لطفا منتظر باشید ...
خطبه 135-نكوهش مغيره
الشرح:
هو المغيره بن الاخنس بن شريق بن عمرو بن وهب بن علاج بن ابى سلمه الثقفى، حليف بنى زهره، و انما قال له اميرالمومنين (ع): (يا بن اللعين)، لان الاخنس بن شريق كان من اكابر المنافقين، ذكره اصحاب الحديث كلهم فى المولفه قلوبهم الذين اسلموا يوم الفتح بالسنتهم دون قلوبهم، و اعطاه رسول الله (ص) مائه من الابل من غنائم حنين يتالف بها قلبه، و ابنه ابوالحكم بن الاخنس، قتله اميرالمومنين (ع) يوم احد كافرا فى الحرب، و هو اخو المغيره هذا.و الحقد الذى فى قلب المغيره عليه من هذه الجهه.و انما قال له: (يا بن الابتر)، لان من كان عقبه ضالا خبيثا، فهو كمن لا عقب له بل من لا عقب له خير منه و يروى: (و لااقام من انت منهضه) بالهمزه.و يروى (ابعد الله نوءك) من انواء النجوم التى كانت العرب تنسب المطر اليها، و كانوا اذا دعوا على انسان قالوا: ابعد الله نوءك! اى خيرك.و الجهد بالفتح: الغايه، و يقال: قد جهد فلان جهده بالفتح، لايجوز غير ذلك، اى انتهى الى غايته.و قد روى ان رسول الله (ص) لعن ثقيفا.و روى انه (ع) قال: (لو لا عروه بن مسعود للعنت ثقيفا).و روى الحسن البصرى ان رسول الله (ص) لعن ثلاث بيوت: بيتان من مكه، و همابنواميه و بنوالمغيره، و بيت من الطائف و هم ثقيف.و فى الخبر المشهور المرفوع و قد ذكر ثقيفا (بئست القبيله، يخرج منها كذاب و مبير) فكان كما قال (ص): الكذاب المختار، و المبير الحجاج.و اعلم ان هذا الكلام لم يكن بحضره عثمان، و لكن عوانه روى عن اسماعيل بن ابى خالد، عن الشعبى، ان عثمان لما كثرت شكايته من على (ع)، اقبل لايدخل اليه من اصحاب رسول الله (ص) احد الا شكا اليه عليا، فقال له زيد بن ثابت الانصارى- و كان من شيعته و خاصته: افلا امشى اليه فاخبره بموجدتك فيما ياتى اليك؟ قال: بلى: فاتاه زيد و معه المغيره بن الاخنس بن شريق الثقفى- و عداده فى بنى زهره، و امه عمه عثمان بن عفان- فى جماعه، فدخلوا عليه، فحمد زيد الله و اثنى عليه، ثم قال: اما بعد فان الله قدم لك سلفا صالحا فى الاسلام، و جعلك من الرسول بالمكان الذى انت به، فانت للخير كل الخير اهل، و اميرالمومنين عثمان ابن عمك، و والى هذه الامه، فله عليك حقان: حق الولايه و حق القرابه، و قد شكا الينا ان عليا يعرض لى، و يرد امرى على، و قد مشينا اليك نصيحه لك، و كراهيه ان يقع بينك و بين ابن عمك امر نكرهه لكما.قال، فحمد على (ع) الله، و اثنى عليه و صلى على رسوله، ثم قال: اما
بعد، فو الله ما احب الاعتراض، و لا الرد عليه، الا ان يابى حقا لله لايسعنى ان اقول فيه الا بالحق، و و الله لاكفن عنه ما وسعنى الكف.فقال المغيره بن الاخنس- و كان رجلا وقاحا، و كان من شيعه عثمان و خلصائه: انك و الله لتكفن عنه او لتكفن، فانه اقدر عليك منك عليه! و انما ارسل هولاء القوم من المسلمين اعزازا لتكون له الحجه عندهم عليك.فقال له على (ع): يا بن اللعين الابتر، و الشجره التى لا اصل لها و لا فرع، انت تكفنى! فو الله ما اعز الله امرء انت ناصره، اخرج ابعد الله نواك، ثم اجهد جهدك، فلاابقى الله عليك و لا على اصحابك ان ابقيتم.فقال له زيد: انا و الله ما جئناك لنكون عليك شهودا، و لا ليكون ممشانا اليك حجه، و لكن مشينا فيما بينكما التماس الاجر ان يصلح الله ذات بينكما، و يجمع كلمتكما.ثم دعا له و لعثمان، و قام فقاموا معه.و هذا الخبر يدل على ان اللفظه (انت تكفنى) و ليست كما ذكره الرضى رحمه الله (انت تكفينى)، لكن الرضى طبق هذه اللفظه على ما قبلها، و هو قوله: (انا اكفيكه)، و لا شبهه انها روايه اخرى.(فصل فى نسب ثقيف و طرف من اخبارهم) و انما قال له: (و الشجره التى لا اصل لها و لا فرع)، لان ثقيفا فى نسبها طعن، فقال
قوم من النسابين: انهم من هوازن، و هو القول الذى تزعمه الثقفيون، قالوا: هو ثقيف، و اسمه قسى بن منبه بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمه بن خصفه بن قيس بن عيلان بن مضر و على هذا القول جمهور الناس.و يزعم آخرون ان ثقيفا من اياد بن نزار بن معد بن عدنان، و ان النخع اخوه لابيه و امه، ثم افترقا، فصار احدهما فى عداد هوازن، و الاخر فى عداد مذحج بن مالك بن زيد بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان.و قد روى ابوالعباس المبرد فى "الكامل" لاخت الاشتر مالك بن الحارث النخعى تبكيه: ابعد الاشتر النخعى نرجو مكاثره و نقطع بطن واد و نصحب مذحجا باخاء صدق و ان ننسب فنحن ذرا اياد ثقيف عمنا و ابو ابينا و اخوتنا نزار اولو السداد قال ابوالعباس: و هجا يحيى بن نوفل- و كان هجاء خبيث اللسان- العريان بن الهيثم بن الاسود النخعى، و قد كان العريان تزوج امراه اسمها زباد - مبنى على الكسر، و الزاى مفتوحه بعدها باء منقوطه بواحده- و هى من ولد هانى ء بن قبيصه الشيبانى، و كانت قبله تحت الوليد بن عبدالملك بن مروان، فطلقها، فانكحها اياه اخ لها يقال له زياد، فقال يحيى بن نوفل: عريان ما يدرى امرو سيل عنكم امن مذحج تدعون ا
م من اياد فان قلتم من مذحج ان مذحجا لبيض الوجوه غير جد جعاد و انتم صغار الهام حدل كانما وجوهكم مطليه بمداد و ان قلتم الحى اليمانون اصلنا و ناصرنا فى كل يوم جلاد فاطول باير من معد و نزوه نزت باياد خلف دار مراد ضللتم كما ضلت ثقيف فما لكم و لا لهم بين القبائل هاد لعمر بنى شيبان اذ ينكحونه زباد لقد ما قصروا بزباد ابعد وليد انكحوا عبد مذحج كمنزيه عيرا خلاف جواد و انكحها لا فى كفاء و لاغنى زياد اضل الله سعى زياد قال ابوالعباس: و كان المغيره بن شعبه، و هو والى الكوفه صار الى دير هند بنت النعمان بن المنذر، و هى فيه عمياء مترهبه، فاستاذن عليها، فقيل لها: امير هذه المدره بالباب.قالت: قولوا له: من ولد جبله بن الايهم انت؟ قال: لا، قالت: افمن ولد المنذر بن ماء السماء انت؟ قال: لا، قالت: فمن انت؟ قال: انا المغيره بن شعبه الثقفى، قالت: فما حاجتك؟ قال: جئت خاطبا، قالت: لو كنت جئتنى لجمال او حال لاطلبنك، و لكن اردت ان تتشرف بى فى محافل العرب، فتقول: نكحت ابنه النعمان بن المنذر، و الا فاى خير فى اجتماع اعور و عمياء! فبعث اليها: كيف كان امركم؟ قالت: ساختصر لك الجواب، امسينا و ليس فى الارض عربى
الا و هو يرهبنا او يرغب الينا، و اصبحنا و ليس فى الارض عربى الا و نحن نرهبه و نرغب اليه.قال: فما كان ابوك يقول فى ثقيف؟ قالت: اذكر، و قد اختصم اليه رجلان منهم، احدهما ينتهى الى اياد، و الاخر الى هوازن، فقضى للايادى و قال: ان ثقيفا لم تكن هوازنا و لم تناسب عامرا او مازنا فقال المغيره: اما نحن فمن بكر بن هوازن، فليقل ابوك ما شاء، ثم انصرف.و قال قوم آخرون: ان ثقيفا من بقايا ثمود، من العرب القديمه التى بادت و انقرضت.قال ابوالعباس: و قد قال الحجاج على المنبر: يزعمون انا من بقايا ثمود، فقد كذبهم الله بقوله: (و ثمودا فما ابقى).
