خطبه 041-وفادارى و نهى از منكر - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 041-وفادارى و نهى از منكر

الشرح:

يقال: هذا توءم هذا، و هذه توءمته و هما توءمان، و انما جعل الوفاء توءم الصدق لان الوفاء صدق فى الحقيقه الا ترى انه قد عاهد على امر و صدق فيه و لم يخلف و كانهما اعم و اخص، و كل وفاء صدق و ليس كل صدق وفاء فان امتنع من حيث الاصطلاح تسميه الوفاء صدقا فلامر آخر و هو ان الوفاء قد يكون بالفعل دون القول، و لايكون الصدق الا فى القول لانه نوع من انواع الخبر، و الخبر قول.

ثم قال (و لااعلم جنه) اى درعا.

اوقى منه اى اشد وقايه و حفظا لان الوفى محفوظ من الله مشكور بين الناس.

ثم قال: (و ما يغدر من علم كيف المرجع) اى من علم الاخره و طوى عليها عقيدته منعه ذلك ان يغدر، لان الغدر يحبط الايمان.

ثم ذكر ان الناس فى هذا الزمان ينسبون اصحاب الغدر الى الكيس و هو الفطنه و الذكاء فيقولون لمن يخدع و يغدر، و لارباب الجريره و المكر: هولاء اذكياء اكياس كما كانوا يقولون فى عمرو بن العاص و المغيره بن شعبه، و ينسبون ارباب ذلك الى حسن الحيله و صحه التدبير.

ثم قال: (ما لهم قاتلهم الله) دعاء عليهم.

ثم قال: قد يرى الحول القلب وجه الحيله و يمنعه عنها نهى الله تعالى عنها و تحريمه بعد ان قدر عليها و امكنه.

و الحول القلب: الذى ق
د تحول و تقلب فى الامور و جرب و حنكته الخطوب و الحوادث.

ثم قال: (و ينتهز فرصتها) اى يبادر الى افتراصها و يغتنمها من لاحريجه له فى الدين، اى ليس بذى حرج و التحرج: التاثم و الحريجه: التقوى و هذه كانت سجيته (ع) و شيمته ملك اهل الشام الماء عليه، و الشريعه بصفين و ارادوا قتله و قتل اهل العراق عطشا فضاربهم على الشريعه حتى ملكها عليهم، و طردهم عنها، فقال له اهل العراق: اقتلهم بسيوف العطش، و امنعهم الماء و خذهم قبضا بالايدى فقال: ان فى حد السيف لغنى عن ذلك و انى لااستحل منعهم الماء.

فافرج لهم عن الماء فوردوه، ثم قاسمهم الشريعه شطرين بينهم و بينه.

و كان الاشتر يستاذنه ان يبيت معاويه، فيقول: ان رسول الله (ص) نهى ان يبيت المشركون، و توارث بنوه (ع) هذا الخلق الابى.

اراد المضاء ان يبيت عيسى بن موسى فمنعه ابراهيم بن عبدالله.

و ارسل لما ظهر بالبصره الى محمد بن قحطبه مولى باهله و كان قد ولى لابى جعفر المنصور بعض اعمال بفارس، فقال له: هل عندك مال قال: لا قال: آلله؟ قال: آلله.

قال: خلوا سبيله فخرج ابن قحطبه و هو يقول بالفارسه: ليس هذا من رجال ابى جعفر.

و قال لعبدالحميد بن لاحق بلغنى ان عندك مالا للظلمه، يعنى آل ابى ايوب المور
يانى كاتب المنصور فقال: مالهم عندى مال.

قال: تقسم بالله قال: نعم فقال: ان ظهر لهم عندك مال لاعدنك كذابا.

و ارسل الى طلحه الغدرى- و كان للمنصور عنده مال- بلغنا ان عندك مالا فاتنا به فقال: اجل ان عندى مالا فان اخذته منى اغرمنيه ابوجعفر فاضرب عنه.

و كان لغير ابراهيم (ع) من آل ابى طالب من هذا النوع اخبار كثيره و كان القوم اصحاب دين ليسوا من الدنيا بسبيل و انما يطلبونها ليقيموا عمود الدين بالامره فيها، فلم يستقم لهم و الدنيا الى اهلها اميل.

الاخبار و الاحاديث و الايات الوارده فى مدح الوفاء و ذم الغدر و من الاخبار النبويه المرفوعه فى ذم الغدر: (ذمه المسلمين واحده فان جارت عليهم امه منهم فلا تخفروا جوارها فان لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامه).

و روى ابوهريره، قال: مر رسول الله (ص) برجل يبيع طعاما فساله: كيف تبيع؟ فاخبره فامر اباهريره ان يدخل فيه يده، فادخلها فاذا هو مبلول فقال رسول الله (ص): ليس منا من غش.

قال بعض الملوك لرسول ورد اليه من ملك آخر اطلعنى على سر صاحبك فقال: ايها الملك انا لانستحسن الغدر، و انه لو حول ثواب الوفاء اليه لما كان فيه عوض من قبحه و لكان سماجه اسمه و بشاعه ذكره ناهيين عنه.

مالك بن دينار
، كفى بالمرء خيانه ان يكون امينا للخونه.

وقع جعفر بن يحيى على ظهر كتاب كتبه على بن عيسى بن ماهان الى الرشيد يسعى فيه بالبرامكه فدفعه الرشيد، الى جعفر يمن به عليه و قال: اجبه عنه فكتب فى ظاهره: حبب الله اليك الوفاء يا اخى فقد ابغضته و بغض اليك الغدر فقد احببته انى نظرت الى الاشياء حتى اجد لك فيها مشبها فلم اجد فرجعت اليك فشبهتك بك و لقد بلغ من حسن ظنك بالايام ان املت السلامه مع البغى و ليس هذا من عاداتها.

والسلام.

كان العهد فى عيسى بن موسى بن محمد بعد المنصور بكتاب كتبه السفاح، فلما طالت ايام المنصور سامه ان يخلع نفسه من العهد و يقدم محمدا المهدى عليه، فكتب اليه عيسى: بدت لى امارات من الغدر شمتها ارى ما بدا منها سيمطركم دما و ما يعلم العالى متى هبطاته و ان سار فى ريح الغرور مسلما ابوهريره يرفعه: (اللهم انى اعوذ بك من الجوع فبئس الضجيع، و اعوذبك من الخيانه فبئست البطانه).

و عنه مرفوعا: المكر و الخديعه و الخيانه فى النار.

قال مروان بن محمد لعبدالحميد الكاتب عند زوال امره: ارى ان تصير الى هولاء فلعلك ان تنفعنى فى مخلفى فقال: و كيف لى بعلم الناس جميعا ان هذا عن رايك! انهم ليقولون كلهم: انى غدرت بك، ثم انش
د: و غدرى ظاهر لاشك فيه لمبصره و عذرى بالمغيب فلما ظفر به عبدالله بن على، قطع يديه و رجليه ثم ضرب عنقه.

كان يقال: لايغدر غادر الا لصغر همته عن الوفاء و اتضاع قدره عن احتمال المكاره فى جنب نيل المكارم.

من كلام اميرالمومنين (ع): الوفاء لاهل الغدر، غدر و الغدر باهل الغدر وفاء عند الله تعالى.

قلت: هذا انما يريد به اذا كان بينهما عهد و مشارطه، فغدر احد الفريقين، و خاس بشرطه فان للاخر ان يغدر بشرطه ايضا و لايفى به.

و من شعر الحماسه، و اسم الشاعر العارق الطائى: من مبلغ عمرو بن هند رساله اذا استحقبتها العيس جاءت من البعد ايوعدنى و الرمل بينى و بينه تبين رويدا ما امامه من هند و من اجا حولى رعان كانها قنابل خيل من كميت و من ورد غدرت بامر كنت انت اجتررتنا اليه و بئس الشيمه الغدر بالعهد قال ابوبكر الصديق: ثلاث من كن فيه كن عليه: البغى و النكث و المكر، قال سبحانه: "يا ايها الناس انما بغيكم على انفسكم" و قال: "فمن نكث فانما ينكث على نفسه" و قال: "و لا يحيق المكر السيى ء الا باهله".

/ 614