خطبه 157-پيامبر و قرآن
الشرح:
الهجعه: النومه الخفيفه، و قد تستعمل فى النوم المستغرق ايضا و المبرم: الحبل المفتول.و الذى بين يديه: التوراه و الانجيل.فان قلت: التوراه و الانجيل قبله، فكيف جعلهما بين يديه؟ قلت: احد جزاى الصله محذوف و هو المبتدا، و التقدير: بتصديق الذى هو بين يديه، و هو ضمير القرآن، اى بتصديق الذى القرآن بين يديه، و حذف احد جزاى الصله هاهنا، ثم حذفه فى قوله تعالى: (تماما على الذى احسن و تفصيلا)، فى قرائه من جعله اسما مرفوعا، و ايضا فان العرب تستعمل (بين يديه) بمعنى (قبل)، قال تعالى: (بين يدى عذاب شديد) اى قبله.الشرح:
الترحه: الحزن، قال: فحينئذ لايبقى لهم، اى يحيق بهم العذاب، و يبعث الله عليهم من ينتقم، و هذا اخبار عن ملك بنى اميه بعده، و زوال امرهم عند تفاقم فسادهم فى الارض.ثم خاطب اولياء هولاء الظلمه، و من كان يوثر ملكهم، فقال، (اصفيتم بالامر غير اهله، اصفيت فلانا بكذا: خصصته به، و صفيه المغنم: شى ء كان يصطفيه الرئيس لنفسه من الغنيمه.و اوردتموه غير ورده: انزلتموه عند غير مستحقه.ثم قال: سيبدل الله ماكلهم اللذيذه الشهيه بماكل مريره علقميه.و المقر: المر.و ماكلا منصوب بفعل مقدر اى ياكلون ماكلا، و الباء هاهنا للمجازاه الداله على الصله، كقوله تعالى: (فبما نقضهم ميثاقهم) و كقول ابى تمام: فبما قد اراه ريان مكسو المعانى من كل حسن و طيب و قال سبحانه: (قال رب بما انعمت على فلن اكون ظهيرا للمجرمين).و جعل شعارهم الخوف، لانه باطن فى القلوب، و دثارهم السيف لانه ظاهر فى البدن، كما ان الشعار ما كان الى الجسد و الدثار ما كان فوقه.و مطايا الخطيات: حوامل الذنوب.و زوامل الاثام: جمع زامله، و هى بعير يستظهر به الانسان يحمل متاعه عليه، قال الشاعر: زوامل اشعار و لا علم عندهم بجيدها الا كعلم الاباعر و تنخمتالنخامه: اذا تنخعتها، و النخامه: النخاعه.و الجديدان: الليل و النهار، و قد جاء فى الاخبار الشائعه المستفيضه فى كتب المحدثين ان رسول الله (ص) اخبر ان بنى اميه تملك الخلافه بعده، مع ذم منه عليه و السلام لهم، نحو ما روى عنه فى تفسير قوله تعالى: (و ما جعلنا الرويا التى اريناك الا فتنه للناس و الشجره الملعونه فى القرآن) فان المفسرين قالوا: انه راى بنى اميه ينزون على منبره نزو القرده، هذا لفظ رسول الله (ص) الذى فسر لهم الايه به فسائه ذلك ثم قال: الشجره الملعونه بنواميه و بنوالمغيره، و نحو قوله (ص): (اذا بلغ بنو ابى العاص ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا و عباده خولا) و نحو قوله (ص) فى تفسير قوله تعالى: (ليله القدر خير من الف شهر) قال: الف شهر يملك فيها بنواميه.و ورد عنه (ص) من ذمهم الكثير المشهور نحو قوله: (ابغض الاسماء الى الله الحكم و هشام و الوليد)، و فى خبر آخر: (اسمان يبغضهما الله: مروان و المغيره)، و نحو قوله: (ان ربكم يحب و يبغض، كما يحب احدكم و يبغض، و انه يبغض بنى اميه و يحب بنى عبدالمطلب): فان قلت: كيف قال: (ثم لاتذوقها ابدا) و قد ملكوا بعد قيام الدوله الهاشميه بالمغرب مده طويله؟ قلت: الاعتبار بملك العر
اق.و الحجاز، و ما عداهما من الاقاليم لااعتداد به.