الشرح:
السمت: الطريق، و لبد الشى ء بالارض، يلبد بالضم لبودا: التصق بها.و يصبحون شعثا غبرا، من قشف العباده و قيام الليل و صوم النهار و هجر الملاذ، فيراوحون بين جباههم و خدودهم، تاره يسجدون على الجباه، و تاره يضعون خدودهم على الارض بعد الصلاه، تذللا و خضوعا.و المراوحه بين العمل: ان يعمل هذا مره و هذا مره، و يراوح بين رجليه، اذا قام على هذه تاره و على هذه اخرى.و يقال معزى لهذا الجنس من الغنم و معز و معيز و امعوز و معز، بالتسكين، و واحد المعز ماعز، كصحب و صاحب، و الانثى ماعزه و الجمع مواعز.و هملت اعينهم: سالت، تهمل و تهمل.و يروى (حتى تبل جباههم)، اى يبل موضع السجود فتبتل الجبهه بملاقاته.و مادوا: تحركوا و اضطربوا، اما خوفا من العقاب كما يتحرك الرجل و يضطرب، او رجاء للثواب كما يتحرك النشوان من الطرب، و كما يتحرك الجذل المسرور من الفرح.خطبه 097-در ستم بنى اميه
الشرح:
تقدير الكلام: لايزالون ظالمين، فحذف الخبر و هو مراد، و سدت (حتى) و ما بعدها مسد الخبر، و لايصح ما ذهب اليه بعض المفسرين من ان (زال) بمعنى تحرك و انتقل، فلاتكون محتاجه الى خبر، بل تكون تامه فى نفسها، لان تلك مستقبلها يزول بالواو، و هاهنا بالالف لايزالون، فهى الناقصه التى لم تات تامه قط، و مثلها فى انها لاتزال ناقصه: ظل و ما فتى و ليس.و المحرم: ما لايحل انتهاكه و كذلك المحرمه بفتح الراء و ضمها.و بيوت المدر: هى البيوت المبنيه فى القرى، و بيوت الوبر: ما يتخذ فى الباديه من وبر الابل و الوبر لها كالصوف للضان، و كالشعر للمعز.و قد وبر البعير بالكسر، فهو وبر، و اوبر، اذا كثر وبره.و نبا به منزله: اذا ضره و لم يوافقه، و كذلك نبا به فراشه، فالفعل لازم، فاذا اردت تعديته بالهمزه قلت: قد انبى فلان على منزلى، اى جعله نابيا، و ان عديته بحرف الجر قلت: قد نبا بمنزلى فلان، اى انباه على، و هو فى هذا الموضع معدى بحرف الجر.و سوء رعتهم اى سوء ورعهم، اى تقواهم.و الورع بكسر الراء: الرجل التقى، ورع يرع بالكسر فيهما و رعا و رعه، و يروى: (سوء رعيهم)، اى سوء سياستهم و امرتهم.و نصره احدكم من احدهم، اى انتصارهمنه و انتقامه، فهو مصدر مضاف الى الفاعل، و قد تقدم شرح هذا المعنى، و قد حمل قوم هذا المصدر على الاضافه الى المفعول و كذلك نصره العبد و تقدير الكلام: حتى يكون نصره احد هولاء الولاه لاحدكم كنصره سيد العبد السيى ء الطريقه اياه، (و من) فى الموضعين مضافه الى محذوف تقديره من جانب احدهم و من جانب سيده، و هذا ضعيف لما فيه من الفصل بين العبد و بين قوله: (اذا شهد اطاعه)، و هو الكلام الذى اذا استمر المعنى جعل حالا من العبد بقوله: (من سيده).و الضمير فى قوله: (فيها) يرجع الى غير مذكور لفظا، و لكنه كالمذكور، يعنى الفتنه، اى حتى يكون اعظمكم فى الفتنه غناء.و يروى برفع: (اعظمكم) و نصب (احسنكم) و الاول اليق، و هذا الكلام كله اشاره الى بنى اميه.