شرح المحلی جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
ينتظروه ففرض عليهم انتظاره حتى ينصرف فيتم بهم صلاتهم ثم يتم لنفسه اما انتظاره فلما ذكرنا آنفا من ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه جنب فخرج و أومأ إليهم أن مكانكم ثم عاد ، و قد اغتسل فصلى بهم و أما استخلافهم ( 1 ) : فلما ذكرنا قبل من أن النبي صلى الله عليه و سلم مضى إلى قباء فقدم المسلمون أبا بكر فجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أحس أبو بكر به تأخر و تقدم عليه السلام فصلى بالناس ، و لان فرضا على الناس أن يصلوا في جماعة كما قدمنا ، فلا بد لهم من إمام ، إما باستخلاف إمامهم و إما باستخلافهم أحدهم و إما بتقدم أحدهم و قال أبو حنيفة : إن أحدث الامام و هو ساجد فرفع رأسه و لم يكبر و استخلف جار ذلك .و صلاتهم كلهم تامة ، فلو كبر ثم استخلف بطلت صلاة الجميع ، فلو خرج من المسجد قبل أن يستخلف بطلت صلاة الجميع قال علي : و هذه أقوال في غاية الفساد و التخليط ، و ليس عليها من بهجة الحق أثر ! وليت شعري ! إذا أحدث ساجدا فرفع رأسه و لم يكبر : في صلاة هو أم في صلاة ؟ و هل إمامته لهم باقية أو لا ؟ و لا بد من أحد الوجهين فان قالوا : هو في صلاة و إمامته باقية ، جعلوه مصليا بلا وضوء ، و إماما لهم بلا وضوء .و هذا خلاف أصلهم الآخر الفاسد في بطلان صلاة من ائتم بإمام هو على طهارة ناسيا أو ذاكرا ثم نقول لهم : اذ هو في صلاة و هو بعد باق على امامته لهم ، فما ذنبه اذ كبر فأبطل صلاة نفسه و صلاتهم ؟ ! هذه عداوة منكم لذكر الله تعالى ! و أخية قولكم : ( 2 ) من عطس في صلاته فقال بلسانه : ( الحمد لله رب العالمين ) بطلت صلاته ، و لو قعد مقدار التشهد فقذف محصنة أو ضرط ، عامدا لم تبطل صلاته ! تعالى الله ، ما أوحش هذه الاقوال التي لا يحل قبولها الا لو قالها رسول الله صلى الله عليه و سلم وحده ، الذي لم نأخذ الصلاة و لا الدين و لا ذكر الله تعالى الا عنه ، فلا يحل لنا اذن شيء من ذلك الا كما أمرنا .و ان قالوا : بل ليس في صلاة ، و لا هم بعد في امامته ، قلنا لهم : فاذ قد خرج بالحدث من امامتهم و عن الطهارة التي لا صلاة الا بها : فما الذي ولد عليه تكبيره من الضرر ،