نامه 076-به عبدالله بن عباس - شرح نهج البلاغه نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح نهج البلاغه - نسخه متنی

ابن ابی الحدید معتزلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نامه 076-به عبدالله بن عباس

الشرح:

روى: (و حلمك).

و القرب من الله، هو القرب من ثوابه، و لا شبهه ان ما قرب من الثواب باعد من العقاب، و بالعكس لتنافيهما.

فاما وصيته له ان يسع الناس بوجهه و مجلسه و حكمه، فقد تقدم شرح مثله، و كذلك القول فى الغضب: و طيره من الشيطان: بفتح الطاء و سكون الياء، اى خفه و طيش قال الكميت: و حلمك عز اذا ما حلمت و طيرتك الصاب و الحنظل

نامه 077-به عبدالله بن عباس

الشرح:

هذا الكلام لانظير له فى شرفه و علو معناه، و ذلك ان القرآن كثير الاشتباه، فيه مواضع يظن فى الظاهر انها متناقضه متنافيه، نحو قوله: (لاتدركه الابصار) و قوله: (الى ربها ناظره)، و نحو قوله: (و جعلنا من بين ايديهم سدا و من خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لايبصرون) و قوله: (فاما ثمود فهديناهم، فاستحبوا العمى على الهدى)، و نحو ذلك، و هو كثير جدا، و اما السنه فليست كذلك، و ذلك لان الصحابه كانت تسال رسول الله (ص) و تستوضح منه الاحكام فى الوقائع، و ما عساه يشتبه عليهم من كلامهم، يراجعونه فيه، و لم يكونوا يراجعونه فى القرآن الا فيما قل، بل كانوا ياخذونه منه تلقفا، و اكثرهم لايفهم معناه، لا لانه غير مفهوم، بل لانهم ما كانوا يتعاطون فهمه، اما اجلالا له او لرسول الله ان يسالوه عنه، او يجرونه مجرى الاسماء الشريفه التى انما يراد منها بركتها لا الاحاطه بمعناها، فلذلك كثر الاختلاف فى القرآن.

و ايضا فان ناسخه و منسوخه اكثر من ناسخ السنه و منسوخها، و قد كان فى الصحابه من يسال الرسول عن كلمه فى القرآن يفسرها له تفسيرا موجزا، فلا يحصل له كل الفهم، لما انزلت آيه الكلاله، و قال فى آخرها: (يبين الله لكم ان تضلوا)، ساله
عمر عن الكلاله ما هو؟ فقال له: يكفيك آيه الصيف، لم يزد على ذلك، فلم يراجعه عمر و انصرف عنه، فلم يفهم مراده، و بقى عمر على ذلك الى ان مات، و كان يقول بعد ذلك: اللهم مهما بينت، فان عمر لم يتبين، يشير الى قوله: (يبين الله لكم ان تضلوا) و كانوا فى السنه و مخاطبه الرسول على خلاف هذه القاعده، فلذلك اوصاه على (ع) ان يحاجهم بالسنه لا بالقرآن.

فان قلت: فهل حاجهم بوصيته؟.

قلت: لا، بل حاجهم بالقرآن، مثل قوله: (فابعثوا حكما من اهله و حكما من اهلها) و مثل قوله فى صيد المحرم: (يحكم به ذوا عدل منكم)، و لذلك لم يرجعوا و التحمت الحرب، و انما رجع باحتجاجه نفر منهم.

فان قلت: فما هى السنه التى امره ان يحاجهم بها؟.

قلت: كان لاميرالمومنين (ع) فى ذلك غرض صحيح، و اليه اشار، و حوله كان يطوف و يحوم، و ذلك انه اراد ان يقول لهم: قال رسول الله (ص): (على مع الحق و الحق مع على يدور معه حيثما دار)، و قوله: (اللهم وال من والاه و عاد من عاداه، و انصر من نصره، و اخذل من خذله)، و نحو ذلك من الاخبار التى كانت الصحابه قد سمعتها من فلق فيه (ص)، و قد بقى ممن سمعها جماعه تقوم الحجه و تثبت بنقلهم، و لو احتج بها على الخوارج انه لايحل مخالفته و العدول
عنه بحال لحصل من ذلك غرض اميرالمومنين فى محاجتهم، و اغراض اخرى ارفع و اعلى منهم، فلم يقع الامر بموجب ما اراد، و قضى عليهم بالحرب، حتى اكلتهم عن آخرهم، و كان امر الله مفعولا.

نامه 078-به ابوموسى اشعرى

الشرح:

روى: (و نطقوا مع الهوى)، اى مائلين مع الهوى.

و روى: (و انا ادارى) بالراء، من المداراه، و هى الملاينه و المساهله.

و روى: (نفع ما اولى) باللام، يقول: اوليته معروفا.

و روى: (ان قال قائل بباطل و يفسد امرا قد اصلحه الله).

و اعلم ان هذا الكتاب كتاب من شك فى ابى موسى و استوحش منه، و من قد نقل عنه الى ابى موسى كلاما اما صدقا و اما كذبا.

(و قد نقل عن ابى موسى اليه كلاما اما صدقا ايضا و اما كذبا)، قال (ع): ان الناس قد تغير كثير منهم عن حظهم من الاخره، فمالوا مع الدنيا و انى نزلت من هذا الامر منزلا معجبا، بكسر الجيم، اى يعجب من رآه، اى يجعله متعجبا منه.

و هذا الكلام شكوى من اصحابه و نصاره من اهل العراق، فانهم كان اختلافهم عليه و اضطرابهم شديدا جدا.

و المنزل و النزول هاهنا مجاز و استعاره، و المعنى انى حصلت فى هذا الامر الذى حصلت فيه على حال معجبه لمن تاملها، لانى حصلت بين قوم كل واحد منهم مستبد براى يخالف فيه راى صاحبه، فلا تنتظم لهم كلمه و لايستوثق لهم امر، و ان حكمت عليهم براى اراه انا خالفوه و عصوه، و من لايطاع فلا راى له، و انا معهم كالطبيب الذى يداوى قرحا، اى جراحه قد قاربت الاندمال و لم تندمل
بعد، فهو يخاف ان يعود علقا، اى دما.

ثم قال له: ليس احد- فاعلم- احرص على الفه الامه و ضم نشر المسلمين.

و ادخل قوله: (فاعلم) بين اسم ليس و خبرها فصاحه، و يجوز رفع (احرص) بجعله صفه لاسم (ليس)، و يكون الخبر محذوفا- اى ليس فى الوجود رجل.

و تقول: قد وايت وايا، اى وعدت وعدا، قال له: اما انا فسوف افى بما وعدت و ما استقر بينى و بينك، و ان كنت انت قد تغيرت عن صالح ما فارقتنى عليه.

فان قلت: فهل يجوز ان يكون قوله: (و ان تغيرت) من جمله قوله فيما بعد (فان الشقى) كما تقول: ان خالفتنى فان الشقى من يخالف الحق.

قلت: نعم، و الاول احسن، لانه ادخل فى مدح اميرالمومنين (ع) كانه يقول: انا افى و ان كنت لاتفى، و الايجاب يحسنه السلب الواقع فى مقابلته: و الضد يظهر حسنه الضد.

ثم قال: (و انى لاعبد) اى آنف، من عبد بالكسر اى انف، و فسروا قوله: (فانا اول العابدين) بذلك، يقول: انى لانف من ان يقول غيرى قولا باطلا، فكيف لاآنف انا من ذلك لنفسى! ثم تختلف الروايات فى اللفظه بعدها كما ذكرنا.

ثم قال: (فدع عنك ما لاتعرف) اى لاتبن امرك الا على اليقين و العلم القطعى، و لاتصغ الى اقوال الوشاه و نقله الحديث، فان الكذب يخالط اقوالهم كثيرا، فلا تصدق ما عس
اه يبلغك عنى شرار الناس، فانهم سراع الى اقاويل السوء، و لقد احسن القائل فيهم: ان يسمعوا الخير يخفوه و ان سمعوا شرا اذاعوا و ان لم يسمعوا كذبوا و نحو قول الاخر: ان يسمعوا ريبه طاروا بها فرحا و ان ذكرت بخير عندهم دفنوا

نامه 079-به سرداران سپاه

الشرح:

اى منعوا الناس الحق فاشترى الناس الحق منهم بالرشاء و الاموال، اى لم يضعوا الامور مواضعها، و لا ولوا الولايات مستحقيها، و كانت امورهم الدينيه و الدنياويه تجرى على وفق الهوى و الغرض الفاسد، فاشترى الناس منهم الميراث و الحقوق كما تشترى السلع بالمال.

ثم قال: (و اخذوهم بالباطل فاقتدوه)، اى حملوهم على الباطل فجاء الخلف من بعد السلف، فاقتدوا بابائهم و اسلافهم فى ارتكاب ذلك الباطل ظنا انه حق لما قد الفوه و نشئوا و ربوا عليه.

و روى (فاستروه) بالسين المهمله اى اختاروه، يقال استريت خيار المال، اى اخترته و يكون الضمير عائدا الى (الظلمه) لا الى (الناس)، اى منعوا الناس حقهم من المال و اختاروه لانفسهم و استاثروا به.

حكمت ها

حکمت 001

الشرح:

ابن اللبون: ولد الناقه الذكر اذا استكمل السنه الثانيه و دخل فى الثالثه، و لايقال للانثى: ابنه اللبون، و ذلك لان امهما فى الاغلب ترضع غيرهما، فتكون ذات لبن، و اللبون من الابل و الشاه: ذات اللبن، غزيره كانت او بكيئه، فاذا ارادوا الغزيره قالوا: لبنه، و يقال: ابن لبون و ابن اللبون، منكرا او معرفا، قال الشاعر: و ابن اللبون اذا مالز فى قرن لم يستطع صوله البزل القناعيس و ابن اللبون لايكون قد كمل و قوى ظهره على ان يركب، و ليس بانثى ذات ضرع فيحلب و هو مطرح لاينتفع به.

و ايام الفتنه هى ايام الخصومه و الحرب بين رئيسين ضالين يدعوان كلاهما الى ضلاله كفتنه عبدالملك و ابن الزبير، و فتنه مروان و الضحاك، و فتنه الحجاج و ابن الاشعث و نحو ذلك، فاما اذا كان احدهما صاحب حق فليست ايام فتنه كالجمل و صفين و نحوهما بل يجب الجهاد مع صاحب الحق و سل السيف و النهى عن المنكر و بذل النفس فى اعزاز الدين و اظهار الحق.

قال (ع): اخمل نفسك ايام الفتنه، و كن ضعيفا مغمورا بين الناس لاتصلح لهم بنفسك و لا بمالك و لاتنصر هولاء و هولاء.

و قوله: (فيركب) (فيحلب)، منصوبان لانهما جواب النفى، و فى الكلام محذوف تقديره: (له)، و هو
يستحق الرفع، لانه خبر المبتدا، مثل قولك: لا اله الا الله، تقديره (لنا)، او (فى الوجود).

حکمت 002

الشرح:

هذه ثلاثه فصول: الفصل الاول فى الطمع: قوله (ع) (ازرى بنفسه)، اى قصر بها.

من استشعر الطمع، اى جعله شعاره اى لازمه.

و فى الحديث المرفوع: (ان الصفا الزلزال الذى لاتثبت عليه اقدام العلماء الطمع).

و فى الحديث انه قال للانصار: (انكم لتكثرون عند الفزع و تقلون عند الطمع) اى عند طمع الرزق.

و كان يقال: اكثر مصارع الالباب تحت ظلال الطمع.

و قال بعضهم: العبيد ثلاثه: عبد رق، و عبد شهوه، و عبد طمع.

و سئل رسول الله (ص) عن الغنى، فقال: (الياس عما فى ايدى الناس، و من مشى منكم الى طمع الدنيا فليمش رويدا).

و قال ابوالاسود: البس عدوك فى رفق و فى دعه طوبى لذى اربه للدهر لباس و لاتغرنك احقاد مزمله قد يركب الدبر الدامى باحلاس و استغن عن كل ذى قربى و ذى رحم ان الغنى الذى استغنى عن الناس قال عمر: ما الخمر صرفا باذهب لعقول الرجال من الطمع.

و فى الحديث المرفوع: (الطمع الفقر الحاضر).

قال الشاعر: رايت مخيله فطمعت فيها و فى الطمع المذله للرقاب الفصل الثانى فى الشكوى: قال (ع): (من كشف للناس ضره) اى شكى اليهم بوسه و فقره، (فقد رضى بالذل).

كان يقال: لاتشكون الى احد، فانه ان كان عدوا سره، و ان كان صديقا س
ائه و ليست مسره العدو و لامسائه الصديق بمحموده.

سمع الاحنف رجلا يقول: لم انم الليله من وجع ضرسى، فجعل يكثر، فقال: يا هذا لم تكثر؟ فو الله لقد ذهبت عينى منذ ثلاثين سنه فما شكوت ذلك الى احد، و لااعلمت بها احدا.

الفصل الثالث فى حفظ اللسان: قد تقدم لنا قول شاف فى ذلك، و كان يقال: حفظ اللسان راحه الانسان، و كان يقال: رب كلمه سفكت دما، و اورثت ندما.

و فى الامثال العاميه، قال اللسان للراس: كيف انت؟ قال: بخير لو تركتنى.

و فى وصيه المهلب لولده، يا بنى تباذلوا تحابوا، فان بنى الاعيان يختلفون فكيف ببنى العلات، ان البر ينسا فى الاجل، و يزيد فى العدد، و ان القطيعه تورث القله، و تعقب النار بعد الذله.

اتقوا زله اللسان فان الرجل تزل رجله فينتعش، و يزل لسانه فيهلك، و عليكم فى الحرب بالمكيده، فانها ابلغ من النجده، و ان القتال اذا وقع وقع القضاء، فان ظفر الرجل ذو الكيد و الحزم سعد، و ان ظفر به لم يقولوا: فرط.

و قال الشاعر فى هذا المعنى: يموت الفتى من عثره بلسانه و ليس يموت المرء من عثره الرجل

حکمت 003

الشرح:

هذه ثلاثه فصول الفصل: الاول فى البخل.

و قد تقدم لنا كلام مقنع فى ذلك.

و من كلام بعض الحكماء فى ذلك: ما اقل من يحمده الطالب، و تستقل به العشائر، و يرضى عنه السائل، و ما زالت ام الكرم نزورا و ام اللوم ذلولا و اكثر الواجدين من لايجود، و اكثر الاجواد من لايجد.

و ما احسن قول القائل: كفى حزنا ان الجواد مقتر عليه، و لا معروف عند بخيل.

و كان يقال: البخل مهانه، و الجود مهابه.

و من احسن ما نقل من جود عبدالله المامون ان عمر بن مسعده كاتبه مات فى سنه سبع عشره و مائتين، و خلف تركه جليله، فبعث اخاه ابااسحاق المعتصم و جماعه معه من الكتاب ليحصروا مبلغها، فجاء المعتصم اليه و هو فى مجلس الخلافه، و معه الكتاب، فقال: ما رايتم؟ فقال المعتصم معظما لما رآه: وجدنا عينا، و صامتا، و ضياعا، قيمه ذلك اجمع ثمانيه آلاف الف دينار- و مد صوته- فقال المامون: انا لله! و الله ما كنت ارضاها لتابع من اتباعه ليوفر هذا على مخلفيه! فخجل المعتصم حتى ظهر خجله للحاضرين.

الفصل الثانى فى الجبن، و قد تقدم قولنا فى فضل الشجاعه.

و قال هشام بن عبدالملك لمسلمه اخيه: يا اباسعيد، هل دخلك ذعر فى حرب قط شهدتها؟ قال: ما سلمت فى ذلك عن ذعر ين
به على حيله، و لاغشينى ذعر سلبنى رايى، فقال له هشام: هذه و الله البساله، قال ابودلامه، و كان جبانا: انى اعوذ بروح ان يقدمنى الى القتال فتشقى بى بنواسد ان المهلب حب الموت اورثكم و لم ارث رغبه فى الموت عن احد قال المنصور لابى دلامه فى حرب ابراهيم: تقدم ويلك! قال يا اميرالمومنين، شهدت مع مروان بن محمد اربعه عساكر كلها انهزمت و كسرت، و انى اعيذك بالله ان يكون عسكرك الخامس.

الفصل الثالث فى الفقر.

و قد تقدم القول فيه ايضا.

و مثل قوله: (الفقر يخرس الفطن عن حاجته) قول الشاعر: ساعمل نص العيس حتى يكفنى غنى المال يوما او غنى الحدثان فللموت خير من حياه يرى لها على الحر بالاقلال وسم هوان متى يتكلم يلغ حكم كلامه و ان لم يقل قالوا عديم بيان كان الغنى عن اهله بورك الغنى بغير لسان ناطق بلسان و مثل قوله (ع): (و المقل غريب فى بلدته) قول خلف الاحمر: لاتظنى ان الغريب هو النا ئى و لكنما الغريب المقل و كان يقال: مالك نورك، فان اردت ان تنكسف ففرقه و اتلفه.

قيل للاسكندر: لم حفظت الفلاسفه المال مع حكمتها و معرفتها بالدنيا؟ قال: لئلا تحوجهم الدنيا الى ان يقوموا مقاما لايستحقونه.

و قال بعض الزهاد: ابدا برغيف
يك فاحرزهما ثم تعبد.

و قال الحسن (ع): من زعم انه لايحب المال فهو عندى كاذب، فان علمت صدقه فهو عندى احمق.

الشرح:

فهذه فصول خمسه: الفصل الاول: قوله (ع) (العجز آفه)، و هذا حق لان الافه هى النقص او ما اوجب النقص، و العجز كذلك.

و كان يقال: العجز المفرط ترك التاهب للمعاد.

و قالوا: العجز عجزان، احدهما عجز التقصير و قد امكن الامر، و الثانى الجد فى طلبه و قد فات.

و قالوا: العجز نائم، و الحزم يقظان.

الفصل الثانى فى الصبر و الشجاعه: قد تقدم قولنا فى الصبر.

و كان يقال: الصبر مر، لايتجرعه الا حر.

و كان يقال: ان للازمان المحموده و المذمومه اعمارا و آجالا كاعمار الناس و آجالهم، فاصبروا لزمان السوء حتى يفنى عمره، و ياتى اجله.

و كان يقال: اذا تضيفتك نازله فاقرها الصبر عليها، و اكرم مثواها لديك بالتوكل و الاحتساب لترحل عنك، و قد ابقت عليك اكثر مما سلبت منك، و لاتنسها عند رخائك، فان تذكرك لها اوقات الرخاء يبعد السوء عن فعلك، و ينفى القساوه عن قلبك و يوزعك حمد الله و تقواه.

الفصل الثالث: قوله: (و الزهد ثروه)، و هذا حق، لان الثروه ما استغنى به الانسان عن الناس، و لا غناء عنهم كالزهد فى دنياهم، فالزهد على الحقيقه هو الغنى الاك
بر.

و روى ان عليا (ع) قال لعمر بن الخطاب اول ما ولى الخلافه: ان سرك ان تلحق بصاحبيك فقصر الامل، و كل دون الشبع، و ارقع القميص، و اخصف النعل، و استغن عن الناس بفقرك تلحق بهما.

وقف ملك على سقراط و هو فى المشرفه قد اسند ظهره الى جب كان ياوى اليه، فقال له: سل حاجتك، فقال: حاجتى ان تتنحى عنى، فقد منعنى ظلك المرفق بالشمس، فساله عن الجب، قال: آوى اليه، قال: فان انكسر الجب لم ينكسر المكان.

و كان يقال: الزهد فى الدنيا هو الزهد فى المحمده و الرياسه، لا فى المطعم و المشرب، و عند العارفين: الزهد ترك كل شى ء يشغلك عن الله.

و كان يقال: العالم اذا لم يكن زاهدا لكان عقوبه لاهل زمانه، لانهم يقولون: لولا ان علمه لم يصوب عنده الزهد لزهد، فهم يقتدون بزهده فى الزهد.

الفصل الرابع: قوله: (و الورع جنه)، كان يقال: لا عصمه كعصمه الورع و العباده، اما الورع فيعصمك من المعاصى، و اما العباده فتعصمك من خصمك، فان عدوك لو رآك قائما تصلى و قد دخل ليقتلك لصد عنك و هابك.

و قال رجل من بنى هلال لبنيه: يا بنى اظهروا النسك فان الناس ان راوا من احد منكم بخلا، قالوا: مقتصد لايحب الاسراف، و ان راوا عيا، قالوا: متوق يكره الكلام، و ان راوا جبنا قالوا:
متحرج يكره الاقدام على الشبهات.

حکمت 004

الفصل الخامس: قوله: (و نعم القرين الرضا)، قد سبق منا قول مقنع فى الرضا.

و قال ابوعمرو بن العلاء: دفعت الى ارض مجدبه بها نفر من الاعراب، فقلت لبعضهم: ما ارضكم هذه؟ قال: كما ترى، لازرع و لاضرع، قلت: فكيف تعيشون؟ قالوا: نحترش الضباب، و نصيد الدواب، قلت: فكيف صبركم على ذلك؟ قالوا: يا هذا، سل خالق الخلق، هل سويت؟ فقال: بل رضيت.

و كان يقال: من سخط القضاء طاح، و من رضى به استراح.

و كان يقال: عليك بالرضا، و لو قلبت على جمر الغضا.

و فى الخبر المرفوع انه (ص) قال عن الله تعالى: (من لم يرض بقضائى فليتخذ ربا سوائى).

الشرح:

انما قال: (العلم وراثه) لان كل عالم من البشر انما يكتسب علمه من استاذ يهذبه و موقف يعلمه، فكانه ورث العلم عنه كما يرث الابن المال عن ابيه، و قد سبق منا كلام شاف فى العلم و الادب.

و كان يقال: عطيه العالم شبيهه بمواهب الله عز و جل، لانها لاتنفد عند الجود بها و تبقى بكمالها عند مفيدها.

و كان يقال: الفضائل العلميه تشبه النخل، بطى ء الثمره، بعيد الفساد.

و كان يقال: ينبغى للعالم الا يترفع على الجاهل، و ان يتطامن له بمقدار ما رفعه الله عليه، و ينقله من الشك الى اليقين، و من الحيره الى التبيين، ل
ان مكافحته قسوه و الصبر عليه و ارشاده سياسه.

و مثاله قول بعض الحكماء: الخير من العلماء من يرى الجاهل بمنزله الطفل الذى هو بالرحمه احق منه بالغلظه، و يعذره بنقصه فيما فرط منه و لايعذر نفسه فى التاخر عن هدايته.

و كان يقال: العلم فى الارض بمنزله الشمس فى الفلك، لولا الشمس لاظلم الجو، و لولا العلم لاظلم اهل الارض.

و كان يقال: لا حله اجمل من حله الادب، لان حلل الثياب تبلى، و حلل الادب تبقى، و حلل الثياب قد يغتصبها الغاصب، و يسرقها السارق، و حلل الاداب باقيه مع جوهر النفس.

و كان يقال: الفكره الصحيحه اصطرلاب روحانى.

و قال اوس بن حجر يرثى: ان الذى جمع السماحه و النجده و الحزم و النهى جمعا الالمعى الذى يظن بك الظن كان قد راى و قد سمعا و من كلام الحكماء: النار لاينقصها ما اخذ منها، و لكن يخمدها الا تجد حطبا، و كذلك العلم لايفنيه الاقتباس و لكن فقد الحاملين له سبب عدمه.

قيل لبعضهم: اى العلوم افضل؟ قال: ما العامه فيه ازهد.

و قال افلاطون: من جهل الشى ء و لم يسال عنه جمع على نفسه فضيحتين.

و كان يقال: ثلاثه لا تجربه معهن: ادب يزين، و مجانبه الريبه، و كف الاذى.

و كان يقال: عليكم بالادب، فانه صاحب فى السفر، و مونس فى ا
لوحده، و جمال فى المحفل، و سبب الى طلب الحاجه.

و كان عبدالملك اديبا فاضلا، و لايجالس الا اديبا.

و روى الهيثم بن عدى عن مسعر بن كدام، قال: حدثنى سعيد بن خالد الجدلى، قال: لما قدم عبدالملك الكوفه بعد قتل مصعب دعا الناس يعرضهم على فرائضهم، فحضرنا بين يديه، فقال: من القوم؟ قلنا: جديله، فقال: جديله عدوان؟ قلنا: نعم، فانشده: عذير الحى من عدوا ن كانوا حيه الارض بغى بعضهم بعضا فلم يرعوا على بعض و منهم كانت السادا ت و الموفون بالقرض و منهم حكم يقضى: فلا ينقض ما يقضى و منهم من يجيز النا س بالسنه و الفرض ثم اقبل على رجل منا وسيم جسيم قدمناه امامنا، فقال: ايكم يقول هذا الشعر؟ قال: لاادرى، فقلت انا من خلفه: يقوله ذو الاصبع، فتركنى و اقبل على ذلك الرجل الجسيم، فقال: ما كان اسم ذى الاصبع؟ قال: لاادرى، فقلت انا من خلفه: اسمه حرثان، فتركنى و اقبل عليه، فقال له: و لم سمى ذا الاصبع؟ قال: لاادرى، فقلت انا من خلفه: نهشته حيه فى اصبعه، فاقبل عليه و تركنى، فقال: من ايكم كان؟ فقال: لاادرى، فقلت انا من خلفه: من بنى تاج الذين يقول الشاعر فيهم: فاما بنوتاج فلا تذكرنهم و لاتتبعن عيناك من كان هالكا فاقبل على الجس
يم، فقال: كم عطاوك؟ قال: سبعمائه درهم، فاقبل على، و قال: و كم عطاوك انت؟ قلت: اربعمائه، فقال: يا اباالزعيزعه، حط من عطاء هذا ثلثمائه، و زدها فى عطاء هذا، فرحت و عطائى سبعمائه و عطاوه اربعمائه: و انشد منشد بحضره الواثق هارون بن المعتصم: اظلوم ان مصابكم رجلا اهدى السلام تحيه ظلم فقال شخص: رجل هو خبر (ان)، و وافقه على ذلك قوم و خالفه آخرون، فقال الواثق: من بقى من علماء النحويين؟ قالوا: ابوعثمان المازنى بالبصره، فامر باشخاصه الى سر من راى بعد ازاحه علته، قال ابوعثمان: فاشخصت، فلما ادخلت عليه قال: ممن الرجل؟ قلت: من مازن، قال: من مازن تميم، ام من مازن ربيعه، ام مازن قيس، ام مازن اليمن؟ قلت: من مازن ربيعه، قال: باسمك؟ بالبائ؟- يريد: (ما اسمك) لان لغه مازن ربيعه هكذا، يبدلون الميم باء و الباء ميما- فقلت: مكر اى (بكر)، فضحك و قال: اجلس و اطمئن، فجلست فسالنى عن البيت فانشدته منصوبا، فقال: فاين خبر ان؟ فقلت: (ظلم) قال: كيف هذا؟ قلت: يا اميرالمومنين، الا ترى ان البيت ان لم يجعل (ظلم) خبر (ان) يكون مقطوع المعنى معدوم الفائده! فلما كررت القول عليه فهم، و قال: قبح الله من لاادب له، ثم قال: الك ولد؟ قلت: بنيه، قال: فما
قالت لك حين ودعتها؟ قلت: ما قالت بنت الاعشى: تقول ابنتى حين جد الرحيل ارانا سواء و من قد يتم ابانا فلا رمت من عندنا فانا بخير اذا لم ترم ابانا اذا اضمرتك البلا د نجفى و تقطع منا الرحم قال: فما قلت لها؟ قال: قلت: انشدتها بيت جرير: ثقى بالله ليس له شريك و من عند الخليفه بالنجاح فقال: ثق بالنجاح ان شاءالله تعالى، ثم امر لى بالف دينار و كسوه، و ردنى الى البصره

حکمت 005

الشرح:

هذه فصول ثلاثه: الفصل الاول، قوله: (صدر العاقل صندوق سره)، قد ذكرنا فيما تقدم طرفا صالحا فى كتمان السر.

و كان يقال: لاتنكح خاطب سرك.

قال معاويه للنجار العذرى: ابغ لى محدثا، قال: معى يا اميرالمومنين؟ قال: نعم، استريح منك اليه، و منه اليك، و اجعله كتوما، فان الرجل اذا اتخذ جليسا القى اليه عجره و بجره.

و قال بعض الاعراب: لاتضع سرك عند من لا سر له عندك.

و قالوا: اذا كان سر الملك عند اثنين دخلت على الملك الشبهه، و اتسعت على الرجلين المعاذير، فان عاقبهما عند شياعه، عاقب اثنين بذنب واحد، و ان اتهمهما اتهم بريئا بجنايه مجرم، و ان عفا عنهما كان العفو عن احدهما و لاذنب له، و عن الاخر و لاحجه عليه.

الفصل الثانى: قوله: (البشاشه حباله الموده)، قد قلنا فى البشر و البشاشه فيما سبق قولا مقنعا.

و كان يقال: البشر دال على السخاء من ممدوحك، و على الود من صديقك دلاله النور على الثمر.

و كان يقال: ثلاث تبين لك الود فى صدر اخيك: تلقاه ببشرك، و تبدوه بالسلام، و توسع له فى المجلس.

و قال الشاعر: لاتدخلنك ضجره من سائل فلخير دهرك ان ترى مسئولا لاتجبهن بالرد وجه مومل قد رام غيرك ان يرى مامولا تلقى الكريم فت
ستدل ببشره و ترى العبوس على اللئيم دليلا و اعلم بانك عن قليل صائر خبرا فكن خبرا يروق جميلا و قال البحترى: لو ان كفك لم تجد لمومل لكفاه عاجل بشرك المتهلل و لو ان مجدك لم يكن متقادما اغناك آخر سودد عن اول ادركت ما فات الكهول من الحجا من عنفوان شبابك المستقبل فاذا امرت فما يقال لك اتئد و اذا حكمت فما يقال لك: اعدل الفصل الثالث: قوله: (الاحتمال قبر العيوب)، اى اذا احتملت صاحبك و حلمت عنه ستر هذا الخلق الحسن منك عيوبك، كما يستر القبر الميت، و هذا مثل قولهم فى الجود: كل عيب فالكرم يغطيه.

فاما الخب ء فمصدر خباته اخبوه، و المعنى فى الروايتين واحد، و قد ذكرنا فى فضل الاحتمال و المسالمه فيما تقدم اشياء صالحه.

و من كلامه (ع): وجدت الاحتمال انصر لى من الرجال.

و من كلامه: من سالم الناس سلم منهم، و من حارب الناس حاربوه، فان العثره للكاثر.

و كان يقال: العاقل خادم الاحمق ابدا، ان كان فوقه لم يجد من مداراته و التقرب اليه بدا، و ان كان دونه لم يجد من احتماله و استكفاف شره بدا.

و اسمع رجل يزيد بن عمر بن هبيره فاعرض عنه، فقال الرجل: اياك اعنى، قال: و عنك اعرض.

و قال الشاعر: اذا نطق السفيه فلا تجبه فخير
من اجابته السكوت سكت عن السفيه فظن انى عييت عن الجواب و ما عييت

حکمت 006

الشرح:

هذه فصول ثلاثه: الفصل الاول: قوله (من رضى عن نفسه كثر الساخط عليه).

قال بعض الفضلاء لرجل كان يرضى عن نفسه و يدعى التميز على الناس بالعلم: عليك بقوم تروقهم بزبرجك، و تروعهم بزخرفك، فانك لاتعدم عزا، و لاتفقد غمرا، لايبلغ مسبارهما غورك، و لاتستغرق اقدارهما طورك.

و قال الشاعر: ارى كل كل انسان يرى عيب غيره و يعمى عن العيب الذى هو فيه و ما خير من تخفى عليه عيوبه و يبدو له العيب الذى باخيه و قال بعضهم: دخلت على ابن مناره و بين يديه كتاب قد صنفه، فقلت: ما هذا؟ قال: كتاب عملته مدخلا الى التوريه، فقلت: ان الناس ينكرون هذا، فلو قطعت الوقت بغيره! قال: الناس جهال، قلت و انت ضدهم؟ قال: نعم، قلت: فينبغى ان يكون ضدهم جاهلا عندهم، قال: كذاك هو؟ قلت: فقد بقيت انت جاهلا باجماع الناس، و الناس جهال بقولك وحدك، و مثل هذا المعنى قول الشاعر: اذا كنت تقضى ان عقلك كامل و ان بنى حواء غيرك جاهل و ان مفيض العلم صدرك كله فمن ذا الذى يدرى بانك عاقل! الفصل الثانى: (الصدقه دواء منجح)، قد جاء فى الصدقه فضل كثير، و ذكرنا بعض ذلك فيما تقدم و فى الحديث المرفوع: (تاجروا الله بالصدقه تربحوا)، و قيل: الصدقه ص
داق الجنه.

و قيل للشبلى: ما يجب فى مائتى درهم؟ فقال: اما من جهه الشرع فخمسه دراهم، و اما من جهه الاخلاص فالكل.

و روى ابوهريره عن النبى (ص) انه سئل فقيل: اى الصدقه افضل؟ فقال: (ان تعطى و انت صحيح شحيح، تامل البقاء، و تخشى الفقر، و لاتمهل حتى اذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا و لفلان كذا).

و مثل قوله (ع): (الصدقه دواء منجح)، قول النبى (ص): (داووا مرضاكم بالصدقه).

الفصل الثالث: قوله: (اعمال العباد فى عاجلهم نصب اعينهم فى آجلهم)، هذا من قوله تعالى: (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا و ما عملت من سوء تود لو ان بينها و بينه امدا بعيدا).

و قال تعالى: (فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره، و من يعمل مثقال ذره شرا يره).

و من كلام بعضهم: انما تقدم على ما قدمت، و لست تقدم على ما تركت، فاثرما تلقاه غدا على ما لاتراه ابدا.

و من حكمه افلاطون: اكتم حسن صنيعك عن اعين البشر، فان له ممن بيده ملكوت السماء اعينا ترمقه فتجازى عليه.

/ 614