و ظهور للدم الصافي و احمرار للوجه.
و إذا طرأ على النفس خوف أو ألم ينقبضالروح إلى الداخل و بتوسطه يحدث في البدنانقباض في الوجه و اصفرار في الوجه و هكذاالقياس في سائر الكيفيات النفسانية والعوارض البدنية و كما أن الروح مطيةللقوى النفسانية فالدم أيضا مركب لهذهالروح يتحرك بحركتها تارة إلى الخارج وتارة إلى الداخل و ذلك إما دفعة و إماقليلا قليلا و الحركة إلى الخارج قد يكونللذة و النشاط و قد يكون للغضب و قد يكونللرجاء و التوقع و ما يجري مجراه و الحركةإلى الداخل قد يكون للألم و الحزن و قديكون للخوف و الهرب و الفكر و ما يجريمجراه.
ثم الحركات الخارجية و الداخلية متفاوتةفي الزمان كالسرعة و البطء و في الكمكالانبساط و الانقباض و في الكيف كاشتدادالحرارة و الحمرة في الدم و مقابلاهما وكذا يتفاوت الحركة في هذه المعاني بحسباشتداد الكيفية النفسانية الباعثة إياهاو ضعفها ففي الغضب الشديد يتحرك الروح معمركبه الذي هو الدم إلى الخارج دفعة.
و ربما ينقطع مدده أو ينطفي بسبب الاحتقانفيموت صاحبه و في الفرح يتحرك يسيرا يسيراإذا كان الفرح معتدلا و في الفرح المفرط وإن كانت حركته بحسب الزمان بطيئا لكن بحسبالكم يكون انبساطه عظيما فربما يؤديإفراطه إلى زوال الروح بالكلية و كذاالحال في الحركة إلى الداخل ففي الفزعالشديد دفعة و في الحزن قليلا قليلا وفيهما أيضا قياس ما ذكرنا على العكس و قديتفق أن يتحرك إلى الجهتين في وقت واحد إذاكانت الكيفية النفسانية يعرضها عارضانمثل الهم فإنه قد يعرض معه غضب و حزنفيختلف الحركتان و مثل الخجل فإنه ينقبضأولا إلى الباطن ثم يعود العقل فينبسطالمنقبض فيثور إلى الخارج و يحمر اللون