مذهب ابن عباس في أن الحمار والمراة والكلب تقطع الصلاة
و أيضا : فقد ثبت عن ابن عباس كما أوردنا قبل أن الحمار و المرأة و الكلب يقطع الصلاة ، و عهدنا بهم يقولون : ان الراوي من الصحابة أعلم بما روى ( 1 ) ثم لو صح هذا و هو لا يصح لكان ما رواه أبو هريرة و أنس و أبو ذر هو الناسخ بيقين لا شك فيه لما كانوا عليه قبل ورود ما رووه و ذكروا خبرين : أحدهما من طريق العباس بن عبيد الله بن العباس عن الفضل بن العباس : ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم زار العباس فصلى و بين يديه حمارة و كليبة ( 2 ) قال علي : و هذا باطل ، لان العباس بن عبيد الله لم يدرك عمه الفضل و حديث من طريق مجالد ( 3 ) عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( لا يقطع الصلاة شيء ، و ادرءوا ما استطعتم ( 4 ) قال علي : أبو الوداك ضعيف ، و مجالد مثله ( 5 ) ، ثم لو صح كل هذا لما وجب الاخذ
1 - الرواية عن ابن عباس مختلفة ، و قد ورد عنه ما يدل على عدم القطع ، فيحمل ما ورد بإثباته على معنى آخر ، كما روى الطحاوي في معاني الآثار ( ج 1 ص 266 ) عن عكرمة قال : ( ذكر عنه ابن عباس ما يقطع الصلاة ، قالوا الكلب و الحمار ، فقال ابن عباس : ( اليه يصعد الكلم الطيب ) و ما يقطع هذا و لكنه يكره ) و روى النسائي ( ج 1 ص 123 عن صهيب قال ( سمعت ابن عباس يحدث أنه مر بين يدى رسول الله صلى الله عليه و سلم غلام و هو من بني هاشم على حمار بين يدى رسول الله صلى الله على و سلم و هو يصلى فنزلوا و دخلوا معه و هو يصلى فلم ينصرف فجاءت جاريتان تسعيان من بني عبد المطلب فأخذتا بركبتيه ففرع بينهما و لم ينصرف ) ( 2 ) رواه أبو داود ( ج 1 ص 261 ) و لفظه : ( أتانا رسول الله صلى الله عليه و سلم و نحن في بادية لنا و معه عباس فصلى في صحراء ليس بين يديه سترة ، و حمارة لنا و كلبة تعبثان بين يديه فما بالى ذلك ) و رواه النسائي ( ج 1 ص 123 ) و فيه أنه صلى العصر ، و فى آخره ( فلم يزجرا و لم يؤخرا ) .
و رواه الطحاوي ايضا بمعناه ( ج 1 ص 266 ) ( 3 ) في نسخة ( مجاهد ) و هو خطأ ( 4 ) رواه أبو داود ( ج 1 ص 262 ) ( 5 ) أبو الوداك هو جبر بن نوف البكالى .
و هو ثقة و ثقة ابن معين و ابن حبان ، و اختلف فيه قول النسائي ، فمرة قال ( صالح ) و مرة قال ( ليس بالقوي ) و مثل هذا لا يطلق عليه الحكم بالضعف و قد أخرج له مسلم .
و أما مجالد فهو ابن سعيد الهمداني الكوفي ، ضعفه أحمد و غيره ، و قال يعقوب بن سفيان ( تكلم الناس فيه و هو صدوق )