هذا الإشكال.
فنقول إما سبب هذا الظن فذلك من باب أخذ مابالعرض مكان ما بالذات و ذلك لأن اللذة لاتحصل إلا بإدراك فهذه اللذات الحسية لاتتم إلا بإدراكات حسية و الإدراك الحسيسيما اللمسي منه لا يكون إلا بانفعالالآلة عن ورود الضد و إذا استقرت الكيفيةالواردة لم يحصل انفعال فلم يحصل شعور فلاتحصل لذة لمسية و غيرها إلا عند تبدل الحالالغير الطبيعي فلأجل ذلك ظن أن اللذةنفسها هي ذلك الانفعال و أما بيان بطلانهذا الظن فلأن الإنسان قد يستلذ من النظرإلى الصور الحسنة التي لم يكن عالمابوجودها مشتاقا إليها سابقا حتى يقال بأنالنظر إليها يدفع ضرر الاشتياق و ألمالفراق و كذلك ربما يدرك مسألة علمية منغير طلب و شوق إليها و لا تعب فكري فيتحصيلها كما في عقيب انحلال الشبهاتالمشكلة التي قد تعب في حلها حتى يقال بأنالاستلذاذ لها لأجل زوال أذى الانزعاجالفكري و كذلك إذا أعطي له مال عظيم أومنصب جليل لم يكن متوقعا له و لا طالبالحصوله حتى يقال بأن حصول هذه الأمور يدفعألم الطلب و الشوق مع أن كل هذه الأمورلذيذة فبطل هذا المذهب.
قال الشيخ في رسالة في الأدوية القلبيةالفرح لذة ما و كل لذة هي إدراك لحصولالكمال الخاص بالقوة المدركة مثل الإحساسبالحلو للحاسة الذوقية و بالعرف الطيبللحاسة الشمية و الشعور بالانتقام للقوةالغضبية و الشعور بالمتوقع النافع و هوالأمل للقوة الظانة أو المتوهمة و كل كمالفهو أمر طبيعي و ينعكس و كل شعور بأمرطبيعي للقوة فهو التذاذها له و ربما يتفقفي بعض القوى أن لا يلتذ إلا عند مفارقةالحالة الغير الطبيعية كان الثبات علىالحالة الطبيعية لا يكون لذيذا و إنما وقعهذا السهو بسبب أخذ ما بالعرض مكان مابالذات و قد عرف في كتاب سوفسطيقا أن هذاأحد المغالطات.