أفعاله الطبيعية و غيرها سليمة غير مئوفةلخروج ما هو صحة بالاتفاقفليس هناك شك لافي ذاتي و لا في عرضي على ما قاله صاحبالمباحث إنه لا يلزم من الشك في اندراجالصحة تحت الحال أو الملكة شك في شيء منمقومات الصحة بل في عوارضها لأن المخالفةبين الحال و الملكة إنما هي بعارض الرسوخ وعدمه على أنك قد عرفت ما فيه و هذا التعريفشامل لصحة الإنسان و غيره من الحيوانات وما ذكره صاحب المباحث بأنه يتناول صحةالنبات أيضا و هو ما إذا كانت أفعاله منالجذب و الهضم و الدفع سليمة غير سديد لأنالحال و الملكة إنما يكونان من الكيفياتالنفسانية أي المختصة بذوات الأنفسالحيوانية على ما صرحوا به و على هذا يلزمفي تعريف الشفاء تكرار.
اللهم أن يراد بالملكة و الحال الراسخ وغير الراسخ من مطلق الكيفية أو يرادبالأنفس أعم من الحيوانية و النباتية وكلاهما خلاف الاصطلاح.
و أما ما ذكر في موضع آخر من القانون أنالصحة هيئة بها يكون بدن الإنسان في مزاجهو تركيبه بحيث يصدر عنه الأفعال كلهاصحيحة سليمة فمبني على أن الصحة المبحوثعنها في الطب هي صحة الإنسان و المراد بصحةالأفعال و سلامتها خلوصها عن الآفة بكونهاعلى المجرى الطبيعي على ما يناسب المعنىاللغوي فلا يكون تعريف صحة البدن و العضوبها تعريف الشيء بنفسه.
و لهذا ذكر بعضهم أن الصحة في الأفعال أمرمحسوس و في البدن غير محسوس و تعريف غيرالمحسوس بالمحسوس جائز.
و اعترض بأن قوله تصدر عنه الأفعال مشعربأن المبدأ تلك الملكة أو الحال و قوله منالموضوع مشعر بأن الموضوع أعني البدن أوالعضو هو المبدأ و أجيب بوجهين أحدهما أنالصحة مبدأ فاعلي و الموضوع قابلي والمعنى كيفية يصدر عنها الأفعال الكائنةمن الموضوع الحاصلة فيه صحيحة سليمة.
و ثانيهما أن الموضوع فاعل واسطة بمنزلهآلة العلة الفاعلية و المعنى ما يصدر