خطبه 145-در فناى دنيا - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 145-در فناى دنيا

الشرح:

الغرض: ما ينصب ليرمى، و هو الهدف و تنتضل فيه المنايا: تترامى فيه للسبق، و منه الانتضال بالكلام و بالشعر، كانه يجعل المنايا اشخاصا تتناضل بالسهام، من الناس من يموت قتلا، و منهم من يموت غرقا، او يتردى فى بئر، او تسقط عليه حائط، او يموت على فراشه.

ثم قال: (مع كل جرعه شرق، و فى كل اكله غصص): بفتح العين، مصدر قولك: غصصت يا فلان بالطعام، و روى: (غصص) جمع غصه، و هى الشجا، و هذا مثل قول بعضهم: المنحه فيها مقرونه بالمحنه، و النعمه مشفوعه بالنقمه.

و قد بالغ بعض الشعراء فى الشكوى، فاتى بهذه الالفاظ، لكنه اسرف، فقال: حظى من العيش اكل كله غصص مر المذاق، و شرب كله شرق و مراد اميرالمومنين (ع) بكلامه ان نعيم الدنيا لايدوم، فاذا احسنت اسائت، و اذا انعمت انقمت.

ثم قال: (لاينالون منها نعمه الا بفراق اخرى)، هذا معنى لطيف، و ذلك ان الانسان لايتهيا له ان يجمع بين الملاذ الجسمانيه كلها فى وقت، فحال ما يكون آكلا لايكون مجامعا، و حال ما يشرب لاياكل، و حال ما يركب للقنص و الرياضه، لايكون جالسا على فراش وثير ممهد، و على هذا القياس لاياخذ فى ضرب من ضروب الملاذ الا و هو تارك لغيره منها.

ثم قال: (و لايعمر معمر
منكم يوما من عمره الا بهدم آخر من اجله)، و هذا ايضا لطيف، لان المسرور ببقائه الى يوم الاحد لم يصل اليه الا بعد ان قضى يوم السبت و قطعه، و يوم السبت من ايام عمره، فاذا قد هدم من عمره يوما، فيكون قد قرب الى الموت، لانه قد قطع من المسافه جزئا.

ثم قال: (و لاتجدد له زياده فى اكله الا بنفاد ما قبلها من رزقه)، و هذا صحيح فان فسرنا الرزق بما وصل الى البطن على احد تفسيرات المتكلمين، فان الانسان لاياكل لقمه الا و قد فرغ من اللقمه التى قبلها، فهو اذا لايتجدد له زياده فى اكله الا بنفاد ما قبلها من رزقه.

ثم قال: (و لا يحيا له اثر، الا مات له اثر)، و ذلك ان الانسان فى الاعم الاغلب لاينتشر صيته و يشيع فضله الا عند الشيخوخه، و كذلك لاتعرف اولاده و يصير لهم اسم فى الدنيا الا بعد كبره و علو سنه، فاذا ما حيى له اثر، الا بعد ان مات له اثر و هو قوته و نشاطه و شبيبته، و مثله قوله: (و لايتجدد له جديد، الا بعد ان يخلق له جديد).

ثم قال: (و لا تقوم له نابته الا و تسقط منه محصوده)، هذه اشاره الى ذهاب الاباء عند حدوث ابنائهم فى الاعم الاغلب، و لهذا قال: (و قد مضت اصول نحن فروعها فما بقاء فرع بعد ذهاب اصله)، و قد نظر الشعراء الى هذا الم
عنى، فقالوا فيه و اكثروا، نحو قول الشاعر: فان انت لم تصدقك نفسك فانتسب لعلك تهديك القرون الاوائل فان لم تجد من دون عدنان والدا و دون معد فلتزعك العواذل و قال الشاعر: فعددت آبائى الى عرق الثرى فدعوتهم فعلمت ان لم يسمعوا لابد من تلف مصيب فانتظر ابارض قومك ام باخرى تصرع و قد صرح ابوالعتاهيه بالمعنى، فقال: كل حياه الى ممات و كل ذى جده يحول كيف بقاء الفروع يوما و قد ذوت قبلها الاصول!

/ 614