شرح المحلی جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
صلى الله عليه و سلم المغرب فعطس رجل خلف النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال : الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه مباركا عليه كما يحب ربنا و يرضى ، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لقد رأيت بضعة و ثلاثين ملكا كلهم يبتدرونها أيهم يكتبها و يصعد بها إلى السماء ( 1 ) فهذا رسول الله صلى الله عليه و سلم قد غبط الذي حمد الله تعالى اذ عطس في الصلاة جاهرا بذلك ، و لم يلزم الذي تكلم ناسيا بإعادة ، على ما ذكرنا فيما خلا من هذا الديوان قال علي : و اما من فرق بين قليل العمل و كثيره ، فأبطل الصلاة بكثيرة و لم يبطلها بقليله ، أو رأى سجود السهو في كثيرة و لم يره في قليله ، أو حد الكثير بالخروج عن المسجد و القليل بأن لا يخرج عنه .فكلام في غاية الفساد ! و نسألهم عمن رمى نزقا ( 2 ) لنسج مرة واحدة عامدا في الصلاة ، أو أخذ حبة سمسمة عمدا ذاكرا فأكلها أو تكلم بكلمة واحدة ذاكرا ، فمن قولهم : إن قليل هذا و كثيره يبطل الصلاة .فنسألهم عمن كثر حكه لجسده محتاجا إلى ذلك من أول صلاته إلى آخرها ، و كان عليه كساء فلوت ( 3 ) فاضطر إلى جمعه على نفسه من أول الصلاة إلى آخرها ، فمن قولهم : هذا كله مباح في الصلاة : قلنا : صدقتم ، فهاتوا نصا أو إجماعا مدعى بلا علم على أن ههنا أعمالا يبطل الصلاة كثيرها و لا يبطلها قليلها ، ثم هاتوا نصا أو إجماعا متيقنا مدعى بالكذب على تحديد القليل من الكثير ! و لا سبيل إلى ذلك أبدا .فصح ما قلناه .من أن كل عمل أبيح في الصلاة بالنص : فقليله و كثيره مباح فيها ، و كل عمل لم يبح بالنص في الصلاة : فقليله و كثيره يبطل الصلاة بالعمد ، و يوجب سجود السهو إذا كان سهوا .