حکمت 464 - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حکمت 464

الشرح:

(مختارات مما قيل من الشعر فى الشيب و الخضاب) قد تقدم لنا فى الخضاب قول كاف، و انا استملح قول الصابى فيه: خضاب تقاسمناه بينى و بينها و لكن شانى فيه خالف شانها فيا قبحه اذ حل منى بمفرقى و يا حسنه اذ حل منها بنانها و سحقا له عن لمتى حين شانها و اهلا به فى كفها حيث زانها و قال ابوتمام: لعب الشيب بالمفارق بل ج د فابكى تماضرا و لعوبا خضبت خدها الى لولو العق د دما ان رات شواتى خضيبا كل داء يرجى الدواء له ا لا الفظيعين: ميته و مشيبا يا نسيب الثغام ذنبك ابقى حسناتى عند الحسان ذنوبا و لئن عبن ما راين لقد ان كرن مستنكرا و عبن معيبا لو راى الله ان فى الشيب فضلا جاورته الابرار فى الخلد شيبا و قال: فان يكن المشيب طغى علينا و اودى بالبشاشه و الشباب فانى لست ادفعه بشى ء يكون عليه اثقل من خضاب اردت بان ذاك و ذا عذاب فسلطت العذاب على العذاب ابن الرومى: لم اخضب الشيب للغوانى ابغى به عندهم ودادا لكن خضابى على شباب لبست من بعده حدادا و من مختار ما جاء من الشعر فى الشيب و ان لم يكن فيه ذكر الخضاب قول ابى تمام: نسج المشيب له لفاعا مغدفا يققا فقنع
مذرويه و نصفا نظر الزمان اليه قطع دونه نظر الشقيق تحسرا و تلهفا ما اسود حتى ابيض كالكرم الذى لم يبد حتى جى ء كيما يقطفا لما تفوفت الخطوب سوادها ببياضها عبثت به فتفوفا ما كان يخطر قبل ذا فى فكره للبدر قبل تمامه ان يكسفا و قال ايضا: غدا الهم مختطا بفودى خطه طريق الردى منها الى الموت مهيع هو الزور يجفى، و المعاشر يجتوى و ذو الالف يقلى، و الجديد يرقع له منظر فى العين ابيض ناصع و لكنه فى القلب اسود اسفع و نحن نرجيه على الكره و الرضا و انف الفتى من وجهه و هو اجدع و قال ايضا: شعله فى المفارق استودعتنى فى صميم الاحشاء ثكلا صميما تستثير الهموم ما اكتن منها صعدا و هى تستثير الهموما غره مره الا انما كن ت اغر ايام كنت بهيما دقه فى الحياه تدعى جلالا مثل ما سمى اللديغ سليما حلمتنى زعمتم و ارانى قبل هذا التحليم كنت حليما و قال الصابى و ذكر الخضاب: خضبت مشيبى للتعلق بالصبا و اوهمت من اهواه انى لم اشب فلما ادعى منى العذار شبيبه اذا صلعى قد صاح من فوقه كذب فكم طره طارت و دانت ذوائب و كم وجنه حالت و ماء بها نضب شواهد بالتزوير يحوين ربها فهجرانه عند الاحبه قد و
جب البحترى: بان الشباب فلا عين و لا اثر الا بقيه برد منه اسمال قد كدت اخرجه عن منتهى عددى ياسا و اسقطه اذ فات من بالى سوئالعواقب ياس قبله امل و اعضل الداء نكس بعد ابلال و المرء طاعه ايام تنقله تنقل الظل من حال الى حال

حکمت 465

(نبذ و حكايات حول العفه)

الشرح:

قد تقدم القول فى العفه، و هى ضروب: عفه اليد، و عفه اللسان، و عفه الفرج، و هى العظمى، و قد جاء فى الحديث المرفوع.

(من عشق فكتم و عف و صبر فمات مات شهيدا و دخل الجنه).

و فى حكمه سليمان بن داود: ان الغالب لهواه اشد من الذى يفتح المدينه وحده.

نزل خارجى على بعض اخوانه منهم مستترا من الحجاج، فشخص المنزول عليه لبعض حاجاته و قال لزوجته: يا ظمياء، اوصيك بضيفى هذا خيرا- و كانت من احسن الناس- فلما عاد بعد شهر قال لها: كيف كان ضيفك؟ قالت: ما اشغله بالعمى عن كل شى ء، و كان الضيف اطبق جفنيه فلم ينظر الى المراه و لا الى منزلها الى ان عاد زوجها.

و قال الشاعر: ان اكن طامح اللحاظ فانى و الذى يملك القلوب عفيف خرجت امراه من صالحات نساء قريش الى بابها لتغلقه، و راسها مكشوف، فرآها رجل اجنبى فرجعت و حلقت شعرها، و كانت من احسن النساء شعرا، فقيل لها فى ذلك، قالت: ما كنت لادع على راسى شعرا رآه من ليس لى بمحرم.

كان ابن سيرين يقول: ما غشيت امراه قط فى يقظه و لا نوم غير ام عبدالله و انى لارى المراه فى المنام و اعلم انها لاتحل لى فاصرف بصرى عنها.

و قال بعضهم: و انى لعف عن فكاهه جارت
ى و انى لمشنوء الى اغتيابها اذا غاب عنها بعلها لم اكن لها صديقا و لم تانس الى كلابها و لم اك طلابا احاديث سرها و لا عالما من اى حوك ثيابها دخلت بثينه على عبدالملك بن مروان، فقال: ما ارى فيك يا بثينه شيئا مما كان يلهج به جميل! فقالت: انه كان يرنو الى بعينين ليستا فى راسك يا اميرالمومنين، قال: فكيف صادفته فى عفته؟ قالت: كما وصف نفسه اذ قال: لا و الذى تسجد الجباه له ما لى بما ضم ثوبها خبر و لا بفيها و لا هممت به ما كان الا الحديث و النظر و قال ابوسهل الساعدى: دخلت على جميل فى مرض موته، فقال: يا اباسهل، رجل يلقى الله و لم يسفك دما حراما، و لم يشرب خمرا، و لم يات فاحشه، اترجو له الجنه؟ قلت: اى و الله فمن هو؟ قال: انى لارجو ان اكون انا ذلك، فذكرت له بثينه، فقال: انى لفى آخر يوم من ايام الدنيا، و اول يوم من ايام الاخره، لا نالتنى شفاعه محمد ان كنت حدثت نفسى بريبه معها او مع غيرها قط.

قال الشاعر: قالت و قلت ترفقى فصلى حبل امرى ء بوصالكم صب صادق اذا بعلى فقلت لها الغدر شى ء ليس من شعبى ثنتان لا اصبو لوصلهما عرس الصديق و جاره الجنب اما الصديق فلست خائنه و الجار اوصانى به ربى يقال: ان
امراه ذات جمال دعت عبدالله بن عبدالمطلب الى نفسها لما كانت ترى على وجهه من النور، فابى و قال: اما الحرام فالممات دونه و الحل لا حل فاستبينه فكيف بالامر الذى تبغينه يحمى الكريم عرضه و دينه راود توبه بن الحمير ليلى الاخيليه مره عن نفسها، فاشمازت منه و قالت: و ذى حاجه قلنا له لاتبح بها فليس اليها ما حييت سبيل لنا صاحب لاينبغى ان نخونه و انت لاخرى صاحب و خليل ابن مياده: موانع لايعطين حبه خردل و هن زوان فى الحديث اوانس و يكرهن ان يسمعن فى اللهو ريبه كما كرهت صوت اللجام الشوامس آخر: بيض اوانس ما هممن بريبه كظباء مكه صيدهن حرام يحسبن من لين الكلام زوانيا و يصدهن عن الخنا الاسلام فى الحديث المرفوع: (لاتكونن حديد النظر الى ما ليس لك، فانه لا يزنى فرجك ما حفظت عينيك، و ان استطعت الا تنظر الى ثوب المراه التى لاتحل لك فافعل و لن تستطيع ذلك الا باذن الله).

كان ابن المولى الشاعر المدنى موصوفا بالعفه و طيب الازار، فانشد عبدالملك شعرا له من جملته: و ابكى فلا ليلى بكت من صبابه لباك و لا ليلى لذى البذل تبذل و اخنع بالعتبى اذا كنت مذنبا و ان اذنبت كنت الذى اتنصل فقال عبدالملك: من ليلى هذ
ه؟ ان كانت حره لازوجنكها، و ان كانت امه لاشترينها لك بالغه ما بلغت، فقال: كلا يا اميرالمومنين، ما كنت لاصعر وجه حر ابدا فى حرته و لا فى امته، و ما ليلى التى انست بها الا قوسى هذه سميتها ليلى لان الشاعر لا بد له من النسيب.

ابن الملوح المجنون: كان على انيابها الخمر مجه بماء الندى من آخر الليل غابق و ما ذقته الا بعينى تفرسا كما شيم من اعلى السحابه بارق هذا مثل بيت الحماسه: باعذب من فيها و ما ذقت طعمه و لكننى فيما ترى العين فارس شاعر: ما ان دعانى الهوى لفاحشه الا نهانى الحياء و الكرم و لا الى محرم مددت يدى و لا مشت بى لريبه قدم العباس بن الاحنف: اتاذنون لصب فى زيارتكم فعندكم شهوات السمع و البصر لايضمر السوء ان طال الجلوس به عف الضمير و لكن فاسق النظر قال بعضهم: رايت امراه مستقبله البيت فى الموسم، و هى فى غايه الضر و النحافه رافعه يديها تدعو، فقلت لها: هل لك من حاجه؟ قالت: حاجتى ان تنادى فى الموقف بقولى: تزود كل الناس زادا يقيمهم و ما لى زاد و السلام على نفسى ففعلت، و اذا انا بفتى منهوك، فقال: انا الزاد، فمضيت به اليها، فما زادوا على النظر و البكاء، ثم قالت له: انصرف مصاحبا، فقلت: ما علمت ان التقاء كما يقتصر فيه على هذا، فقالت: امسك يا فتى، اما علمت ان ركوب العار و دخول النار شديد.

قال بعضهم: كم قد ظفرت بمن اهوى فيمنعنى منه الحياء و خوف الله و الحذر و كم خلوت بمن اهوى فيقنعنى منه الفكاهه و التحديث و النظر اهوى الملاح و اهوى ان اجالسهم و ليس لى فى حرام منهم وطر كذلك الحب لا اتيان معصيه لا خير فى لذه من بعدها سقر قال محمد بن عبدالله بن طاهر لبنيه: اعشقوا تظرفوا، و عفوا تشرفوا.

وصف اعرابى امراه طرقها، فقال: ما زال القمر يرينيها فلما غاب ارتنيه، فقيل: فما كان بينكما؟ قال: ما اقرب ما احل الله مما حرم، اشاره فى غير باس، و دنو من غير مساس، و لاوجع اشد من الذنوب.

كثير عزه: و انى لارضى منك يا عز بالذى لو ابصره الواشى لقرت بلابله بلا و بالا استطيع و بالمنى و بالوعد حتى يسام الوعد آمله و بالنظره العجلى و بالحول ينقضى اواخره لانلتقى و اوائله و قال بعض الظرفاء: كان ارباب الهوى يسرون فيما مضى، و يقنعون بان يمضغ احدهم لبانا قد مضغته محبوبته، او يستاك بسواكها، و يرون ذاك عظيما، و اليوم يطلب احدهم الخلوه و ارخاء الستور، كانه قد اشهد على نكاحها اباسعيد و اباهريره.

و قال احمد
بن ابى عثمان الكاتب: و انى ليرضينى المرور ببابها و اقنع منها بالوعيد و بالزجر قال يوسف بن الماجشون: انشدت محمد بن المنكدر قول وضاح اليمن: اذا قلت هاتى نولينى تبسمت و قالت معاذ الله من فعل ما حرم فما نولت حتى تضرعت حولها و عرفتها ما رخص الله فى اللمم فضحك و قال: ان كان وضاح لفقيها فى نفسه.

قال آخر: فقالت بحق الله الا اتيتنا اذا كان لون الليل لون الطيالس فجئت و ما فى القوم يقظان غيرها و قد نام عنها كل وال و حارس فبتنا مبيتا طيبا نستلذه جميعا و لم امدد لها كف لامس مرت امراه حسناء بقوم من بنى نمير مجتمعين فى ناد لهم، فرمقوها بابصارهم، و قال قائل منهم: ما اكملها لو لا انها رسحاء! فالتفتت اليهم، و قالت: و الله يا بنى نمير، ما اطعتم الله و لا الشاعر، قال الله تعالى: (قل للمومنين يغضوا من ابصارهم).

و قال الشاعر: فغض الطرف انك من نمير فلا كعبا بلغت و لا كلابا فاخجلتهم.

و قال ابوصخر الهذلى من شعر الحماسه: لليله منها تعود لنا من غير ما رفث و لا اثم اشهى الى نفسى و لو برحت مما ملكت و من بنى سهم آخر: و ما نلت منها محرما غير اننى اقبل بساما من الثغر افلجا و الثم فاها آخذا بقرونها
و اترك حاجات النفوس تحرجا و اعف من هذا الشعر قول عبد بنى الحسحاس على فسقه: لعمر ابيها ما صبوت و لاصبت الى و انى من صبا لحليم سوى قبله استغفر الله ذنبها ساطعم مسكينا لها و اصوم و قال آخر: و مجدوله جدل العناق كانما سنا البرق فى داجى الظلام ابتسامها ضربت لها الميعاد ليست بكنه و لا جاره يخشى على ذمامها فلما التقينا قالت الحكم فاحتكم سوى خله هيهات منك مرامها فقلت معاذ الله ان اركب التى تبيد و يبقى فى المعاد اثامها قوله: (ليست بكنه و لا جاره يخشى على ذمامها)، ماخوذ من قول قيس بن الخطيم: و مثلك قد احببت ليست بكنه و لا جاره و لا حليله صاحب و هذا الشاعر قد زاد عليه بقوله: (و لا حليله صاحب).

و انشد ابن مندويه لبعضهم: انا زانى اللسان و الطرف الا ان قلبى يعاف ذاك و يابى لا يرانى الاله اشرب الا كل ما حل شربه لى و طابا آخر: نلهو بهن كذا من غير فاحشه لهو الصيام بتفاح البساتين بشار بن برد: قالوا حرام تلاقينا فقلت لهم ما فى التزام و لا فى قبله حرج من راقب الناس لم يظفر بحاجته و فاز بالطيبات الفاتك اللهج البيت الاخر مثل قول القائل: من راقب الناس مات هما و فاز باللذه الجسور
ابوالطيب المتنبى: و ترى الفتوه و المروه و الابوه فى كل مليحه ضراتها هن الثلاث المانعاتى لذتى فى خلوتى لا الخوف من تبعاتها انى على شغفى بما فى خمرها لاعف عما فى سراويلاتها كان الصاحب رحمه الله يستهجن قوله: (عما فى سراويلاتها)، و يقول: ان كثيرا من العهر احسن من هذه العفه، و معنى البيت الاول ان هذه الخلال الثلاث تراهن الملاح ضرائر لهن لانهن يمنعنه عن الخلوه بالملاح و التمتع بهن.

ثم قال: ان هذه الخلال هى التى تمنعه لا الخوف من تبعاتها، و قال قوم: هذا تهاون بالدين، و نوع من الالحاد.

و عندى ان هذا مذهب للشعراء معروف، لايريدون به التهاون بالدين، بل المبالغه فى وصف سجاياهم و اخلاقهم بالطهاره، و انهم يتركون القبيح لانه قبيح، لا لورود الشرع به، و خوف العقاب منه و يمكن ايضا ان يريد بتبعاتها تبعات الدنيا، اى لا اخاف من قوم هذه المحبوبه التى انست بها، و لااشفق من حربهم و كيدهم، فاما عفه اليد و عفه اللسان فهما باب آخر.

و قد ذكرنا طرفا صالحا من ذلك فى الاجزاء المتقدمه عند ذكرنا الورع.

و فى الحديث المرفوع: (لايبلغ العبد ان يكون من المتقين حتى يترك ما لا باس به حذار ما به الباس).

و قال ابوبكر فى مرض موته: انا منذ
ولينا امر المسلمين لم ناخذ لهم درهما و لا دينارا، و اكلنا من جريش الطعام، و لبسنا من خشن الثياب، و ليس عندنا من فى ء المسلمين الا هذا الناضح، و هذا العبد الحبشى، و هذه القطيفه، فاذا قبضت فادفعوا ذلك الى عمر ليجعله فى بيت مال المسلمين، فلما مات حمل ذلك الى عمر، فبكى كثيرا ثم قال: رحم الله ابابكر، لقد اتعب من بعده! قال سليمان بن داود: يا بنى اسرائيل، اوصيكم بامرين افلح من فعلهما: لاتدخلوا اجوافكم الا الطيب، و لاتخرجوا من افواهكم الا الطيب.

و قال بعض الحكماء: اذا شئت ان تعرف ربك معرفه يقينيه فاجعل بينك و بين المحارم حائطا من حديد، فسوف يفتح عليك ابواب معرفته.

و مما يحكى من ورع حسان بن ابى سنان ان غلاما له كتب اليه من الاهواز: ان قصب السكر اصابته السنه آفه فابتع ما قدرت عليه من السكر، فانك تجد له ربحا كثيرا فيما بعد، فابتاع، و طلب منه ما ابتاعه بعد قليل بربح ثلاثين الف درهم، فاستقال البيع من صاحبه، و قال: انه لم يعلم ما كنت اعلم حين اشتريته منه، فقال البائع: قد علمت الان مقدار الربح، و قد طيبته لك و احللتك، فلم يطمئن قلبه، و ما زال حتى رده عليه.

يقال: ان غنم الغاره اختلطت بغم اهل الكوفه، فتورع ابوحنيفه ان ياكل ا
للحم، و سال كم تعيش الشاه؟ قالوا: سبع سنين، فترك اكل لحم الغنم سبع سنين.

و يقال: ان المنصور حمل اليه بدره فرمى بها الى زاويه البيت، فلما مات جاء بها ابنه حماد بن ابى حنيفه الى ابى الحسن بن ابى قحطبه، و قال: ان ابى اوصانى ان ارد هذه عليك، و قال: انها كانت عندى كالوديعه، فاصرفها فيما امرك الله به، فقال ابوالحسن: رحم الله اباحنيفه! لقد شح بدينه اذ سخت به نفوس اقوام.

و قال سفيان الثورى: انظر درهمك من اين هو، و صل فى الصف الاخير.

جابر، سمعت النبى (ص) يقول لكعب بن عجره: (لايدخل الجنه لحم نبت من السحت، النار اولى به).

الحسن: لو وجدت رغيفا من حلال لاحرقته ثم سحقته ثم جعلته ذرورا، ثم داويت به المرضى.

عائشه، قالت: يا رسول الله، من المومن؟ قال: من اذا اصبح نظر الى رغيفيه كيف يكتسبهما، قالت: يا رسول الله، اما انهم لو كلفوا ذلك لتكلفوه، فقال لها: انهم قد كلفوه، و لكنهم يعسفون الدنيا عسفا.

حذيفه بن اليمان يرفعه: ان قوما يجيئون يوم القيامه و لهم من الحسنات كامثال الجبال، فيجعلها الله هباء منثورا، ثم يومر بهم الى النار، فقيل: خلهم لنا يا رسول الله، قال انهم كانوا يصلون و يصومون و ياخذون اهبه من الليل، و لكنهم كانوا اذا عرض
عليهم الحرام وثبوا عليه.

حکمت 466

الشرح:

قد تقدم القول فى هذا المعنى، و قد تكررت هذه اللفظه بذاتها فى كلامه (ع).

و من جيد القول فى القناعه قول الغزى: انا كالثعبان جلدى ملبسى لست محتاجا الى ثوب الجمال فالخمول العز و الياس الغنى و القنوع الملك، هذا ما بدا لى و قال ايضا: لاتعجبن لمن يهوى و يصعد فى دنياه فالخلق فى ارجوحه القدر و اقنع بما قل فالاوشال صافيه و لجه البحر لاتخلو من الكدر

حکمت 467

الشرح:

قد سبق الكلام فى العدل و الجور.

و كانت عاده اهل فارس فى ايام عثمان ان يطلب الوالى منهم خراج املاكهم قبل بيع الثمار على وجه الاستسلاف، او لانهم كانوا يظنون ان اول السنه القمريه هو مبتدا وجوب الخراج حملا للخراج التابع لسنه الشمس على الحقوق الهلاليه التابعه لسنه القمر، كاجره العقار، و جوالى اهل الذمه، فكان ذلك يجحف بالناس و يدعو الى عسفهم و حيفهم.

و قد غلط فى هذا المعنى جماعه من الملوك فى كثير من الاعصار، و لم يعلموا فرق ما بين السنتين، ثم تنبه له قوم من اذكياء الناس فكبسوا و جعلوا السنين واحده، ثم اهمل الناس الكبس، و انفرج ما بين السنه القمريه و السنه الخراجيه التى هى سنه الشمس انفراجا كثيرا.

و استقصاء القول فى ذلك لايليق بهذا الموضع، لانه خارج عن فن الادب الذى هو موضوع كتابنا هذا.

حکمت 468

الشرح:

عظم المصيبه على حسب نعمه العاصى، و لهذا كان لطم الولد وجه الوالد كبيرا ليس كلطمه وجه غير الوالد.

و لما كان البارى ء تعالى اعظم المنعمين، بل لا نعمه الا و هى فى الحقيقه من نعمه، و منسوبه اليه، كانت مخالفته و معصيته عظمه جدا، فلاينبغى لاحد ان يعصيه فى امر و ان كان قليلا فى ظنه، ثم يستقله و يستهين به، و يظهر الاستخفاف و قله الاحتفال بمواقعته، فانه يكون قد جمع الى المعصيه معصيه اخرى، و هى الاستخفاف بقدر تلك المعصيه التى لو امعن النظر لعلم انها عظيمه، ينبغى له لو كان رشيدا ان يبكى عليها الدم فضلا عن الدمع، فلهذا قال (ع): (اشد الذنوب ما استخف بها صاحبها).

حکمت 469

الشرح:

تعليم العلم فرض كفايه، و فى الخبر المرفوع (من علم علما و كتمه الجمه الله يوم القيامه بلجام من نار).

و روى معاذ بن جبل عن النبى (ص) قال: (تعلموا العلم فان تعلمه خشيه الله، و دراسته تسبيح، و البحث عنه جهاد، و طلبه عباده، و تعليمه صدقه، و بذله لاهله قربه، لانه معالم الحلال و الحرام، و بيان سبيل الجنه، و المونس فى الوحشه، و المحدث فى الخلوه، و الجليس فى الوحده، و الصاحب فى الغربه، و الدليل على السراء، و المعين على الضراء، و الزين عند الاخلاء، و السلاح على الاعداء).

و رئى واصل بن عطاء يكتب من صبى حديثا، فقيل له: مثلك يكتب من هذا! فقال: اما انى احفظ له منه، و لكنى اردت ان اذيقه كاس الرياسه، ليدعوه ذلك الى الازدياد من العلم.

و قال الخليل: العلوم اقفال، و السوالات مفاتيحها.

و قال بعضهم: كان اهل العلم يضنون بعلمهم عن اهل الدنيا فيرغبون فيه و يبذلون لهم دنياهم، و اليوم قد بذل اهل العلم علمهم لاهل الدنيا فزهدوا فيه و ضنوا عنهم بدنياهم.

و قال بعضهم: ابذل علمك لمن يطلبه، و ادع اليه من لايطلبه، و الا كان مثلك كمن اهديت له فاكهه فلم يطعمها و لم يطعمها حتى فسدت.

حکمت 470

الشرح:

انما كان كذلك لان الاخاء الصادق بينهما يوجب الانبساط، و ترك التكلف، فاذا احتيج الى التكلف له فقد دل ذلك على ان ليس هناك اخاء صادق، و من ليس باخ صادق فهو من شر الاخوان.

و روى ابن ناقيا فى كتاب (ملح الممالحه)، قال: دخل الحسن بن سهل على المامون، فقال له: كيف علمك بالمروئه؟ قال: ما اعلم ما يريد اميرالمومنين فاجيبه؟ قال: عليك بعمرو بن مسعده، قال: فوافيت عمرا و فى داره صناع، و هو جالس على آجره ينظر اليهم، فقلت: ان اميرالمومنين يامرك ان تعلمنى المروئه، فدعا باجره فاجلسنى عليها، و تحدثنا مليا، و قد امتلات غيظا من تقصيره بى، ثم قال: يا غلام عندك شى ء يوكل؟ فقال: نعم، فقدم طبقا لطيفا، عليه رغيفان و ثلاث سكرجات، فى احداهن خل، و فى الاخرى مرى ء، و فى الاخرى ملح، فاكلنا، و جاء الفراش فوضانا، ثم قال: اذا شئت! فنهضت متحفظا، و لم اودعه، فقال لى: ان رايت ان تعود الى فى يوم مثله! فلم اذكر للمامون شيئا مما جرى، فلما كان فى اليوم الذى وعدنى فيه لقياه سرت اليه فاستوذن لى عليه، فتلقانى على باب الدار، فعانقنى، و قبل بين عينى، و قدمنى امامه، و مشى خلفى حتى اقعدنى فى الدست، و جلس بين يدى، و قد فرشت الدار، و زي
نت بانواع الزينه، و اقبل يحدثنى و يتنادر معى الى ان حضر وقت الطعام، فامر فقدمت اطباق الفاكهه، فاصبنا منها، و نصب الموائد، فقدم عليها انواع الاطعمه من حارها و باردها، و حلوها و حامضها، ثم قال: اى الشراب اعجب اليك؟ فاقترحت عليه، و حضر الوصائف للخدمه، فلما اردت الانصراف حمل معى جميع ما احضر من ذهب و فضه و فرش و كسوه، و قدم الى البساط فرس بمركب ثقيل، فركبته و امر من بحضرته من الغلمان الروم و الوصائف حتى سعوا بين يدى، و قال: عليك بهم فهم لك.

ثم قال: اذا زارك اخوك فلا تتكلف له، و اقتصر على ما يحضرك، و اذا دعوته فاحتفل به و احتشد، و لاتدعن ممكنا، كفعلنا اياك عند زيارتك ايانا، و فعلنا يوم دعوناك.

حکمت 471

الشرح:

ليس يعنى ان الاحتشام عله الفرقه بل هو دلاله و اماره على الفرقه، لانه لو لم يحدث عنه ما يقتضى الاحتشام لانبسط على عادته الاولى، فالانقباض اماره المباينه.

هذا آخر ما دونه الرضى ابوالحسن رحمه الله من كلام اميرالمومنين (ع) فى (نهج البلاغه)، قد اتينا على شرحه بمعونه الله تعالى.

و نحن الان ذاكرون ما لم يذكره الرضى مما نسبه قوم اليه، فبعضه مشهور عنه، و بعضه ليس بذلك المشهور، لكنه قد روى عنه، و عزى اليه، و بعضه من كلام غيره من الحكماء، و لكنه كالنظير لكلامه، و المضارع لحكمته، و لما كان ذلك متضمنا فنونا من الحكمه نافعه، راينا الا نخلى هذا الكتاب عنه، لانه كالتكمله و التتمه لكتاب (نهج البلاغه).

و ربما وقع فى بعضه تكرار يسير شذ عن اذهاننا التنبه له، لطول الكتاب و تباعد اطرافه، و قد عددنا ذلك كلمه كلمه، فوجدناه الف كلمه.

فان اعترضنا معترض و قال: فاذا كنتم قد اقررتم بان بعضها ليس بكلام له، فلما ذا ذكرتموه، و هل ذلك الا نوع من التطويل! اجبناه و قلنا: لو كان هذا الاعتراض لازما لوجب الا نذكر شيئا من الاشباه و النظائر لكلامه، فالعذر هاهنا هو العذر هناك، و هو ان الغرض بالكتاب الادب و الحكمه، فاذا وجدنا
ما يناسب كلامه (ع)، و ينصب فى قالبه و يحتذى حذوه، و يتقبل منهاجه، ذكرناه على قاعدتنا فى ذكر النظير عند الخوض فى شرح نظيره.

و هذا حين الشروع فيها خاليه عن الشرح لجلائها و وضوحها، و ان اكثرها قد سبقت نظائره و امثاله، و بالله التوفيق.

كلمات غريب

کلمه غريب 001

قال الرضى رحمه الله تعالى: يعسوب الدين: السيد العظيم المالك لامور الناس يومئذ، و القزع: قطع الغيم التى لا ماء فيها.

الشرح:

اصاب فى اليعسوب، فاما القزع فلا يشترط فيها ان تكون خاليه من الماء، بل القزع قطع من السحاب رقيقه، سواء كان فيها ماء او لم يكن، الواحده قزعه بالفتح، و انما غره قول الشاعر يصف جيشا بالقله و الخفه.

كان رعاله قزع الجهام و ليس يدل ذلك على ما ذكره، لان الشاعر اراد المبالغه، فان الجهام الذى لا ماء فيه اذا كان اقطاعا متفرقه خفيفه، كان ذكره ابلغ فيما يريده من التشبيه، و هذا الخبر من اخبار الملاحم التى كان يخبر بها (ع)، و هو يذكر فيه المهدى الذى يوجد عند اصحابنا فى آخر الزمان.

و معنى قوله: (ضرب بذنبه) اقام و ثبت بعد اضطرابه، و ذلك لان اليعسوب فحل النحل و سيدها، و هو اكثر زمانه طائر بجناحيه، فاذا ضرب بذنبه الارض فقد اقام و ترك الطيران و الحركه.

فان قلت: فهذا يشبه مذهب الاماميه فى ان المهدى خائف مستتر ينتقل فى الارض، و انه يظهر آخر الزمان و يثبت و يقيم فى دار ملكه.

قلت: لايبعد على مذهبنا ان يكون الامام المهدى الذى يظهر فى آخر الزمان مضطرب الامر، منتشر الملك فى اول امره لمصلحه يعلمها
الله تعالى، ثم بعد ذلك يثبت ملكه، و تنتظم اموره.

و قد وردت لفظه اليعسوب عن اميرالمومنين (ع) فى غير هذا الموضع، قال يوم الجمل لعبد الرحمن بن عتاب بن اسيد و قد مر به قتيلا: (هذا يعسوب قريش)، اى سيدها.

کلمه غريب 002

الشرح:

قد جاء الشحشح بمعنى الغيور، و الشحشح بمعنى الشجاع، و الشحشح بمعنى المواظب على الشى ء الملازم له، و الشحشح: الحاوى و مثله الشحشحان.

و هذه الكلمه قالها على (ع) لصعصعه بن صوحان العبدى رحمه الله، و كفى صعصعه بها فخرا ان يكون مثل على (ع) يثنى عليه بالمهاره و فصاحه اللسان، و كان صعصعه من افصح الناس، ذكر ذلك شيخنا ابوعثمان الجاحظ.

/ 614