حکمت 076
قال الرضى رحمه الله تعالى- و قد قال على (ع) فى مثل ذلك: الحكمه ضاله المومن، فخذ الحكمه و لو من اهل النفاق.الشرح:
خطب الحجاج فقال: ان الله امرنا بطلب الاخره، و كفانا مئونه الدنيا، فليتنا كفينا مئونه الاخره، و امرنا بطلب الدنيا!.فسمعها الحسن فقال: هذه ضاله المومن خرجت من قلب المنافق.و كان سفيان الثورى يعجبه كلام ابى حمزه الخارجى و يقول: ضاله المومن على لسان المنافق.تقوى الله اكرم سريره، و افضل ذخيره، منها ثقه الواثق، و عليها مقه الوامق.ليعمل كل امرى ء فى مكان نفسه و هو رخى اللبب، طويل السبب، ليعرف ممد يده، و موضع قدمه، و ليحذر الزلل، و العلل المانعه من العمل.رحم الله عبدا آثر التقوى، و استشعر شعارها، و اجتنى ثمارها، باع دار البقاء بدار الاباد، الدنيا كروضه يونق مرعاها، و تعجب من رآها.تمج عروقها الثرى، و تنطف فروعها بالندى، حتى اذا بلغ العشب اناه، و انتهى الزبرج منتهاه، ضعف العمود، و ذوى العود، و تولى من الزمان ما لايعود، فحتت الرياح الورق، و فرقت ما كان اتسق، فاصبحت هشيما، و امست رميما.حکمت 077
قال الرضى رحمه الله تعالى- و قد قال على (ع) فى مثل ذلك: الحكمه ضاله المومن، فخذ الحكمه و لو من اهل النفاق.الشرح:
خطب الحجاج فقال: ان الله امرنا بطلب الاخره، و كفانا مئونه الدنيا، فليتنا كفينا مئونه الاخره، و امرنا بطلب الدنيا!.فسمعها الحسن فقال: هذه ضاله المومن خرجت من قلب المنافق.و كان سفيان الثورى يعجبه كلام ابى حمزه الخارجى و يقول: ضاله المومن على لسان المنافق.تقوى الله اكرم سريره، و افضل ذخيره، منها ثقه الواثق، و عليها مقه الوامق.ليعمل كل امرى ء فى مكان نفسه و هو رخى اللبب، طويل السبب، ليعرف ممد يده، و موضع قدمه، و ليحذر الزلل، و العلل المانعه من العمل.رحم الله عبدا آثر التقوى، و استشعر شعارها، و اجتنى ثمارها، باع دار البقاء بدار الاباد، الدنيا كروضه يونق مرعاها، و تعجب من رآها.تمج عروقها الثرى، و تنطف فروعها بالندى، حتى اذا بلغ العشب اناه، و انتهى الزبرج منتهاه، ضعف العمود، و ذوى العود، و تولى من الزمان ما لايعود، فحتت الرياح الورق، و فرقت ما كان اتسق، فاصبحت هشيما، و امست رميما.حکمت 078
قال الرضى رحمه الله تعالى: و هذه الكلمه التى لاتصاب لها قيمه، و لاتوزن بها حكمه، و لاتقرن اليها كلمه.الشرح:
قد سلف لنا فى فضل العلم اقوال شافيه، و نحن نذكر هاهنا نكتا اخرى.يقال: ان من كلام اردشير بن بابك فى رسالته الى ابناء الملوك: بحسبكم دلاله على فضل العلم انه ممدوح بكل لسان، يتزين به غير اهله، و يدعيه من لايصلق به.قال: و بحسبكم دلاله على عيب الجهل ان كل احد ينتفى منه، و يغضب ان يسمى به.و قيل لانوشروان: ما بالكم لاتستفيدون من العلم شيئا الا زادكم ذلك عليه حرصا؟ قال: لانا لانستفيد منه شيئا الا ازددنا به رفعه و عزا.و قيل له: ما بالكم لاتانفون من التعلم من كل احد؟ قال: لعلمنا بان العلم نافع من حيث اخذ.و قيل لبزرجمهر: بم ادركت ما ادركت من العلم؟ قال: ببكور كبكور الغراب، و حرص كحرص الخنزير، و صبر كصبر الحمار.و قيل له: العلم افضل ام المال؟ فقال: العلم، قيل: فما بالنا نرى اهل العلم على ابواب اهل المال اكثر مما نرى اصحاب الاموال على ابواب العلماء! قال: ذاك ايضا عائد الى العلم و الجهل، و انما كان كما رايتم، لعلم العلماء بالحاجه الى المال، و جهل اصحاب المال بفضيله العلم.و قال الشاعر: تعلم فليس المرء يخلق عالما و ليس اخو علم كمن هو جاهل و ان كبير القوم لا علم عنده صغير اذا التفت عليه المحافل
حکمت 079
الشرح:
قد تقدم الكلام فى جميع الحكم المنطوى عليها هذا الفصل، و قال ابوالعتاهيه: و الله لاارجو سوا ك و لااخاف سوى ذنوبى فاغفر ذنوبى يا رحي م فانت ستار العيوب و كان يقال: من استحيا من قول: (لاادرى) كان كمن يستحيى من كشف ركبته، ثم يكشف سوئته، و ذلك لان من امتنع من قول: (لاادرى)، و اجاب بالجهل و الخطا فقد واقع ما يجب فى الحقيقه ان يستحيا منه و كف عما ليس بواجب ان يستحيا منه، فكان شبيها بما ذكرناه فى الركبه و العوره.و كان يقال: يحسن بالانسان التعلم مادام يقبح منه الجهل، و كما يقبح منه الجهل مادام حيا كذلك يحسن به التعلم مادام حيا.و اما الصبر فقد سبق فيه كلام مقنع، و سياتى فيما بعد جمله من ذلك.حکمت 080
الشرح:
قد سبق منا قول مقنع فى كراهيه مدح الانسان فى وجهه.و كان عمر جالسا و عنده الدره، اذ اقبل الجارود العبدى، فقال رجل: هذا الجارود سيد ربيعه، فسمعها عمر و من حوله، و سمعها الجارود، فلما دنا منه خفقه بالدره فقال: ما لى و لك يا اميرالمومنين! قال: ما لى و لك! اما لقد سمعتها، قال: و ما سمعتها فمه! قال: ليخالطن قلبك منها شى ء، و انا احب ان اطاطى منك.و قالت الحكماء: انه يحدث للممدوح فى وجهه امران مهلكان: احدهما الاعجاب بنفسه، و الثانى اذا اثنى عليه بالدين او العلم فتر و قل اجتهاده، و رضى عن نفسه، و نقص تشميره و جده فى طلب العلم و الدين، فانه انما يتشمر من راى نفسه مقصرا فاما من اطلقت الالسن بالثناء عليه، فانه يظن انه قد وصل و ادرك، فيقل اجتهاده، و يتكل على ما قد حصل له عند الناس، و لهذا قال النبى (ص) لمن مدح انسانا كاد يسمعه: (ويحك! قطعت عنق صاحبك، لو سمعها لما افلح).فاما قوله (ع) له: (و فوق ما فى نفسك)، فانه انما اراد ان ينبهه على انه قد عرف انه كان يقع فيه، و ينحرف عنه، و انما اراد تعريفه ذلك لما رآه من المصلحه، اما لظنه انه يقلع عما كان يذمه به، او ليعلمه بتعريفه انه قد عرف ذلك، او ليخوفه ويزجره، او لغير ذلك.