خطبه 140-در نهى از غيبت مردم
الشرح:
ليس فى هذا الفصل من غريب اللغه ما نشرح.(اقوال ماثوره فى ذم الغيبه و الاستماع الى المغتابين) و نحن نذكر مما ورد فى الغيبه لمعا نافعه على عادتنا فى ذكر الشى ء عند مرورنا على ما يقتضيه و يستدعيه.و قد ورد فى الكتاب العزيز ذم الغيبه.قال سبحانه: (و لايغتب بعضكم بعضا).قال رسول الله (ص): (لاتحاسدوا و لاتباغضوا و لايغتب بعضكم بعضا، و كونوا عبادالله اخوانا).و روى جابر و ابوسعيد عنه (ص): (اياكم و الغيبه، فان الغيبه اشد من الزنا، ان الرجل يزنى فيتوب الله عليه، و ان صاحب الغيبه لايغفر له حتى يغفر له صاحبه).و روى عن انس عنه (ص): (مررت ليله اسرى بى، فرايت قوما يخمشون وجوههم باظافيرهم، فسالت جبريل عنهم، فقال: هولاء الذين يغتابون الناس).و فى حديث سلمان قلت: يا رسول الله، علمنى خيرا ينفعنى الله به، قال: (لاتحقرن من المعروف شيئا، و لو ارفضت من دلوك فى اناء المستقى، و الق اخاك ببشر حسن، و لاتغتابنه اذا ادبر).و فى حديث البراء بن عازب: خطبنا رسول الله (ص) حتى اسمع العواتق فى بيوتهن، فقال: (الا لاتغتابوا المسلمين، و لاتتبعوا عوراتهم، فانه من يتتبع عوره اخيه تتبع الله عورته، و من يتبع الله عورته يفضحه فى جوف بيته).و فى حديث انس ان رسول الله (ص) قال فى يوم صوم: (ان فلانه و فلانه كانتا تاكلان اليوم شحم امراه مسلمه- يعنى الغيبه- فمرهما فليتقيا، فقائت كل واحده منهما علقه دم).و فى الصحاح المجمع عليها انه (ع) مر بقبرين جديدين، فقال: انهما ليعذبان و ما يعذبان بكبير، اما احدهما، فكان يغتاب الناس، و اما الاخر فكان لايتنزه من البول)، و دعا بجريده رطبه فكسرها اثنتين- او قال: دعا بجريدتين- ثم غرسهما فى القبرين- و قال: (اما انه سيهون من عذابهما ما دامتا رطبتين).و فى حديث ابن عباس ان راجلين من اصحابه اغتابا بحضرته رجلا، و هو يمشى (ع)، و هما يمشيان معه، فمر على جيفه، فقال: (انهشا منها)، فقالا: يا رسول الله، او نهش الجيفه! فقال: (ما اصبتما من اخيكما انتن من هذه).و فى حديث ابى هريره: (من اكل لحم اخيه حيا قرب اليه لحمه فى الاخره، فقيل له: كله ميتا كما اكلته حيا، فياكله و يضج و يكلح).و روى ان رجلين كانا عند باب المسجد، فمر بهما رجل كان مخنثا، فترك ذلك، فقالا: لقد بقى عنده منه شى ء، فاقيمت الصلاه، فصليا مع الناس، و ذلك يجول فى انفسهما فاتيا عطاء بن ابى رباح، فسالاه، فامرهما ان يعيدا الوضوء و الصلاه، و ان كانا صائمي
ن ان يقضيا صيام ذلك اليوم.و عن مجاهد: (ويل لكل همزه لمزه)، الهمزه: الطعان فى الناس، و اللمزه: النمام.و عن الحسن و الله للغيبه اسرع فى دين المومن من الاكله فى الجسد.بعضهم: ادركنا السلف و هم لايرون العباده فى الصوم و لا فى الصلاه، و لكن فى الكف عن اعراض الناس.ابن عباس: اذا اردت ان تذكر عيوب صاحبك، فاذكر عيوبك.و هذا مشتق من كلام اميرالمومنين (ع).ابوهريره: يبصر احدهما القذى فى عين اخيه، و لايبصر الجذع فى عين نفسه! و هذا كالاول.الحسن: يا بن آدم، انك ان قضيت حقيقه الايمان فلا تعب الناس بعيب هو فيك حتى تبدا باصلاح ذلك العيب من نفسك، فاذا فعلت ذلك كان شغلك فى خاصه نفسك.و احب العباد الى الله من كان هكذا.و يروى ان المسيح (ع) مر على جيفه كلب، فقال بعض التلامذه: ما اشد نتنه! فقال المسيح: ما اشد بياض اسنانه! كانه نهاهم عن غيبه الكلب و نبههم الى انه لاينبغى ان يذكر من كل شى ء الا احسنه.و سمع على بن الحسين (ع) رجلا يغتاب آخر، فقالى: ان لكل شى ء اداما، و ادام كلاب الناس الغيبه.و فى خطبه حجه الوداع: (ايها الناس، ان دمائكم و اموالكم و اعراضكم عليكم حرام كحرمه يومكم هذا، فى شهركم هذا، فى بلدكم هذا.