استعداد القوة عليه للقابل له فيزاد فياستعداد ضده الذي هو مناسبه.
فهذا هو بيان هذا المعنى بالاستقراء والقياس المقبولي.
و أما التحقيق البرهاني فالكلام فيه أرفعمن هذا النمط إذ المقصد أيضا ليس فيالجلالة بحيث لم يجز الاكتفاء فيه بما دونالبرهان اللمي الدائمي و إن كان ذلك أيضامقدورا بل يصح القناعة فيه بما يؤكد الظنكما فعله الشيخ فقال على طريقة البحثالطبيعي و هو أن الفرح يلزمه أمران أحدهماتقوية القوة الطبيعية.
و الثاني تخلخل الروح لما يكلفها الفرحلأنه كيفية نفسانية و النفس متصرفة فيالروح التي هي مطية قواها من الانبساط ويتبع [منبع] تقوي القوة الطبيعية أمورثلاثة.
أحدها اعتدال مزاج الروح.
و ثانيها كثرة توليدها بدل ما يتحلل.
و ثالثها حفظها عن استيلاء التحلل عليهأما تخلخل الروح فيتبعه أمران أحدهماالاستعداد للحركة و الانبساط للطف القوامو الثاني انجذاب المادة العادية إليهبحركته بالانبساط إلى غير جهة الغذاء و منشأن كل حركة بهذه الصفة أن تستتبع ماوراءها لتلازم صفائح الأجرام و امتناعالخلاء.
و بالجملة انجذاب المتأخر عند سيلانالمتقدم كما في الرياح و كذلك المياهفتكرر الفرح بهذا المعنى يعد للفرح و أماالغم إذا تكرر اشتدت القوة عليه لأن الغميتبعه أمران مقابلان للوصفين التابعينللفرح.
أحدهما ضعف القوة الطبيعية.
و الثاني تكاثف الروح للبرد الحادث عندانطفاء الحرارة الغريزية لشدة الانقباض والاحتقان من الروح و يتبع ذلك أضداد ماذكرنا فثبت أن تواتر الفرح بعد الفرح يعدالروح للفرح و تواتر الغم بعد الغم يعدالروح للغم فالفرحان لا يعمل فيه من