير معروف، و لو كان قد بعثه ليذكرهما بكلام يختص بهما من رسول الله (ص) لما امكنه ان يرجع، فيقول: انى انسيته، لانه ما فارقه متوجها نحوهما الا و قد اقر بمعرفته و ذكره، فكيف يرجع بعد ساعه او يوم فيقول: انى انسيته، فينكر بعد الاقرار! هذا مما لايقع.و قد ذكر ابن قتيبه حديث البرص، و الدعوه التى دعا بها اميرالمومنين (ع) على انس بن مالك فى كتاب "المعارف" فى باب البرص من اعيان الرجال، و ابن قتيبه غير متهم فى حق على (ع)، على المشهور من انحرافه عنه.
حکمت 304
الشرح:
لاريب ان القلوب تمل كما تمل الابدان، و تقبل تاره على العلم و على العمل، و تدبر تاره عنهما.قال على (ع): فاذا رايتموها مقبله اى قد نشطت و ارتاحت للعمل فاحملوها على النوافل، ليس يعنى اقتصروا بها على النافله، بل ادوا الفريضه و تنفلوا بعد ذلك.و اذا رايتموها قد ملت العمل و سئمت فاقتصروا بها على الفرائض، فانه لا انتفاع بعمل لايحضر القلب فيه.