المسألة 380 من تكلم ساهيا في الصلاة فصلاته تامة قل كلامه او كثر وعليه سجود السهو فقط وبيان مذاهب العلماء في ذلك وسرد أدلتهم مفصلة وتحقيق المسألة في ذلك
المسألة 379 لايجوز لاحد أن يفتى الامام الافى أم القرآن وحدها وبرهان ذلك
379 مسألة و لا يجوز أن يفتى الامام إلا في أم القرآن وحدها .
فان التبست القراءة على الامام فليركع ، أو فلينتقل إلى سورة أخرى ، فمن تعمد افتاءه و هو يدري أن ذلك لا يجوز له بطلت صلاته برهان ذلك ما قد ذكرناه باسناده من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( أ تقرأون خلفي ؟ قالوا : نعم ، قال : فلا تفعلوا إلا بأم القرآن ) فوجب أن من أفتى الامام لا يخلو من أحد وجهين : إما أن يكون قصد به قراءة القرآن ، أو لم يقصد به قراءة القرآن ، فان كان قصد به قراءة القرآن فهذا لا يجوز ، لان رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى أن يقرأ المأموم شيئا من القرآن حاشا أم القرآن ، و ان كان لم يقصد به قراءة القرآن فهذا لا يجوز ، لانه كلام في الصلاة ، و قد أخبر عليه السلام أنه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، و هو قول على بن أبي طالب و غيره .
و به يقول أبو حنيفة فان ذكروا خبرا رويناه من طريق يحيى بن كثير الاسدي عن المسور ( 1 ) بن يزيد الاسدي : ( أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نسى آية في الصلاة ، فلما سلم ذكره رجل بها ، فقال له : أفلا أ ذكرتنيها ؟ ( 2 ) فان هذا موافق لمعهود الاصل من إباحة القراءة في الصلاة ، و بيقين ندري أن نهى النبي صلى الله عليه و سلم أن يقرأ خلفه إلا بأم القرآن فناسخ لذلك و مانع منه ، و لا يجوز العود إلى حال منسوخة بدعوى كاذبة في عوديها 380 مسألة و من تكلم ساهيا في الصلاة فصلاته تامة ، قل كلامه أو كثر ، و عليه سجود السهو فقط ، و كذلك ان تكلم جاهلا و قال أبو حنيفة : الكلام في الصلاة عمدا و سهوا سواء تبطل بكليهما ، ورأى السلام في الصلاة عمدا يبطلها ، و لا يبطلها إذا كان سهوا .
و هذا تناقض
1 - بضم الميم و فتح السين المهملة و تشديد الواو المفتوحة .
هكذا ضبطه الامير ابن ماكولا فيما نقله عنه ابن حجر في التهذيب .
و كذلك ضبطه الذهبي في المشتبه .
و ضبط بالحركات بكسر الميم و إسكان السين في طبقات ابن سعد و هو خطأ .
( 2 ) رواه ابن سعد في الطبقات ( ج 6 ص 32 و 33 ) عن الحميدى عن مروان بن معاوية عن يحيى بن كثير .
و رواه أبو داود ( ج 1 ص 341 ) من طريق مروان بن معاوية ، و المسور هذا مالكي نسبة إلى بطن من بني أسد بن خزيمة .
و الحديث نسبه في المنتقى لعبد الله بن أحمد في زوائد المسند و لم أجده فيه