نامه 020-به زياد بن ابيه - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نامه 020-به زياد بن ابيه

الشرح:

سياتى ذكر نسب زياد و كيفيه استلحاق معاويه له فيما بعد ان شاءالله تعالى.

قوله (ع): (لاشدن عليك شده)، مثل قوله: (لاحملن عليك حمله)، و المراد تهديده بالاخذ و استصفاء المال.

ثم وصف تلك الشده فقال: (انها تتركك قليل الوفر)، اى افقرك باخذ ما احتجت من بيت مال المسلمين.

و ثقيل الظهر، اى مسكين لاتقدر على مئونه عيالك.

و ضئيل الامر، اى حقير لانك انما كنت نبيها بين الناس بالغنى و الثروه، فاذا افتقرت صغرت عندهم، و اقتحمتك اعينهم.

نامه 021-باز هم به زياد بن ابيه

الشرح:

المتمرغ فى النعيم: المتقلب فيه.

و نهاه عن الاسراف و هو التبذير فى الانفاق، و امره ان يمسك من المال ما تدعو اليه الضروره، و ان يقدم فضول امواله و ما ليس له اليه حاجه ضروريه فى الصدقه فيدخره ليوم حاجته و هو يوم البعث و النشور.

قلت: قبح الله زيادا! فانه كافا انعام على (ع) و احسانه اليه و اصطناعه له بما لاحاجه الى شرحه من اعماله القبيحه بشيعته و محبيه و الاسراف فى لعنه و تهجين افعاله، و المبالغه فى ذلك بما قد كان معاويه يرضى باليسير منه، و لم يكن يفعل ذلك لطلب رضا معاويه، كلا، بل يفعله بطبعه و يعاديه بباطنه و ظاهره، و ابى الله الا ان يرجع الى امه، و يصحح نسبه، و كل اناء ينضح بما فيه.

ثم جاء ابنه بعد فختم تلك الاعمال السيئه بما ختم، و الى الله ترجع الامور!

نامه 022-به ابن عباس

الشرح:

يقول ان كل شى ء يصيب الانسان فى الدنيا من نفع و ضر فبقضاء من الله و قدره تعالى، لكن الناس لاينظرون حق النظر فى ذلك، فيسر الواحد منهم بما يصيبه، من النفع، و يساء بفوت ما يفوته منه، غير عالم بان ذلك النفع الذى اصابه، كان لا بد ان يصيبه، و ان ما فاته منه كان لابد ان يفوته، و لو عرف ذلك حق المعرفه لم يفرح و لم يحزن.

و لقائل ان يقول: هب ان الامور كلها بقضاء و قدر، فلم لاينبغى للانسان ان يفرح بالنفع و ان وقع بالقدر، و يساء بفوته او بالضرر و ان وقعا بقدر! اليس العريان يساء بقدوم الشتاء و ان كان لا بد من قدومه و المحموم غبا يساء بتجدد نوبه الحمى و ان كان لا بد من تجددها! فليس سبب الاختيار فى الافعال مما يوجب ان لايسر الانسان و لايساء بشى ء منها.

و الجواب ينبغى ان يحمل هذا الكلام على ان الانسان ينبغى ان لايعتقد فى الرزق انه اتاه بسعيه و حركته فيفرح معجبا بنفسه، معتقدا ان ذلك الرزق ثمره حركته و اجتهاده، و كذلك ينبغى الا يساء بفوات ما يفوته من المنافع لائما نفسه فى ذلك ناسبا لها الى التقصير و فساد الحيله و الاجتهاد، لان الرزق هو من الله تعالى لااثر للحركه فيه و ان وقع عندها، و على هذا التاويل ينب
غى ان يحمل قوله تعالى: (ما اصاب من مصيبه فى الارض و لا فى انفسكم الا فى كتاب من قبل ان نبراها ان ذلك على الله يسير لكيلا تاسوا على ما فاتكم و لاتفرحوا بما آتاكم و الله لايحب كل مختال فخور).

من النظم الجيد الروحانى فى صفه الدنيا و التحذير منها، و الوصاه بترك الاغترار بها، و العمل لما بعدها، ما اورده ابوحيان فى كتاب "الاشارات الالهيه" و لم يسم قائله: دار الفجائع و الهموم و دا ر البث و الاحزان و البلوى مر المذاقه غب ما احتلبت منها يداك و بيه المرعى بينا الفتى منها بمنزله اذ صار تحت ترابها ملقى تقفو مساويها محاسنها لا شى ء بين النعى و البشرى و لقل يوم ذر شارقه الا سمعت بهالك ينعى لاتعتبن على الزمان لما ياتى به فلقلما يرضى للمرء رزق لا يفوت و لو جهد الخلائق دون ان يفنى يا عامر الدنيا المعد لها ماذا عملت لدارك الاخرى! و ممهد الفرش الوطيئه لا تغفل فراش الرقده الكبرى لو قد دعيت لقد اجبت لما تدعى له فانظر متى تدعى! اتراك تحصى كم رايت من ال احياء ثم رايتهم موتى من اصبحت دنياه همته فمتى ينال الغايه القصوى! سبحان من لا شى ء يعدله كم من بصير قلبه اعمى! و الموت لايخفى ع
لى احد ممن ارى و كانه يخفى و الليل يذهب و النهار باحبابى، و ليس عليهما عدوى

نامه 023-پس از آنكه ضربت خورد

الشرح:

فان قلت: لقائل ان يقول: اذا اوصاهم بالتوحيد و اتباع سنه النبى (ص) فلم يبق شى ء بعد ذلك يقول فيه: اقيموا هذين العمودين و خلاكم ذم، لان سنه النبى (ص) فعل كل واجب.

و تجنب كل قبيح فخلاهم ذم فما ذا يقال؟ و الجواب ان كثيرا من الصحابه كلفوا انفسهم امورا من النوافل شاقه جدا، فمنهم من كان يقوم الليل كله، و منهم من كان يصوم الدهر كله، و منهم المرابط فى الثغور، و منهم المجاهد مع سقوط الجهاد عنه لقيام غيره به، و منهم تارك النكاح، و منهم تارك المطاعم و الملابس، و كانوا يتفاخرون بذلك، و يتنافسون فيه، فاراد (ع) ان يبين لاهله و شيعته وقت الوصيه ان المهم الاعظم هو التوحيد، و القيام بما يعلم من دين محمد (ص) انه واجب، و لا عليكم بالاخلال بما عدا ذلك، فليت من المائه واحدا نهض بذلك، و المراد ترغيبهم بتخفيف وظائف التكاليف عنهم، فان الله تعالى يقول: (يريد الله بكم اليسر و لايريد بكم العسر).

و قال (ص)! (بعثت بالحنيفيه السهله السمحه).

قوله: (و خلاكم ذم): لفظه تقال على سبيل المثل اى قد اعذرتم و سقط عنكم الذم.

ثم قسم ايامه الثلاثه اقساما فقال: انا بالامس صاحبكم اى كنت ارجى و اخاف، و انا اليوم عبره لكم، اى عظه تع
تبرون بها.

و انا غدا مفارقكم، اكون فى دار اخرى غير داركم.

ثم ذكر انه ان بقى و لم يمت من هذه الضربه فهو ولى دمه، ان شاء عفا، و ان شاء اقتص، و ان لم يبق فالفناء الموعد الذى لا بد منه.

ثم عاد فقال: و ان اعف، و التقسيم ليس على قاعده تقسيم المتكلمين.

و المعنى منه مفهوم، و هو اما ان اسلم، من هذه الضربه او لااسلم فان سلمت منها فانا ولى دمى، ان شئت عفوت فلم اقتص، و ان شئت اقتصصت، و لا يعنى بالقصاص هاهنا القتل، بل ضربه بضربه فان سرت الى النفس كانت السرايه مهدره كقطع اليد.

ثم اوما الى انه ان سلم عفا بقوله ان العفو لى ان عفوت قربه.

ثم عدنا الى القسم الثانى من القسمين الاولين، و هو انه (ع) لايسلم من هذه، فولايه الدم الى الورثه ان شائوا اقتصوا و ان شائوا عفوا.

ثم اوما الى ان العفو منهم احسن، بقوله: (و هو لكم حسنه) بل امرهم امرا صريحا بالعفو، فقال: فاعفوا (الا تحبون ان يغفر الله لكم).

و هذا لفظ الكتاب العزيز، و ينبغى ان يكون امره بالعفو فى هذا الكلام محمولا على الندب.

ثم اقسم (ع) انه ما فجاه من الموت امر انكره و لا كرهه، فجانى الشى ء: اتانى بغته.

ثم قال: (ما كنت الا كقارب ورد)، و القارب: الذى يسير الى الماء و قد بقى بينه
و بينه ليله واحده، و الاسم: القرب، فهم قاربون و لايقال (مقربون)، و هو حرف شاذ.

نامه 024-وصيت درباره دارايى خود

قال السيد الرضى رحمه الله تعالى: قوله (ع) فى هذه الوصيه (و الا يبيع من نخلها وديه)، الوديه: الفسيله، و جمعها ودى.

قوله (ع): (حتى تشكل ارضها غراسا) هو من افصح الكلام و المراد به ان الارض يكثر فيها غراس النخل حتى يراها الناظر على غير تلك الصفه التى عرفها بها، فيشكل عليه امرها و يحسبها غيرها.

الشرح:

قد عاتبت العثمانيه و قالت: ان ابابكر مات و لم يخلف دينارا و لا درهما، و ان عليا (ع) مات و خلف عقارا كثيرا- يعنون نخلا- قيل لهم: قد علم كل احد ان عليا (ع) استخرج عيونا بكد يده بالمدينه و ينبع و سويعه، و احيا بها مواتا كثيرا، ثم اخرجها عن ملكه، و تصدق بها على المسلمين، و لم يمت و شى ء منها فى ملكه، الا ترى الى ما تتضمنه كتب السير و الاخبار من منازعه زيد بن على و عبدالله بن الحسن فى صدقات على (ع)، و لم يورث على (ع) بنيه قليلا من المال و لا كثيرا الا عبيده و امائه و سبعمائه درهم من عطائه، تركها ليشترى بها خادما لاهله قيمتها ثمانيه و عشرون دينارا، على حسب المائه اربعه دنانير، و هكذا كانت المعامله بالدراهم اذ ذاك، و انما لم يترك ابوبكر قليلا و لا كثيرا لانه ما عاش، و لو عاش لترك، الا ترى ان عمر اصدق ام كلث
وم اربعين الف درهم، و دفعها اليها! و ذلك لان هولاء طالت اعمارهم، فمنهم من درت عليه اخلاف التجاره، و منهم من كان يستعمر الارض و يزرعها، و منهم من استفضل من رزقه من الفى ء.

و فضلهم اميرالمومنين (ع) بانه كان يعمل بيده، و يحرث الارض و يستقى الماء و يغرس النخل، كل ذلك يباشره بنفسه الشريفه، و لم يستبق منه لوقته و لا لعقبه قليلا و لا كثيرا، و انما كان صدقه، و قد مات رسول الله (ص) و له ضياع كثيره جليله جدا بخيبر و فدك و بنى النضير، و كان له وادى نخله و ضياع اخرى كثيره بالطائف، فصارت بعد موته صدقه بالخبر الذى رواه ابوبكر.

فان كان على (ع) معيبا بضياعه و نخله فكذلك رسول الله (ص)، و هذا كفر و الحاد و ان كان رسول الله (ص) انما ترك ذلك صدقه فرسول الله (ص) ما روى عنه الخبر فى ذلك الا واحد من المسلمين، و على (ع) كان فى حياته قد اثبت عند جميع المسلمين بالمدينه انها صدقه، فالتهمه اليه فى هذا الباب ابعد.

و روى: (و يعطينى به الامنه)، و هى الامن.

الشرح:

جعل للحسن ابنه (ع) ولايه صدقات امواله، و اذن له ان ياكل منه بالمعروف، اى لايسرف، و انما يتناول منه مقدار الحاجه، و ما جرت بمثله عاده من يتولى الصدقات، كما قال الله تعالى: (و ا
لعاملين عليها).

ثم قال: فان مات الحسن و الحسين بعده حى فالولايه للحسين و الهاء فى مصدره ترجع الى الامر اى يصرفه فى مصارفه التى كان الحسن يصرفه فيها.

ثم ذكر ان لهذين الولدين حصه من صدقاته اسوه بسائر البنين، و انما قال ذلك لانه قد يتوهم متوهم انهما لكونهما قد فوض اليهما النظر فى هذه الصدقات، قد منعا ان يسهما فيها بشى ء، و ان الصدقات انما يتناولها غيرهما من بنى على (ع) ممن لا ولايه له مع وجودهما، ثم بين لماذا خصهما بالولايه؟ فقال: انما فعلت ذلك لشرفهما برسول الله (ص)، فتقربت الى رسول الله (ص) بان جعلت لسبطيه هذه الرياسه، و فى هذا رمز و ازراء بمن صرف الامر عن اهل بيت رسول الله (ص)، مع وجود من يصلح للامر، اى كان الاليق بالمسلمين و الاولى ان يجعلوا الرياسه بعده لاهله قربه الى رسول الله (ص)، و تكريما لحرمته، و طاعه له، و انفه لقدره، (ص) ان تكون ورثته سوقه، يليهم الاجانب، و من ليس من شجرته و اصله.

الا ترى ان هيبه الرساله و النبوه، فى صدور الناس اعظم اذا كان السلطان و الحاكم فى الخلق من بيت النبوه و ليس يوجد مثل هذه الهيبه و الجلال فى نفوس الناس للنبوه اذا كان السلطان الاعظم بعيد النسب من صاحب الدعوه (ع)! ثم اشترط عل
ى من بلى هذه الاموال ان يتركها على اصولها، و ينفق من ثمرتها، اى لايقطع النخل و الثمر و يبيعه خشبا و عيدانا، فيفضى الامر الى خراب الضياع و عطله العقار.

قوله: (و الا يبيع من اولاد نخيل هذه القرى) اى من الفسلان الصغار، سماها، اولادا، و فى بعض النسخ ليست (اولاد) مذكوره، و الوديه: الفسيله.

تشكل ارضها: تمتلى بالغراس حتى لايبقى فيه طريقه واضحه.

قوله: (اطوف عليهن)، كنايه لطيفه عن غشيان النساء، اى من السرارى و كان (ع) يذهب الى حل بيع امهات الاولاد، فقال: من كان من امائى لها ولد منى، او هى حامل منى و قسمتم تركتى فلتكن ام ذلك الولد، مبيعه على ذلك الولد و يحاسب بالثمن من حصته من التركه، فاذا بيعت عليه، عتقت عليه لان الولد اذا اشترى الوالد عتق الوالد عنه، و هذا معنى، قوله (فتمسك على ولدها)، اى تقوم عليه بقيمه الوقت الحاضر، و هى من حظه، اى من نصيبه و قسطه من التركه.

قال: فان مات ولدها و هى حيه بعد ان تقوم عليه فلا يجوز بيعها لانها خرجت عن الرق بانتقالها الى ولدها فلا يجوز بيعها.

فان قلت: فلماذا قال: فان مات ولدها و هى حيه؟ و هلا قال: فاذا قومت عليه عتقت؟ قلت: لان موضع الاشتباه هو موت الولد و هى حيه، لانه قد يظن ظان انه ان
ما حرم بيعها لمكان وجود ولدها، فاراد (ع) ان يبين انها قد صارت حره مطلقا سواء كان ولدها حيا او ميتا.

نامه 025-به مامور جمع آورى ماليات

الشرح:

و قد كرر (ع) قوله: (لنقسمها على كتاب الله و سنه نبيه (ص)) فى ثلاثه مواضع من هذا الفصل: الاول قوله: (حتى يوصله الى وليهم ليقسمه بينهم).

الثانى قوله (ع): (نصيره حيث امر الله به).

الثالث قوله: (لنقسمها على كتاب الله)، و البلاغه لاتقتضى ذلك، و لكنى اظنه احب ان يحتاط، و ان يدفع الظنه عن نفسه، فان الزمان كان فى عهده قد فسد، و سائت ظنون الناس، لا سيما مع ما رآه من عثمان و استئثاره بمال الفى ء.

و نعود الى الشرح.

قوله (ع): (على تقوى الله)، (على) ليست متعلقه ب (انطلق)، بل بمحذوف، تقديره: مواظبا.

قوله: (و لاتروعن) اى لاتفزعن، و الروع الفزع، رعته اروعه، و لاتروعن بتشديد الواو و ضم حرف المضارعه، من روعت للتكثير.

قوله (ع): (و لاتجتازن عليه كارها)، اى لاتمرن ببيوت احد من المسلمين يكره مرورك.

و روى: (و لاتختارن عليه)، اى لاتقسم ماله و تختر احد القسمين، و الهاء فى (عليه) ترجع الى (مسلما) و تفسير هذا سياتى فى وصيته له ان يصدع المال ثم يصدعه، فهذا هو النهى عن ان يختار على المسلم.

و الروايه الاولى هى المشهوره.

قوله (ع): (فانزل بمائهم)، و ذلك لان الغريب يحمد منه الانقباض، و يستهجن فى القادم ان يخالط بيوت ا
لحى الذى قدم عليه فقد يكون من النساء من لاتليق رويته، و لايحسن سماع صوته، و من الاطفال من يستهجن ان يرى الغريب انبساطه على ابويه و اهله، و قد يكره القوم ان يطلع الغريب على ماكلهم و مشربهم و ملبسهم و بواطن احوالهم، و قد يكونون فقراء فيكرهون ان يعرف فقرهم فيحتقرهم، او اغنياء ارباب ثروه كثيره فيكرهون ان يعلم الغريب ثروتهم فيحسدهم، ثم امره ان يمضى اليهم غير متسرع و لا عجل و لا طائش نزق، حتى يقوم بينهم فيسلم عليهم و يحييهم تحيه كامله، غير مخدجه، اى غير ناقصه، اخدجت الناقه اذا جائت بولدها ناقص الخلق، و ان كانت ايامه تامه، و خدجت: القت الولد قبل تمام ايامه.

و روى: (و لاتحدج بالتحيه)، و الباء زائده.

ثم امره ان يسالهم: هل فى اموالهم حق لله تعالى؟ يعنى الزكاه، فان قالوا: لا، فلينصرف عنهم، لان القول قول رب المال، فلعله قد اخرج الزكاه قبل وصول المصدق اليه.

قوله: (و انعم لك)، اى قال: نعم.

و لاتعسفه، اى لاتطلب منه الصدقه عسفا، و اصله الاخذ على غير الطريق.

و لاترهقه: لاتكلفه العسر و المشقه.

ثم امره ان يقبض ما يدفع اليه من الدهب و الفضه، و هذ يدل على ان المصدق كان ياخذ العين و الورق كما ياخذ الماشيه، و ان النصاب فى العين و
الورق تدفع زكاته الى الامام و نوابه، و فى هذه المساله اختلاف بين الفقهاء.

قوله: (فان اكثرها له): كلام لا مزيد عليه فى الفصاحه و الرياسه و الدين، و ذلك لان الصدقه المستحقه جزء يسير من النصاب، و الشريك اذا كان له الاكثر حرم عليه ان يدخل و يتصرف الا باذن شريكه، فكيف اذا كان له الاقل.

قوله: (فلاتدخلها دخول متسلط عليه) قد علم (ع) ان الظلم من طبع الولاه، و خصوصا من يتولى قبض الماشيه من اربابها على وجه الصدقه، فانهم يدخلونها دخول متسلط حاكم قاهر، و لايبقى لرب المال فيها تصرف، فنهى (ع) عن مثل ذلك.

قوله: (و لاتنفرن بهيمه، و لاتفزعنها)، و ذلك انهم على عاده السوء يهجهجون بالقطيع حتى تنفر الابل، و كذلك بالشاء اظهارا للقوه و القهر، و ليتمكن اعوانهم من اختيار الجيد، و رفض الردى ء.

قوله: (و لاتسوئن صاحبها فيها) اى لاتغموه و لاتحزنوه يقال: سوته فى كذا سوائيه و مسائيه.

قوله: (و اصدع المال صدعين و خيره)، اى شقه نصفين ثم خيره، فاذا اختار احد النصفين فلاتعرضن لما اختار، ثم اصدع النصف الذى ما ارتضاه لنفسه صدعين و خيره، ثم لاتزال تفعل هكذا حتى تبقى من المال بمقدار الحق الذى عليه، فاقبضه منه فان استقالك فاقله، ثم اخلط المال، ثم عد
لمثل ما صنعت حتى يرضى، و ينبغى ان يكون المعيبات الخمس و هى المهلوسه و المكسوره و اخواتهما يخرجها المصدق من اصل المال قبل قسمته ثم يقسم و الا فربما وقعت فى سهم المصدق اذا كان يعتمد ما امره به من صدع المال مره بعد مره.

و العود: المسن من الابل، و الهرمه: المسنه ايضا، و المكسوره: التى احد قوائمها مكسوره العظم او ظهرها مكسور، و المهلوسه: المريضه قد هلسها المرض و افنى لحمها و الهلاس: السل.

و العوار: بفتح العين: العيب، و قد جاء بالضم.

و المعنف: ذو العنف بالضم و هو ضد الرفق.

و المجحف: الذى يسوق المال سوقا عنيفا فيجحف به اى يهلكه او يذهب كثيرا من لحمه و نقيه.

و الملغب: المتعب، و اللغوب: الاعياء.

و حدرت السفينه و غيرها- بغير الف احدرها بالضم.

قوله: (بين ناقه و بين فصيلها) الافصح حذف بين الثانيه، لان الاسمين ظاهران، و انما تكرر اذا جائت بعد المضمر، كقولك: المال بينى و بين زيد و بين عمرو، و ذلك لان المجرور لايعطف عليه الا باعاده حرف الجر و الاسم المضاف، و قد جاء: المال بين زيد و عمرو، و انشدوا: بين السحاب و بين الريح ملحمه قعاقع و ظبى فى الجو تخترط و ايضا: بين الندى و بين برقه ضاحك غيث الضريك و فارس مقدام و من ش
عر الحماسه: و ان الذى بينى و بين بنى ابى و بين بنى عمى لمختلف جدا و ليس قول من يقول: انه عطف بين الثالثه على الضمير المجرور باولى من قول من يقول: بل عطف بين الثالثه على بين الثانيه، لان المعنى يتم بكل واحد منها.

قوله (ع): (و لاتمصر لبنها)، المصر حلب ما فى الضرع جميعه، نهاه من ان يحلب اللبن كله فيبقى الفصيل جائعا ثم نهاه ان يجهدها ركوبا اى يتعبها و يحملها مشقه، ثم امره ان يعدل بين الركاب فى ذلك، لايخص بالركوب واحده بعينها، ليكون ذلك اروح لهن، ليرفه على اللاغب، اى ليتركه و ليعفه عن الركوب ليستريح.

و الرفاهيه: الدعه و الراحه.

و النقب: ذو النقب، و هو رقه خف البعير حتى تكاد الارض تجرحه: امره ان يستانى بالبعير ذى النقب، من الاناه و هى المهله.

و الظالع: الذى ظلع، اى غمز فى مشيه.

و الغدر: جمع غدير الماء.

و جواد الطريق: حيث لاينبت المرعى.

و النطاف: جمع نطفه و هى الماء الصافى القليل.

و البدن بالتشديد: السمان واحدها بادن.

و منقيات: ذوات نقى، و هو المخ فى العظم، و الشحم فى العين من السمن، و انقت الابل و غيرها: سمنت و صار فيها نقى، و ناقه منقيه و هذه الناقه لاتنقى.

نامه 026-به يكى از ماموران زكات

الشرح:

حيث لا شهيد و لا وكيل دونه، يعنى يوم القيامه.

قوله: (الا يعمل بشى ء من طاعه الله فيما ظهر)، اى لاينافق فيعمل الطاعه فى الظاهر و المعصيه فى الباطن.

ثم ذكر ان الذين يتجنبون النفاق و الرياء هم المخلصون.

و الا يجبههم: لايواجههم بما يكرهونه، و اصل الجبه لقاء الجبهه او ضربها، فلما كان المواجه غيره بالكلام القبيح كالضارب جبهته به سمى بذلك جبها.

قوله: (و لايعضههم): اى لايرميهم بالبهتان و الكذب، و هى العضيهه، و عضهت فلانا عضها، و قد عضهت يا فلان، اى جئت بالبهتان.

قوله: (و لايرغب عنهم تفضلا) يقول: لايحقرهم ادعاء لفضله عليهم، و تمييزه عنهم بالولايه و الامره، يقال فلان يرغب عن القوم، اى يانف من الانتماء اليهم او من المخالطه لهم.

و كان عمر بن عبدالعزيز يدخل اليه سالم مولى بنى مخزوم و عمر فى صدر بيته فيتنحى عن الصدر، و كان سالم رجلا صالحا، و كان عمر اراد شرائه و عتقه فاعتقه مواليه، فكان يسميه: اخى فى الله فقيل له: اتتنحى لسالم! فقال: اذا دخل عليك من لاترى لك عليه فضلا فلاتاخذ عليه شرف المجلس.

و هم السراج ليله بان يخمد، فوثب اليه رجاء بن حيوه ليصلحه، فاقسم عليه عمر بن عبدالعزيز، فجلس، ثم قام عمر فاصلح
ه، فقال له رجاء: اتقوم انت يا اميرالمومنين؟ قال: نعم قمت و انا عمر بن عبدالعزيز، و رجعت و انا عمر بن عبدالعزيز.

قال رسول الله (ص): (لاترفعونى فوق قدرى فتقولوا فى ما قالت النصارى فى ابن مريم، فان الله عز و جل اتخذنى عبدا قبل ان يتخذنى رسولا).

ثم قال: ان ارباب الاموال الذين تجب الصدقه عليهم فى اموالهم اخوانك فى الدين و اعوانك على استخراج الحقوق، لان الحق انما يمكن العامل استيفاوه بمعاونه رب المال و اعترافه به، و دفعه اليه، فاذا كانوا بهذه الصفه لم يجز لك عضههم و جبههم و ادعاء الفضل عليهم.

ثم ذكر ان لهذا العامل نصيبا مفروضا من الصدقه، و ذلك بنص الكتاب العزيز، فكما نوفيك نحن حقك يجب عليك ان توفى شركائك حقوقهم، و هم الفقراء و المساكين و الغارمون و سائر الاصناف المذكوره فى القرآن، و هذا يدل على انه (ع) قد فوضه فى صرف الصدقات الى الاصناف المعلومه، و لم يامره بان يحمل ما اجتمع اليه ليوزعه هو (ع) على مستحقيه كما فى الوصيه الاولى، و يجوز للامام ان يتولى ذلك بنفسه، و ان يكله الى من يثق به من عماله.

و انتصب (اهل مسكنه) لانه صفه (شركاء)، و فى التحقيق ان (شركاء) صفه ايضا موصوفها محذوف، فيكون صفه بعد صفه.

و قال الراوندى: ا
نتصب (اهل مسكنه) لانه بدل من (شركاء) و هذا غلط، لانه لايعطى معناه ليكون بدلا منه.

و قال ايضا: بوسى، اى عذابا و شده، فظنه منونا و ليس كذلك، بل هو بوسى على وزن (فعلى) كفضلى و نعمى، و هى لفظه مونثه، يقال: بوسى لفلان قال الشاعر: ارى الحلم بوسى للفتى فى حياته و لا عيش الا ما حباك به الجهل و السائلون هاهنا هم الرقاب المذكورون فى الايه، و هم المكاتبون يتعذر عليهم اداء مال الكتابه، فيسالون الناس ليتخلصوا من ربقه الرق.

و قيل: هم الاسارى يطلبون فكاك انفسهم، و قيل بل المراد بالرقاب فى الايه الرقيق، يسال ان يتباعه الاغنياء فيعتقوه.

و المدفوعون هاهنا هم الذين عناهم الله تعالى فى الايه بقوله: (و فى سبيل الله)، و هم فقراء الغزاه سماهم مدفوعين لفقرهم.

و المدفوع و المدفع: الفقير، لان كل احد يكرهه و يدفعه عن نفسه.

و قيل: هم الحجيج المنقطع بهم، سماهم مدفوعين لانهم دفعوا عن اتمام حجهم، او دفعوا عن العود الى اهلهم.

فان قلت: لم حملت كلام اميرالمومنين (ع) على ما فسرته به؟ قلت: لانه (ع) انما اراد ان يذكر الاصناف المذكوره فى الايه، فترك ذكر المولفه قلوبهم لان سهمهم سقط بعد موت رسول الله (ص)، فقد كان يدفع اليهم حين الاسلام ضعيف،
و قد اعزه الله سبحانه، فاستغنى عن تاليف قلوب المشركين، و بقيت سبعه اصناف، و هم الفقراء و المساكين و العاملون عليها و الرقاب و الغارمون و فى سبيل الله و ابن السبيل.

فاما العاملون عليها فقد ذكرهم (ع): (فى قوله و ان لك فى هذه الصدقه نصيبا مفروضا)، فبقيت سته اصناف اتى (ع) بالفاظ القرآن فى اربعه اصناف منها، و هى: الفقراء، و المساكين، و الغارم، و ابن السبيل، و ابدل لفظتين و هما الرقاب و فى سبيل الله بلفظتين و هما السائلون و المدفوعون.

فان قلت: ما يقوله الفقهاء فى الصدقات؟ هل تصرف الى الاصناف كلها ام يجوز صرفها الى واحد منها؟ قلت: اما ابوحنيفه فانه يقول: الايه قصر لجنس الصدقات على الاصناف المعدوده فهى مختصه بها لاتتجاوزها الى غيرها، كانه تعالى قال انما هى لهم لا لغيرهم، كقولك: انما الخلافه لقريش، فيجوز ان تصرف الصدقه الى الاصناف كلها، و يجوز ان تصرف الى بعضها، و هو مذهب ابن عباس و حذيفه و جماعه من الصحابه و التابعين.

و اما الشافعى فلايرى صرفها الا الى الاصناف المعدوده كلها، و به قال الزهرى و عكرمه.

فان قلت: فمن الغارم و ابن السبيل؟ قلت: الغارمون الذين ركبتهم الديون و لايملكون بعدها ما يبلغ النصاب.

و قيل: هم الذين ي
حملون الحمالات فدينوا فيها و غرموا، و ابن السبيل: المسافر المنقطع عن ماله فهو- و ان كان غنيا حيث ماله موجود- فقير حيث هو بعيد.

و قد سبق تفسير الفقير و المسكين فيما تقدم.

قوله: (فقد احل بنفسه الذل و الخزى)، اى جعل نفسه محلا لهما و يروى: (فقد اخل بنفسه) بالخاء المعجمه، و لم يذكر الذل و الخزى اى جعل نفسه مخلا، و معناه جعل نفسه فقيرا، يقال: خل الرجل: اذا افتقر، و اخل به غيره، و بغيره اى جعل، غيره فقيرا، و روى: (احل) بنفسه بالحاء المهمله، و لم يذكر (الذل و الخزى).

و معنى (احل بنفسه) اباح دمه، و الروايه الاولى اصح، لانه قال بعدها: (و هو فى الاخره اذل و اخزى).

و خيانه الامه: مصدر مضاف الى المفعول به، لان الساعى اذا خان فقد خان الامه كلها، و كذلك غش الائمه، مصدر مضاف الى المفعول ايضا، لان الساعى اذا غش فى الصدقه فقد غش الامام.

نامه 027-به محمد بن ابوبكر

الشرح:

آس بينهم: اجعلهم اسوه، لاتفضل بعضهم على بعض فى اللحظه و النظره، و نبه بذلك على وجوب ان يجعلهم اسوه فى جميع ما عدا ذلك، من العطاء و الانعام و التقريب، كقوله تعالى: (فلاتقل لهما اف).

قوله: (حتى لايطمع العظماء فى حيفك لهم)، الضمير فى (لهم) راجع الى الرعيه لا الى العظماء، و قد كان سبق ذكرهم فى اول الخطبه، اى اذا سلكت هذا المسلك لم يطمع العظماء فى ان تحيف على الرعيه و تظلمهم و تدفع اموالهم اليهم، فان ولاه الجور هكذا يفعلون، ياخذون مال هذا.

فيعطونه هذا.

و يجوز ان يرجع الضمير الى العظماء، اى حتى لايطمع العظماء فى جورك فى القسم الذى انما تفعله لهم و لاجلهم، فان ولاه الجور يطمع العظماء فيهم ان يحيفوا فى القسمه فى الفى ء، و يخالفوا ما حده الله تعالى فيها، حفظا لقلوبهم، و استماله لهم، و هذا التفسير اليق بالخطابه، لان الضمير فى (عليهم) فى الفقره الثالثه عائد الى الضعفاء، فيجب ان يكون الضمير فى (لهم) فى الفقره الثانيه عائدا الى العظماء.

قوله: (فان يعذب فانتم اظلم) افعل هاهنا بمعنى الصفه، لا بمعنى التفضيل، و انما يراد فانتم الظالمون، كقوله تعالى: (و هو اهون عليه).

و كقولهم: الله اكبر.

ثم ذكر حال الزهاد فقال: اخذوا من الدنيا بنصيب قوى، و جعلت لهم الاخره، و يروى ان الفضيل بن عياض كان هو و رفيق له فى بعض الصحارى، فاكلا كسره يابسه، و اغترفا بايديهما ماء من بعض الغدران، و قام الفضيل فحط رجليه فى الماء، فوجد برده، فالتذ به و بالحال التى هو فيها، فقال لرفيقه: لو علم الملوك و ابناء الملوك ما نحن فيه من العيش و اللذه لحسدونا.

و روى: (و المتجر المربح) فالرابح فاعل من ربح ربحا، يقال: بيع رابح اى يربح فيه، و المربح: اسم فاعل قد عدى ماضيه بالهمزه، كقولك: قام و اقمته.

قوله: (جيران الله غدا فى آخرتهم)، ظاهر اللفظ غير مراد، لان البارى ء تعالى ليس فى مكان و جهه ليكونوا جيرانه، و لكن لما كان الجار يكرم جاره سماهم جيران الله، لاكرامه اياهم، و ايضا فان الجنه اذا كانت فى السماء و العرش هو السماء العليا، كان فى الكلام محذوف مقدر، اى جيران عرش الله غدا.

قوله: (فانه ياتى بامر عظيم، و خطب جليل، بخير لايكون معه شر ابدا و شر لايكون معه خير ابدا)، نص صريح فى مذهب اصحابنا فى الوعيد، و ان من دخل النار من جميع المكلفين فليس بخارج، لانه لو خرج منها لكان الموت قد جائه بشر معه خير، و قد نفى نفيا عاما ان يكون
مع الشر المعقب للموت خير البته.

قوله: (من عاملها) اى من العامل لها.

قوله: (طرداء الموت)، جمع طريد، اى يطردكم عن اوطانكم و يخرجكم منها، لابد من ذلك ان اقمتم اخذكم، و ان هربتم ادرككم.

و قال الراوندى: طرداء هاهنا: جمع طريده و هى ما طردت من الصيد او الوسيقه، و ليس بصحيح، لان (فعليه) بالتانيث لاتجمع على فعلاء.

و قال النحويون: ان قوله تعالى: (و يجعلكم خلفاء الارض) جاء على (خليف) لا على (خليفه)، و انشدوا لاوس بن حجر بيتا، استعملها جميعا فيه، و هو: ان من القوم موجودا خليفته و ما خليف ابى ليلى بموجود قوله: (الزم لكم من ظلكم)، لان الظل لاتصح مفارقته لذى الظل ما دام فى الشمس، و هذا من الامثال المشهوره.

قوله: (معقود بنواصيكم)، اى ملازم لكم، كالشى ء المعقود بناصيه الانسان اين ذهب ذهب منه.

و قال الراوندى: اى الموت غالب عليكم، قال تعالى: (فيوخذ بالنواصى و الاقدام) فان الانسان اذا اخذ بناصيته لايمكنه الخلاص، و ليس بصحيح، لانه لم يقل: (اخذ بنواصيكم).

قوله: (و الدنيا تطوى من خلفكم) من كلام بعض الحكماء: الموت و الناس كسطور فى صحيفه يقروها قارى ء و يطوى ما يقرا، فكلما ظهر سطر خفى سطر.

ثم امره (ع) بان يجمع بين حسن الظن بالله
و بين الخوف منه، و هذا مقام جليل لايصل اليه الا كل ضامر مهزول، و قد تقدم كلامنا فيه.

و قال على بن الحسين (ع): لو انزل الله عز و جل كتابا انه معذب رجلا واحدا لرجوت ان اكونه، و انه راحم رجلا واحدا لرجوت ان اكونه، او انه معذبى لا محاله ما ازددت الا اجتهادا لئلا ارجع الى نفسى بلائمه.

ثم قال: (وليتك اعظم اجنادى)، يقال للاقاليم و الاطراف: اجناد، تقول: ولى جند الشام و ولى جند الاردن، و ولى جند مصر.

قوله: (فانت محقوق)، كقولك حقيق و جدير و خليق، قال الشاعر: و انى لمحقوق بالا يطولنى نداه اذا طاولته بالقصائد و تنافح: تجالد، نافحت بالسيف اى خاصمت به.

قوله: (و لو لم يكن الا ساعه من النهار) المراد تاكيد الوصاه عليه ان يخالف على نفسه، و الا يتبع هواها، و ان يخاصم عن دينه، و ان ذلك لازم له، و واجب عليه، و يلزم ان يفعله دائما فان لم يستطع فليفعله و لو ساعه من النهار، و ينبغى ان يكون هذا التقييد مصروفا الى المنافحه عن الدين، لان الخصام فى الدين قد يمنعه عند مانع، فاما امره اياه ان يخالف على نفسه فلايجوز صرف التقييد اليه، لانه يشعر بانه مفسوح له ان يتبع هوى نفسه فى بعض الحالات، و ذلك غير جائز، بخلاف المخاصمه و النضال عن المعتقد.

قال: (و لاتسخط الله برضا احد من خلقه، فان فى الله خلفا من غيره، و ليس من الله خلف فى غيره)، اخذه الحسن البصرى فقال لعمر بن هبيره امير العراق: ان الله مانعك من يزيد، و لم يمنعك يزيد من الله- يعنى يزيد بن عبدالملك.

ثم امره بان يصلى الصلاه لوقتها، اى فى وقتها، و ن
هاه ان يحمله الفراغ من الشغل على ان يعجلها قبل وقتها، فانها تكون غير مقبوله، او ان يحمله الشغل على تاخيرها عن وقتها فياثم.

و من كلام هشام بن عقبه اخى ذى الرمه- و كان من عقلاء الرجال- قال المبرد فى الكامل: حدثنى العباس بن الفرج الرياشى باسناده، قال هشام لرجل اراد سفرا: اعلم ان لكل رفقه كلبا يشركهم فى فضل الزاد، و يهردونهم، فان قدرت الا تكون كلب الرفقه فافعل، و اياك و تاخير الصلاه عن وقتها، فانك مصليها لا محاله، فصلها و هى تقبل منك.

قوله: (و اعلم ان كل شى ء من عملك تبع لصلاتك)، فيه شبه من قول رسول الله (ص): (الصلاه عماد الايمان و من تركها فقد هدم الايمان).

و قال (ص): (اول ما يحاسب به العبد صلاته، فان سهل عليه كان ما بعده اسهل، و ان اشتد عليه كان ما بعده اشد).

و مثل قوله: (و لاتسخط الله برضا احد من خلقه)، ما رواه المبرد فى "الكامل" عن عائشه قالت: من ارضى الله باسخاط الناس كفاه الله ما بينه و بين الناس، و من ارضى الناس باسخاط الله وكله الله الى الناس.

و مثل هذا ما رواه المبرد ايضا قال: لما ولى الحسن بن زيد بن الحسن المدينه قال لابن هرمه: انى لست كمن باع لك دينه رجاء مدحك، او خوف ذمك، فقد رزقنى الله عز و جل بولاد
ه نبيه (ص) الممادح، و جنبنى المقابح، و ان من حقه على الا اغضى على تقصير فى حق الله.

و انا اقسم بالله، لئن اتيت بك سكران لاضربنك حدا للخمر، و حدا للسكر، و لازيدن لموضع حرمتك بى، فليكن تركك لها لله عز و جل تعن عليه، و لاتدعها للناس فتوكل اليهم، فقال ابن هرمه: نهانى ابن الرسول عن المدام و ادبنى باداب الكرام و قال لى اصطبر عنها و دعها لخوف الله لا خوف الانام و كيف تصبرى عنها و حبى لها حب تمكن فى عظامى! ارى طيب الحلال على خبثا و طيب النفس فى خبث الحرام

/ 614