خطبه 003-شقشقيه - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

خطبه 003-شقشقيه

الشرح:

سدلت دونها ثوبا، اى ارخيت، يقول: ضربت بينى و بينها حجابا، فعل الزاهد فيها، الراغب عنها.

و طويت عنها كشحا، اى قطعتها و صرمتها، و هو مثل، قالوا: لان من كان الى جانبك الايمن ماثلا فطويت كشحك الايسر فقد ملت عنه، و الكشح: ما بين الخاصره و الجنب.

و عندى انهم ارادوا غير ذلك، و هو ان من اجاع نفسه فقد طوى كشحه، كما ان من اكل و شبع فقد ملاكشحه، فكانه اراد انى اجعت نفسى عنها، و لم القمها.

و اليد الجذاء بالدال المهمله، و بالذال المعجمه، و الحاء المهمله مع الذال المعجمه، كله بمعنى المقطوعه.

و الطخيه: قطعه من الغيم و السحاب.

و قوله: (عمياء)، تاكيد لظلام الحال و اسودادها، يقولون: مفازه عمياء، اى يعمى فيها الدليل.

و يكدح: يسعى و يكد مع مشقه، قال تعالى: (انك كادح الى ربك كدحا) و هاتا، بمعنى هذه، (ها) للتنبيه، و (تا) للاشاره، و معنى (تا) ذى، و هذا احجى من كذا اى اليق بالحجا، و هو العقل.

و فى هذا الفصل من باب البديع فى علم البيان عشره الفاظ: اولها: قوله: (لقد تقمصها)، اى جعلها كالقميص مشتمله عليه، و الضمير للخلافه، و لم يذكرها للعلم بها، كقوله سبحانه: (حتى توارت بالحجاب)، و كقوله: (كل من عليها فان)، و ك
قول حاتم: اماوى ما يغنى الثراء عن الفتى اذا حشرجت يوما و ضاق بها الصدر و هذه اللفظه ماخوذه من كتاب الله تعالى فى قوله سبحانه: (و لباس التقوى) و قول النابغه: تسربل سربالا من النصر و ارتدى عليه بعضب فى الكريهه قاصل الثانيه: قوله: (ينحدر عنى السيل)، يعنى رفعه منزلته (ع)، كانه فى ذروه جبل او يفاع مشرف، ينحدر السيل عنه الى الوهاد و الغيطان، قال الهذلى: و عيطاء يكثر فيها الزليل و ينحدر السيل عنها انحدارا الثالثه: قوله (ع): (و لايرقى الى الطير)، هذه اعظم فى الرفعه و العلو من التى قبلها، لان السيل ينحدر عن الرابيه و الهضبه، و اما تعذر رقى الطير فربما يكون للقلال الشاهقه جدا، بل ما هو اعلى من قلال الجبال، كانه يقول: انى لعلو منزلتى كمن فى السماء التى يستحيل ان يرقى الطير اليها، قال ابوالطيب: فوق السماء و فوق ما طلبوا فاذا ارادوا غايه نزلوا و قال حبيب: مكارم لجت فى علو كانما تحاول ثارا عند بعض الكواكب الرابعه: قوله: (سدلت دونها ثوبا)، قد ذكرناه.

الخامسه: قوله: (و طويت عنها كشحا) قد ذكرناه ايضا.

السادسه: قوله: (اصول بيد جذاء)، قد ذكرناه.

السابعه: قوله: (اصبر على طخيه عمياء) قد ذكرناه ايضا.

الثامنه: قوله: (و فى العين قذى)، اى صبرت على مضض كما يصبر الارمد.

التاسعه: قوله: (و فى الحلق شجا) و هو ما يعترض فى الحلق.

اى كما يصبر من غص بامر فهو يكابد الخنق.

العاشره قوله: (ارى تراثى نهبا)، كنى عن الخلافه بالتراث، و هو الموروث من المال.

فاما قوله (ع): (ان محلى منها محل القطب من الرحا)، فليس من هذا النمط الذى نحن فيه، و لكنه تشبيه محض، خارج من باب الاستعاره و التوسع، يقول: كما ان الرحا لاتدور الا على القطب، و دورانها بغير قطب لاثمره له و لا فائده فيه، كذلك نسبتى الى الخلافه، فانها لاتقوم الا بى، و لايدور امرها الا على.

هكذا فسروه.

و عندى انه اراد امرا آخر، و هو انى من الخلافه فى الصميم، و فى وسطها و بحبوحتها، كما ان القطب وسط دائره الرحا، قال الراجز: على قلاص مثل خيطان السلم اذا قطعن علما بدا علم حتى انحناها الى باب الحكم خليفه الحجاج غير المتهم فى سره المجد و بحبوج الكرم و قال اميه بن ابى الصلت لعبدالله بن جدعان: فحللت منها بالبطا ح و حل غيرك بالظواهر و اما قوله: (يهرم فيها الكبير، و يشيب فيها الصغير) فيمكن ان يكون من باب الحقائق، و يمكن ان يكون من باب المجازات و الاستعارات، اما الاول فانه يعنى به ط
ول مده ولايه المتقدمين عليه، فانها مده يهرم فيها الكبير، و يشيب فيها الصغير.

و اما الثانى فانه يعنى بذلك صعوبه تلك الايام، حتى ان الكبير من الناس يكاد يهرم لصعوبتها، و الصغير يشيب من اهوالها، كقولهم هذا امر يشيب له الوليد، و ان لم يشب على الحقيقه.

و اعلم ان فى الكلام تقديما و تاخيرا، و تقديره: و لايرقى الى الطير، فطفقت ارتئى بين كذا و كذا، فرايت ان الصبر على هاتا احجى فسدلت دونها ثوبا، و طويت عنها كشحا، ثم (فصبرت و فى العين قذى)، الى آخر القصه، لانه لايجوز ان يسدل دونها ثوبا و يطوى عنها كشحا، ثم يطفق يرتئى بين ان ينابذهم او يصبر، الا ترى انه اذا سدل دونها ثوبا، و طوى عنها كشحا فقد تركها و صرمها، و من يترك و يصرم لا يرتئى فى المنابذه! و التقديم و التاخير طريق لاحب، و سبيل مهيع فى لغه العرب، قال سبحانه: (الذى انزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا قيما)، اى انزل على عبده الكتاب قيما، و لم يجعل له عوجا، و هذا كثير.

و قوله (ع): (حتى يلقى ربه) بالوقف و الاسكان، كما جاءت به الروايه فى قوله سبحانه: (ذلك لمن خشى ربه) بالوقف ايضا.

(نسب ابى بكر و نبذه من اخبار ابيه) ابن ابى قحافه المشار اليه، هو ابوبكر، و اسمه الق
ديم عبد الكعبه، فسماه رسول الله (ص) عبدالله.

و اختلفوا فى (عتيق)، فقيل: كان اسمه فى الجاهليه، و قيل: بل سماه به رسول الله (ص).

و اسم ابى قحافه عثمان، و هو عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مره بن كعب بن لوى بن غالب.

و امه ابنه عم ابيه، و هى ام الخير بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد.

اسلم ابوقحافه يوم الفتح، جاء به ابنه ابوبكر الى النبى (ص)، و هو شيخ كبير راسه كالثغامه البيضاء، فاسلم، فقال رسول الله (ص): (غيروا شيبته).

و ولى ابنه الخلافه و هو حى منقطع فى بيته، مكفوف عاجز عن الحركه، فسمع ضوضاء الناس، فقال، ما الخبر؟ فقالوا: ولى ابنك الخلافه، فقال: رضيت بنوعبدمناف بذلك؟ قالوا: نعم، قال: اللهم لامانع لما اعطيت، و لامعطى لما منعت.

و لم يل الخلافه من ابوه حى الا ابوبكر و ابوبكر عبدالكريم الطائع لله، ولى الامر و ابوه المطيع حى، خلع نفسه من الخلافه، و عهد بها الى ابنه.

و كان المنصور يسمى عبدالله بن الحسن بن الحسن اباقحافه تهكما به، لان ابنه محمدا ادعى الخلافه و ابوه حى.

و مات ابوبكر و ابوقحافه حى، فسمع الاصوات فسال، فقيل: مات ابنك، فقال: رزء جليل.

و توفى ابوقحافه فى ايام عمر فى سنه اربع عشره للهجره، و عمره
سبع و تسعون سنه، و هى السنه التى توفى فيها نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب بن هاشم.

ان قيل: بينوا لنا ما عندكم فى هذا الكلام؟ اليس صريحه دالا على تظليم القوم و نسبتهم الى اغتصاب الامر! فما قولكم فى ذلك؟ ان حكمتم عليهم بذلك فقد طعنتم فيهم، و ان لم تحكموا عليهم بذلك فقد طعنتم فى المتظلم المتكلم عليهم! قيل: اما الاماميه من الشيعه فتجرى هذه الالفاظ على ظواهرها، و تذهب الى ان النبى (ص) نص على اميرالمومنين (ع)، و انه غصب حقه.

و اما اصحابنا رحمهم الله، فلهم ان يقولوا: انه لما كان اميرالمومنين (ع) هو الافضل و الاحق، و عدل عنه الى من لايساويه فى فضل، و لايوازيه فى جهاد و علم، و لايماثله فى سودد و شرف- ساغ اطلاق هذه الالفاظ، و ان كان من وسم بالخلافه قبله عدلا تقيا، و كانت بيعته بيعه صحيحه، الا ترى ان البلد قد يكون فيه فقيهان، احدهما اعلم من الاخر بطبقات كثيره، فيجعل السلطان الانقص علما منهما قاضيا، فيتوجد الاعلم و يتالم، و ينفث احيانا بالشكوى، و لايكون ذلك طعنا فى القاضى و لاتفسيقا له، و لا حكما منه بانه غير صالح، بل للعدول عن الاحق و الاولى! و هذا امر مركوز فى طباع البشر، و مجبول فى اصل الغريزه و الفطره، فاصحابنا رحمهم ا
لله، لما احسنوا الظن بالصحابه- و حملوا ما وقع منهم على وجه الصواب، و انهم نظروا الى مصلحه الاسلام، و خافوا فتنه لاتقتصر على ذهاب الخلافه فقط، بل و تفضى الى ذهاب النبوه و المله، فعدلوا عن الافضل الاشرف الاحق، الى فاضل آخر دونه، فعقدوا له- احتاجوا الى تاويل هذه الالفاظ الصادره عمن يعتقدونه فى الجلاله و الرفعه قريبا من منزله النبوه، فتاولوها بهذا التاويل، و حملوها على التالم للعدول عن الاولى.

و ليس هذا بابعد من تاويل الاماميه قوله تعالى: (و عصى آدم ربه فغوى)، و قولهم: معنى (عصى) انه عدل عن الاولى، لان الامر بترك اكل الشجره كان امرا على سبيل الندب، فلما تركه آدم، كان تاركا للافضل و الاولى، فسمى عاصيا باعتبار مخالفه الاولى، و حملوا (غوى) على (خاب) لا على الغوايه بمعنى الضلال.

و معلوم ان تاويل كلام اميرالمومنين (ع) و حمله على انه شكا من تركهم الاولى احسن من حمل قوله تعالى: (و عصى آدم) على انه ترك الاولى.

ان قيل: لاتخلو الصحابه اما ان تكون عدلت عن الافضل لعله و مانع فى الافضل او لا لمانع، فان كان لا لمانع كان ذلك عقدا للمفضول بالهوى، فيكون باطلا، و ان كان لمانع- و هو ما تذكرونه من خوف الفتنه، و كون الناس كانوا يبغض
ون عليا (ع) و يحسدونه- فقد كان يجب ان يعذرهم اميرالمومنين (ع) فى العدول عنه، و يعلم ان العقد لغيره هو المصلحه للاسلام، فكيف حسن منه ان يشكوهم بعد ذلك، و يتوجد عليهم! و ايضا، فما معنى قوله: (فطفقت ارتئى بين ان اصول بيد جذاء)، على ما تاولتم به كلامه، فان تارك الاولى لايصال عليه بالحرب! قيل: يجوز ان يكون اميرالمومنين (ع) لم يغلب على ظنه ما غلب على ظنون الصحابه من الشغب و ثوران الفتنه، و الظنون تختلف باختلاف الامارات، فرب انسان يغلب على ظنه امر يغلب على ظن غيره خلافه.

و اما قوله: (ارتئى بين ان اصول)، فيجوز ان يكون لم يعن به صيال الحرب، بل صيال الجدل و المناظره، يبين ذلك انه لو كان جادلهم و اظهر ما فى نفسه لهم، فربما خصموه بان يقولوا له: قد غلب على ظنوننا ان الفساد يعظم و يتفاقم ان وليت الامر، و لايجوز مع غلبه ظنوننا لذلك ان نسلم الامر اليك، فهو (ع) قال: طفقت ارتئى بين ان اذكر لهم فضائلى عليهم، و احاجهم بها، فيجيبونى بهذا الضرب من الجواب- الذى تصير حجتى به جذاء مقطوعه، و لاقدره لى على تشييدها و نصرتها- و بين ان اصبر على ما منيت به، و دفعت اليه.

ان قيل: اذا كان (ع) لم يغلب على ظنه وجود العله و المانع فيه، و قد استر
اب الصحابه و شكاهم لعدولهم عن الافضل الذى لاعله فيه عنده فقد سلمتم انه ظلم الصحابه، و نسبهم الى غصب حقه، فما الفرق بين ذلك و بين ان يستظلمهم لمخالفه النص؟ و كيف هربتم من نسبته لهم الى الظلم لدفع النص، و وقعتم فى نسبته لهم الى الظلم لخلاف الاولى من غير عله فى الاولى، و معلوم ان مخالفه الاولى من غير عله فى الاولى كتارك النص، لان العقد فى كلا الموضعين يكون فاسدا! قيل: الفرق بين الامرين ظاهر، لانه (ع) لو نسبهم الى مخالفه النص لوجب وجود النص، و لو كان النص موجودا لكانوا فساقا او كفارا لمخالفته، و اما اذا نسبهم الى ترك الاولى من غير عله فى الاولى، فقد نسبهم الى امر يدعون فيه خلاف ما يدعى (ع)، و احد الامرين لازم، و هو اما ان يكون ظنهم صحيحا او غير صحيح، فان كان ظنهم هو الصحيح فلا كلام فى المساله، و ان لم يكن ظنهم صحيحا كانوا كالمجتهد اذا ظن و اخطا فانه معذور، و مخالفه النص (امر) خارج عن هذا الباب، لان مخالفه غير معذور بحال، فافترق المحملان.

(مرض رسول الله و امره اسامه بن زيد على الجيش) لما مرض رسول الله (ص) مرض الموت، دعا اسامه بن زيد بن حارثه، فقال: سر الى مقتل ابيك، فاوطئهم الخيل، فقد وليتك على هذا الجيش، و ا
ن اظفرك الله بالعدو، فاقلل اللبث، وبث العيون، و قدم الطلائع.

فلم يبق احد من وجوه المهاجرين و الانصار الا كان فى ذلك الجيش، منهم ابوبكر و عمر، فتكلم قوم و قالوا: يستعمل هذا الغلام على جله المهاجرين و الانصار! فغضب رسول الله (ص) لما سمع ذلك، و خرج عاصبا راسه، فصعد المنبر و عليه قطيفه فقال: (ايها الناس، ما مقاله بلغتنى عن بعضكم فى تامير اسامه! لئن طعنتم فى تاميرى اسامه، فقد طعنتم فى تاميرى اباه من قبله، و ايم الله ان كان لخليقا بالاماره و ابنه من بعده لخليق بها، و انهما لمن احب الناس الى، فاستوصوا به خيرا، فانه من خياركم).

ثم نزل و دخل بيته، و جاء المسلمون يودعون رسول الله (ص)، و يمضون الى عسكر اسامه بالجرف.

و ثقل رسول الله (ص)، و اشتد ما يجده، فارسل بعض نسائه الى اسامه و بعض من كان معه، يعلمونهم ذلك، فدخل اسامه من معسكره- و النبى (ص) مغمور، و هو اليوم الذى لدوه فيه- فتطاطا اسامه عليه فقبله، و رسول الله (ص) قد اسكت فهو لايتكلم، فجعل يرفع يديه الى السماء ثم يضعهما على اسامه، كالداعى له، ثم اشار اليه بالرجوع الى عسكره، و التوجه لما بعثه فيه، فرجع اسامه الى عسكره.

ثم ارسل نساء رسول الله (ص) الى اسامه يامرنه بالدخو
ل، و يقلن ان رسول الله (ص) قد اصبح بارئا، فدخل اسامه من معسكره يوم الاثنين، الثانى عشر من شهر ربيع الاول فوجد رسول الله (ص) مفيقا، فامره بالخروج و تعجيل النفوذ، و قال: اغد على بركه الله، و جعل يقول: (انفذوا بعث اسامه)، و يكرر ذلك، فودع رسول الله (ص)، و خرج و معه ابوبكر و عمر، فلما ركب جاءه رسول ام ايمن، فقال: ان رسول الله (ص) يموت، فاقبل و معه ابوبكر و عمر و ابوعبيده، فانتهوا الى رسول الله (ص) حين زالت الشمس من هذا اليوم، و هو يوم الاثنين، و قد مات و اللواء مع بريده بن الحصيب، فدخل باللواء فركزه عند باب رسول الله (ص) و هو مغلق، و على (ع) و بعض بنى هاشم مشتغلون باعداد جهازه و غسله، فقال العباس لعلى- و هما فى الدار: امدد يدك ابايعك فيقول الناس: عم رسول الله بايع ابن عم رسول الله، فلا يختلف عليك اثنان، فقال له: او يطمع يا عم فيها طامع غيرى! قال: ستعلم، فلم يلبثا ان جاءتهما الاخبار بان الانصار اقعدت سعدا لتبايعه، و ان عمر جاء بابى بكر فبايعه، و سبق الانصار بالبيعه، فندم على (ع) على تفريطه فى امر البيعه و تقاعده عنها، و انشده العباس قول دريد: امرتهم امرى بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح الا ضحى الغد و تزعم الشيعه
ان رسول الله (ص) كان يعلم موته، و انه سير ابابكر و عمر فى بعث اسامه لتخلو دار الهجره منهما، فيصفو الامر لعلى (ع)، و يبايعه من تخلف من المسلمين بالمدينه على سكون و طمانينه، فاذا جاءهما الخبر بموت رسول الله (ص) و بيعه الناس لعلى (ع) بعده كانا عن المنازعه و الخلاف ابعد، لان العرب كانت تلتزم باتمام تلك البيعه، و يحتاج فى نقضها الى حروب شديده، فلم يتم له ما قدر، و تثاقل اسامه بالجيش اياما، مع شده حث رسول الله (ص) على نفوذه و خروجه بالجيش، حتى مات (ص) و هما بالمدينه، فسبقا عليا الى البيعه و جرى ما جرى.

و هذا عندى غير منقدح، لانه ان كان (ص) يعلم موته، فهو ايضا يعلم ان ابابكر سيلى الخلافه، و ما يعلمه لايحترس منه، و انما يتم هذا و يصح اذا فرضنا انه (ع) كان يظن موته و لايعلمه حقيقه، و يظن ان ابابكر و عمر يتمالان على ابن عمه، و يخاف وقوع ذلك منهما و لايعلمه حقيقه، فيجوز ان كانت الحال هكذا ان ينقدح هذا التوهم، و يتطرق هذا الظن، كالواحد منا له ولدان، يخاف من احدهما ان يتغلب بعد موته على جميع ماله، و لايوصل اخاه الى شى ء من حقه، فانه قد يخطر له عند مرضه الذى يتخوف ان يموت فيه ان يامر الولد المخوف جانبه بالسفر الى بلد بعيد
فى تجاره يسلمها اليه، يجعل ذلك طريقا الى دفع تغلبه على الولد الاخر.

/ 614